قال الدكتور صلاح الخولي، رئيس بعثة جامعة القاهرة في تونا الجبل، صاحبة الكشف الأثري الجديد، إن الكشف الجديد يقع ضمن أول جبانة في مصر الوسطى، وتتمتع بأهمية تاريخية وأثرية كبيرة. وأضاف "الخولي"، خلال المؤتمر الصحفي بتونا الجبل بالمنيا بحضور وزير الآثار الدكتور خالد العناني، والدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، وعدد من السفراء وخبراء الآثار، "أشعر بسعادة بالغة أنا وبعثة حفائر جامعة القاهرة مع جامعة ميونيخ للكشف عن هذه المقبرة المهمة، حيث عثرنا على بئر، ووجدنا فيه ما يبشر أنها مقبرة بشرية جماعية، وهي جبانة كبيرة تتمتع بأهمية بالغة". وتابع: "ما عُثر عليه الآن نحو 10٪ من حجم المقبرة الكبرى، وتعد أول جبانة في مصر الوسطى، وتمثل كشفًا مهمًا للمنطقة"، مشيرًا إلى أن بعثة جامعة القاهرة تعد أقدم بعثة مصرية تعمل منذ 1931، وذلك بعد أن كانت قاصرة على الأجانب، حيث تمت اكتشافات كبيرة ومهمة مثل اكتشاف مقبرة إيزادورا؛ وهو ما يعطي شهرة واسعة للمنطقة، ويضع منطقة تونا الجبل على الخريطة السياحية. يشارك في المؤتمر الصحفي الدكتور "بيتر كيفيك"، سفير المجر لدى القاهرة، و"دراجان بيسنيتش"، سفير صربيا، والدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة؛ وعصام البديوي، محافظ المنيا، والدكتور محمد حمزة الحداد، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة، والدكتور ميسرة عبد الله، وأعضاء فريق البعثة الأثرية، وعدد من القيادات التنفيذية بمحافظة المنيا، ومسئولو الآثار المصرية بوزارة الآثار. وبدأ الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، كلمته خلال المؤتمر الصحفي، بتوجيه الشكر للبعثة الأثرية صاحبة هذا الكشف المهم بتونا الجبل، والأثريين الذين شاركوا في العمل، وعرض تفاصيل الكشف الأثري الجديد لبعثة الآثار المصرية بجامعة القاهرة في منطقة تونا الجبل بالمنيا، بالتعاون مع وزارة الدولة لشئون الآثار، حيث تمكنت من كشف الستار عن مقبرة من أهم مقابر الآثار التي ترجع للعصر اليوناني الروماني ومحتوياتها. وكان "صدى البلد" حصل قبل انعقاد المؤتمر الصحفي بساعات، على تفاصيل الكشف الأثري. ومن ناحيته قال علي البكري، مدير عام مناطق آثار المنيا الجنوبية، إن الكشف الذي قامت به بعثة جامعة القاهرة في تونا الجبل بالمنيا، عبارة عن مقبرة آدمية جماعية على هيئة "الكتاكًمب" مفتوحة مثل السراديب، في حين أن المقابر الأخرى المجاورة حيوانية تحمل رمزي الإله جحوتي. وأضاف مدير عام مناطق آثار المنيا، في تصريحات ل"صدى البلد"، أن المقبرة المكتشفة من العصر اليوناني المتأخر وهي لكهنة الإله "جحوتي"، خاصة أن ما عُثر فيها يدل علي أن المدفونين بها ليسوا من عامة الشعب، بل طبقة كهنوتية وعلية القوم، ورغم أن بعض التوابيت مهشمة لكن النقوش عليها وبعض الأقنعة عليها طبقة من الذهب تؤكد أن هؤلاء من علية القوم. وأوضح أن المقبرة عُثر فيها علي 5 توابيت حجرية، هذا بخلاف توابيت خشبية كثيرة مكسرة، والمقبرة بها مومياوات كثيرة جدًا، وقد تعرضت المقبرة لتدمير كبير في العصور القديمة من اللصوص، وبها 40 مومياء لكن هناك منها 12 مومياء كاملة وفي حالة جيدة بعضها متهالك من نبش اللصوص. وتابع: "عُثر داخل المقبرة علي برديتين لم تتم ترجمتها بعد تتحدث عن الحالة الدينية والاجتماعية، وأهمية المقبرة ترجع أيضًا إلي أنه لأول مرة نعثر في تونا الجبل علي مقبرة آدمية علي طريقة كتاكومب، والتي تتكون من آبار دفن ومن الداخل سراديب منحوتة في الجبل، وهذا الطراز معروف أنه انتشر في العصر اليوناني الروماني في حين أنه بدأ في الأسرة 27 العصر البطلمي.