قال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، إن سياسة الوزارة تهدف إلى مشاركة الجميع؛ خاصة وكالات الأنباء العالمية والمحلية، في متابعة هذا الحدث الأثري الكبير، وأن هناك وسائل إعلام من 9 دول تغطي اكتشاف مقابر "تونا الجبل" بالمنيا. وأضاف "العناني"، خلال المؤتمر الصحفي بتونا الجبل بمحافظة المنيا بحضور، الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، وعدد من السفراء وخبراء الآثار، "أشعر بسعادة بالغة أنا وبعثة حفائر جامعة القاهرة مع جامعة ميونيخ؛ للكشف عن هذه المقبرة المهمة، حيث عثرنا على بئر، ووجدنا فيها ما يبشر أنها مقبرة بشرية جماعية، وهي جبانة كبيرة تتمتع بأهمية بالغة". وتابع أن "أخبار الآثار تسهم في تحسين الصورة الذهنية عن مصر؛ لأنها أداة من أدوات القوة الناعمة"، مشيرًا إلى أن اكتشاف تونا الجبل مهم، وليس النهاية بل بداية لكشف كبير ومهم في المنطقة، لافتًا إلى أن تدرج نتائج البعثة في الكشف على فترات؛ يؤكد ذلك، وهو ما يعني أنه حال انتهاء الكشف سيكون حدثًا عالميًا. وأوضح "كل يوم يحدث اكتشاف أثري في مصر يعني أنها رسالة من أجدادنا، بأنهم يقفون معنا لعودة السياحة مرة أخرى"، مستعرضًا صورًا للاكتشافات الأثرية التي حدثت في 2017، وأشهرها تمثال المطرية؛ الذي يعد من أكبر التماثيل التي تم العثور عليها، وساهم في رسم صورة إيجابية عن مصر في كل وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية. ومن جانبه قال الدكتور عصام البديوي، محافظ المنيا، لست من المنيا لكن جمالها خطفني، ففيها عظمة وتاريخ لم أرَه من قبل، والكشف عن مقبرة كبيرة وجديدة بتونا الجبل بالمنيا يعد مهمًا ويفصح عن عظمة قدماء المصريين الذين لنا الشرف أن ننتمي إليهم". وأكد محافظ المنيا، أن كشف تونا الجبل بداية لوضع المحافظة على الخريطة السياحية، وأنه سيوقع الأسبوع المقبل، بروتوكول تعاون مع كلية الآثار بجامعة القاهرة، ووزارة الآثار، وجامعة المنيا؛ لتطوير منطقة تونا الجبل. وبدوره قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن الكشف الأثري الجديد للجامعة بتونا الجبل اكتشاف عظيم، أن الجامعة تدعم حفائر كلية الآثار منذ بدايتها. وأضاف "نصار"، "اتفقت مع وزير الآثار ومحافظ المنيا، على تولي الجامعة تطوير منطقة تونا الجبل؛ لوضعها على الخريطة السياحية، وتحويل استراحة طه حسين لمتحف ومزار سياحي؛ حتى تتحول إلى منطقة سياحية كبيرة، وتكون بداية لوضع محافظة المنيا على الخريطة السياحية". وتابع رئيس جامعة القاهرة: "لقد ذُهلت من جمال المنيا وتونا الجبل وتاريخها، وأقدم التحية إلى فريق البعثة وكلية العلوم بجامعة القاهرة أيضًا، والتي قامت بجهد كبير وتعاون لأول مرة بين كلية الآثار والعلوم في تحليل العينات، وتقديم المشورة العلمية، مما وفر وقتًا كبيرًا في التوصل إلى نتائج للاكتشاف". واستطرد: "الآثار ملك المصريين، والحمل كبير على وزارة الآثار، فحمايتها مسئوليتنا جميعًا، وجامعة القاهرة خادمة للآثار ولمصر كلها . وأكد الدكتور صلاح الخولي، رئيس بعثة جامعة القاهرة في تونا الجبل، صاحبة الكشف الأثري الجديد، أن الكشف الجديد يقع ضمن أول جبانة في مصر الوسطى، وتتمتع بأهمية تاريخية وأثرية كبيرة. وأضاف "الخولي"، ما عُثر عليه الآن نحو 10% من حجم المقبرة الكبرى، وتعد أول جبانة في مصر الوسطى، وتمثل كشفًا مهمًا للمنطقة، مشيرًا إلى أن بعثة جامعة القاهرة تعد أقدم بعثة مصرية تعمل منذ 1931، وذلك بعد أن كانت مقصورة على الأجانب، حيث تمت اكتشافات كبيرة ومهمة مثل اكتشاف مقبرة إيزادورا؛ وهو ما يعطي شهرة واسعة للمنطقة، ويضع منطقة تونا الجبل على الخريطة السياحية. شارك فى مؤتمر اكتشاف المقبرة الدكتور "بيتر كيفيك"، سفير المجر لدى القاهرة، و"دراجان بيسنيتش"، سفير صربيا، والدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة؛ وعصام البديوي، محافظ المنيا، والدكتور محمد حمزة الحداد، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة، والدكتور ميسرة عبد الله، وأعضاء فريق البعثة الأثرية، وعدد من القيادات التنفيذية بمحافظة المنيا، ومسئولو الآثار المصرية بوزارة الآثار. ومن ناحيته قال علي البكري، مدير عام مناطق آثار المنيا الجنوبية، إن الكشف الذي قامت به بعثة جامعة القاهرة في تونا الجبل بالمنيا، عبارة عن مقبرة آدمية جماعية على هيئة "الكتاكًمب" مفتوحة مثل السراديب، في حين أن المقابر الأخرى المجاورة حيوانية تحمل رمز الإله جحوتي. وأوضح أن المقبرة عُثر فيها علي 5 توابيت حجرية، هذا بخلاف توابيت خشبية كثيرة مكسرة، والمقبرة بها مومياوات كثيرة جدًا، وقد تعرضت المقبرة لتدمير كبير في العصور القديمة من اللصوص، وبها 40 مومياء لكن هناك منها 12 مومياء كاملة وفي حالة جيدة بعضها متهالك من نبش اللصوص. كما عثر داخل المقبرة علي برديتين لم تتم ترجمتهما بع، وتتحدثان عن الحالة الدينية والاجتماعية، وأهمية المقبرة ترجع أيضًا إلي أنه لأول مرة نعثر في تونا الجبل علي مقبرة آدمية علي طريقة كتاكومب، والتي تتكون من آبار دفن ومن الداخل سراديب منحوتة في الجبل، وهذا الطراز معروف أنه انتشر في العصر اليوناني الروماني في حين أنه بدأ في الأسرة 27 للعصر البطلمي.