ذعر بين المواطنين بعد ظهور حالات جديدة فى عدة محافظات ووفاة بعضها الحكومة تستعين ب «الصحة العالمية» للنفي والطمأنة.. ومصدر ب «الحميات»: نستقبل حالات كثيرة ونتعامل معها فى سرية «الحميات» ترسل عينات الإصابة إلى مركز «أمريكي عسكري» تم إغلاقه لدواعٍ أمنية مجهولة! لماذا أغلقت الأجهزة الأمنية مركز «نيمرو» ووضعته تحت الحراسة المشددة بعد تحليله عينات من الفيروسات؟ لوعة أصابت العديد من الأسر التى اختارها القدر لتفقد بعض أبنائها جراء الإصابة بمرض مجهول، وبالرغم من إجراء الأشعة والتحاليل، إلا أن طبيعة المرض الذى أصابهم لا تزال غير معلومة، فهل يكون هناك فيروس يحيط بنا خطير ومجهول؟ حاولت "المصريون" أن تضع يدها على حل لهذا اللغز الذى يصيب المواطنين بالذعر بعد اكتشاف العديد من الحالات فى محافظات مختلفة لم تنجح محاولات النفى والتكتم عليها وإخفائها عن الرأى العام، وهكذا كانت النتيجة.. الضحية الثالثة ل"فيروس" أشمون طاهر أب بسيط الحال، يصطحب إبراهيم، نجله الصغير، 4سنوات، إلى مستشفى الدمرداش فى محاولة لإنقاذه من مصير أخويه، اللذين توفيا بنفس الأعراض، لا يفارق نجله، يحمله على يديه غير عابئ ب"الفيروس" المجهول الذى يطارد أسرته.. وقال طاهر فى حواره مع "المصريون": "أنا كان عندى 3 أولاد أصيبوا بفيروس غامض 2 منهم ماتوا من شهر وهما أدهم 11 سنة مات بعد الإصابة ب3 أيام، ومروان عمره سنة ونصف مات بعد الإصابة بأسبوع، ابنى الثالث إبراهيم 4 سنين فى مستشفى الدمرداش محجوز من 4 أيام، عنده وجع فى بطنه وارتفاع فى درجة الحرارة"، مضيفًا أن طبيبًا فى مستشفى أشمون أكد له أن ابنه لديه فيروس خطير وغامض. وتعجب طاهر من إصرار مستشفى الدمرداش على أن يوقع إقرارًا بأن نجله "سليم"، بالرغم من أنه فى حالة خطرة، إلا أنه رفض التوقيع على ذلك الإقرار. وبعد إجراء أشعة الرنين المغناطيسى وتحاليل مركز السموم، لم يجد مستشفى الدمرداش بدًا من أن يخبر طاهر بأن نجله بخير وصرح له بالخروج، على أن يعود إلى المستشفى مرة أخرى إذا عاودته الأعراض. فيروس شبرا الغامض "فيروس غامض يصيب 11 فردًا فى منزلين بشرا الخيمة، الأول به أربع أسر، والثانى به "حماة" الأسرة الأولى، وتسبب فى وفاة 3 أطفال منهم فى مارس الماضي، وعلق الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة، على الإصابة بأنه لم تظهر حالات جديدة، وأنه تم أخذ عينات من الأكل والمياه وعينات "دم وبول وبراز"، وتم إجراء التحاليل اللازمة، وكانت نتيجة تحليل جميع الميكروبات والمعادن "سلبية"، ونتائج السموم فى الطب الشرعى "سلبية" أيضًا. حميات العباسية رفض تام للتعامل مع وسائل الإعلام، إلا من خلال مخاطبات رسمية، قد تتم الموافقة عليها وغالبًا ما يتم رفضها، إلا أن "المصريون"، استطاعت التواصل مع مصدر داخل المستشفى، رافضًا الإشارة إليه فى التصريح، مؤكدًا أن إدارة المستشفى ترفض تمامًا التعامل مع الصحفيين. وقال المصدر: "هناك حالات كثيرة تأتى مصابة بفيروسات غير معروفة، وتكون هناك حالة كبيرة من التكتم عليها، لا يُعرف بها غير إدارة المستشفى أو الأطباء المتخصصين، ويكون التعامل معها من قبل طقم التمريض فى حدود. وأضاف المصدر، أن الحالات الغريبة وغير المعروفة يتم تحويل عينات منها إلى مركز "نيمرو الأمريكي" للتحليل، وبعد التحليل يتم اتخاذ اللازم فى التعامل معها. "نيمرو" الأمريكي لا يبعد مركز "نيمرو الأمريكي"، كثيرًا عن مستشفى الحميات، فالفاصل بين الاثنين هو شركة "بلاعيم"، وتحيط بالمركز حراسة أمنية مشددة، وعربتان للشرطة تقفان لحمايته، وعندما حاولت التواصل مع المركز لم أتمكن.. والثلاثة خطوط الموجودة للمركز على الدليل "رقمان غير موجودين بالخدمة والثالث لا أحد يرد"، والمعلومات التى توصلت إليها أن المركز مغلق لدواعٍ أمنية، وإن كان يتم التعامل فى المركز بالتنسيق مع مستشفى الحميات فقط، الذى يقوم بإرسال عينات ويتم تحليلها ثم يتم إبلاغه بالنتيجة لاتخاذ اللازم. وبالبحث عن المركز، كانت هناك معلومات شائكة عنه ومحيرة، فهو تابع للولايات المتحدةالأمريكية، وهو أكبر وحدة أمريكية عسكرية للأبحاث فى الشرق الأوسط، وتتبع سلاح البحرية الأمريكية، ويحظر دخولها لأى شخص مهما بلغت أهميته من خارج الوحدة منذ عام 1946، ويتحكم المركز فى كل الأبحاث المتعلقة بصحة المصريين وغذائهم بدءًا من الثروة الحيوانية والزراعية والمياه والهواء والأوبئة والفيروسات. العاملون بالمركز وأطباؤه الأمريكيون يتمتعون بحصانة دبلوماسية، وينتمى بعضهم بالفعل للاستخبارات الأمريكية "سى آى إيه" وتحركاتهم داخل مصر وعبر المطار حرة ومحمية دبلوماسيًا، ولا يمكن إخضاعهم للتفتيش أو التحقيق، أو مراقبة مراسلاتهم وتقاريرهم المرفوعة إلى البنتاجون، رغم مسئولية وزارة الصحة، بموجب الاتفاق الموقع مع مصر، بمتابعة تحركات أعضاء "نيمرو" بمصر. الدمرداش.. المواطن فأر تجارب حالة من التعتيم على حالات الفيروسات مجهولة المصدر والعلاج، ويكون المريض "فأر تجارب" لإجراء التحاليل والأشعة المختلفة، بمركز السموم تارة، ومركز أشعة الرنين تارة أخرى، وإذا لم يتم التوصل إلى العلاج، فيتم تثبيت الأعراض، ثم يتم التصريح له بالخروج، هذا بناء على إحدى الحالات التى رصدتها "المصريون". القرى والمراكز وبعيدًا عن العاصمة.. يكون الحل الأسهل، ولعدم توافر الإمكانيات والاستعدادات اللازمة لمواجهة الخطير والمجهول من الأمراض هو التحويل إلى مستشفيات "البندر" أى المدينة لاتخاذ اللازم. الأطباء: الإنكار لا يفيد أكد الدكتور رشوان شعبان، أمين مساعد نقابة الأطباء، أن هناك حالات حمى غير معروفة السبب، وتكون حمى معدية، لأنه فى حالة الإصابة بأى فيروس تكون هناك فترة ما بين الإصابة وظهور الأعراض، والفيروسات فترة حضانتها تكون لمدة أسبوعين تتكاثر فى الجسم، ثم تبدأ الأعراض فى الظهور على هيئة حمى معدية غير معروفة، مثل فيروس "الأنفلونزا"، هناك أيضا حمى التيفود، وبعض الفيروسات التى تنتقل للفلاحين نتيجة لتعاملهم مع الماشية. وأشار رشوان، فى حديثه مع "المصريون" إلى أنه يتم البحث وإجراء التحاليل اللازمة للحالات فى مستشفى الحميات أو الباطنة، ومن المهم جدًا أن يتم تشخيص الحالة غير المعروفة، وإذا تم تفسيرها يكون فى مصلحة المريض والمجتمع حتى لا تنتشر، خاصة مع قدرة الفيروسات على أن تتحور وتغير من شكلها باستمرار. وأكد رشوان، أهمية الطب الوقائى الذى يعمل على حصر الحالات وعزل المنطقة، التى ظهر فيها الفيروس، وبسرعة يتم التعامل معها من خلال مصل أو لقاح يتم تجريبه حتى الوصول إلى الحل الأمثل، لافتا إلى أن الفيروسات متوطنة ومنتشرة وتظهر كل فترة، بعد أن تكون طورت من نفسها. ولفت رشوان إلى أن مركز "نيمرو" الأمريكي، تتم الاستعانة به من أجل أجهزته المتطورة تقنيًا، وإن كان يرجح قيامه بعملية المساعدة فى التحاليل إلى غرضين أحدهما بريء وهو المساعدة، والآخر كوسيلة لتجميع المعلومات لدول أجنبية ومعرفة طبيعة الأمراض المنتشرة، وما هو تأثيرها على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. وتعجب رشوان، من وجود أجهزة متطورة فى المستشفيات العسكرية، لو تعاونوا فيها مع المعامل المركزية والمعامل الموجودة فى المستشفيات ستكون هناك رؤية شاملة، ولن نحتاج لمساعدة من أى أحد فى العالم كله. وطالب رشوان، المواطنين بعدم الانزعاج من فيروس غامض أو متحور، لأنه من الوارد سعى الإنسان الدءوب لمعرفة الأمراض ومحاولة الوصول إلى علاجها، مضيفًا أن المرض لن يتوقف، مضيفًا أن التطور فى العلم يواظب تطور المرض وليس العكس. وأكد رشوان، أنه مع الشفافية لأن أول طريق لحل أى مشكلة هو الاعتراف بها، والإنكار لن يفيد، وأنه يجب توضيح المعلومات الطبية ببساطة للجمهور. باحث بيئي شاركه الرأى محمود بكر، باحث فى العلوم البيئية وعضو مجلس إدارة كتاب البيئة والتنمية، فى أن الشفافية وإظهار الحقيقة للجمهور ضروري، لكن يجب أن يكون هناك مؤشر بدائى لوجود فيروس والتنبيه على المواطنين لاتخاذ بعض الاحتراز فيما يأكلون ويشربون، وكيفية التعامل مع الفيروس الغامض، رافضًا تماما ترك المواطنين جاهلين لطبيعة المرض، والذى قد يتسبب فى موت الآلاف، قائلا: "فى الآخر نقول يا ريت اللى جرى ما كان". وأشار الباحث البيئى إلى أن كل الدول لها طرق خاصة لإدارة الأزمات التى تمر بها، مؤكدًا أنه لا بد أن تدار الأزمة بحكمة حتى لا تثير الجماهير وتؤدى فى النهاية لطريقة عكسية، مدللاً بمرض "جنون البقر" فى 1990 فى بريطانيا، التى أدارت الأزمة بالكتمان، وعندما تكررت الأزمة مرة أخرى فى 1996، حاولت تغيير أسلوب إدارة الأزمة وأخبرت المواطنين بحقيقة الوضع، إلا أنها فقدت مصداقيتها بينهم. وحذر الباحث البيئى من مخاطر ازدياد التلوث قائلا: "إنه إذا لم يتخذ العالم المتقدم إجراءات سريعة لمواجهة تغيرات الجو والتلوث، وتقليل المواد التى تؤثر على الاحتباس الحراري، وهم فى الأساس من يصدروه، من خلال تطوير الأبحاث والدعم المادي، خاصة مع الظروف الاقتصادية السيئة للعالم الثالث، والمعتقدات القديمة لدى المواطنين من استخدامهم للعلاج البدائى والطرق البدائية فى العلاج، مع مراعاة القضاء على القمامة وتطهير مياه الشرب، لأن كلاهم إذا لم يتم التعامل معه بحرص سيكون مأوى للفيروسات والأمراض. وأشار الباحث البيئى إلى أن تغيرات المناخ لها عوامل كثيرة تؤثر على الجو والصحة والطبيعة، لأنها تخلق نوعًا من التقلبات والتغيرات والتحور للفيروسات والتى هى بطبيعة الحال موجودة فى الجو، ثم يؤثر ذلك على الإنسان والنبات والحيوان ويؤثر على الأنشطة البشرية من تكنولوجيا متطورة وصناعات، وتكون لها آثار على البيئة. وأضاف الباحث، أن الفيروسات موجودة من قديم الأزل، إلا أنه مع تقلبات الجو تتحور، خاصة مع زيادة عملية التلوث وتوالد فيروسات جديدة. وزارة الصحة امتنع الدكتور عمرو قنديل، وكيل وزارة الصحة، عن التعليق على كيفية تعامل الوزارة مع الفيروسات الغامضة، والطرق التى تتبعها الوزارة تجاه الظاهرة، مشيرًا إلى أن الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم الوزارة، هو المنوط بالتعليق على الظاهرة، والذى لم تتمكن "المصريون" من الوصول إليه. الصحة بالبرلمان أكدت الدكتورة شادية ثابت، عضو لجنة الصحة فى البرلمان، أنه لا يوجد مصطلح "فيروسات غامضة"، بل هناك ميكروبات غير معروفة، مشيرة إلى أن الحالات التى ظهرت فى شبرا الخيمة، والتى طالبت وقتها وزير الصحة والدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة، بالاستعانة بمنظمة الصحة العالمية ومركز "نيمرو" للأبحاث كما يحدث دائمًا. وأشارت "ثابت"، إلى وجود ميكروب خطير يؤدى إلى عواقب وخيمة تنهى حياة الإنسان بالموت، ألا وهو "اللبتو سبيروزيس"، والذى ينتقل من خلال الحيوانات والطيور، والتى تقوم بإخراج فضلاتها على علب العصير والكانز، أثناء تخزينها، والتى تنتقل إلى المواطنين بسهولة، موجهة تحذيرًا إلى المواطنين بضرورة غسل علب العصير والكانز قبل تناولها، وإضافة محتواها فى كوب نظيف والشرب منه. وأضافت، أنه يجب الإعلان عن الحقيقة دائمًا للرأى العام، وعرض الحلول المناسبة، لمواجهة أى أزمة طبية تحدث.