أعلنت حركة حماس في مفاجأة قوية تبرأها من جماعة الإخوان المسلمين، في وثيقتها الجديدة المكونة من 42 بندًا مقسمة على 11 عنوانًا تحت عنوان "وثيقة المبادئ والسياسات العامة"، تتحدث فيها "حماس" عن تعريف نفسها ومشروعها ورؤيتها لمشروع التحرير والنظام السياسى، وتحمل مبادئ أساسية بالقضية بالفلسطينية ووحدة الشعب والأرض والقضية وتعريف النظام السياسي. وفي خطوة وصفها خبراء شئون الإسلام السياسي، بأنها سياسية من الدرجة الأولى وتنم عن المصالح الشخصية والسياسية التي تسعي لتفعليها حماس، والعودة للعمل السياسي مرة أخرى وتحسين العلاقات مع الدول العربية والخليجية بعد تأثرها في الآونة الأخيرة بأحداث العنف والإرهاب التي اتهمت جماعة الإخوان بأنها السبب وراءها، وتسببت في وصف الحركة ب"الإرهابية"، لتعلن حماس عن تبرأها من الإخوان، دون الخروج بشكل رسمي من التنظيم الأساسي دوليًا. قال إسلام الكتاتني، المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين والباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان المسلمين في مصر لن تتأثر بتبرؤ حركة حماس من جماعة الإخوان في مصر، في الوثيقة المسربة للوائح ومواثيق الحركة الجديدة، مشيرًا إلي أن حركة حماس لم تتبرأ من جامعة الإخوان كتنظيم سياسي موجود فعليًا في عدد كبير من الدول العربية، ولكنها تبرأت من أفعال تقوم بها الجماعة في مصر وتسبب في حالة من النفور السياسي بين مصر وحماس في الفترة الأخيرة واتهامها بأعمال عنف وإرهاب. وأضاف "الكتاتني"، في تصريحات ل"المصريون"، أن وثيقة حماس تعد تكتيكًا سياسيًا وإستراتيجيًا للعودة إلي العمل السياسي مرة أخرى وتوطيد العلاقات بين الحركة وبين الدول العربية وبالأخص مصر، مشيرًا إلي أن هذه الوثيقة يغلب عليها البرجماتية السياسية والقوة، والهدف الإستراتيجي الذي تسعي له حماس للعودة وتحسين العلاقات. وأوضح أنه ليس معني تبرؤ حماس من أفعال الإخوان، أنها تبرأت من التنظيم ككل، حيث إن تنظيم جماعة الإخوان يتفق دوليًا علي الخطوط العريضة التي يسير عليه التنظيم، ولا علاقة له بالأمور الداخلية التي تحدث لكل جماعة داخل دولتها. وتابع "الكتاتني"، أن إخوان حماس أثبتوا فعليًا أنهم أكثر ذكاءً من إخوان مصر، ويسيرون علي نفس دروب جماعة الإخوان في كل من الدول "تركيا والأردن والمغرب وتونس"، واستطاعوا إيجاد حالة من التوازن بين الوطنية والإسلام وفصل العمل السياسي عن العمل الدعوي. وأشار الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلي أن من أهداف هذه الوثيقة الجديدة هي رمي الكرة في ملعب حركة فتح لتوحيد المجتمع الفلسطيني نحو أهداف موحدة في إطار المناورة، وتأكيد حماس هدفها الأساسي بعدم الاعتراف بإسرائيل، وضمان حقوق الفلسطينيين في الأرض، بشكل سياسي تكتيكي قوي، دون نزاع وحرب. وفي سياق متصل قال سامح عيد، الباحث السياسي في شئون الحركات الإسلامية، إن وثيقة المبادئ والسياسات العامة لحركة حماس لا تعبر عن تبرئة بشكل صريح بعلاقتها بالإخوان المسلمين، إنما هو كلام ضمني، وتم بالفعل تحت ضغط من الجماعة ودراية كاملة لهذا التبرؤ، حيث تم الإعلان عنها بالعاصمة القطرية الدوحة ومعروف علاقتها الوثيقة بجماعة الإخوان. وأضاف "عيد"، في تصريحات ل«المصريون»، أن حركة حماس تسعى هذه الفترة لتكون وسيط بين دول الخليج ومصر لعقد صفقات غير معلوم هدفها حتى الآن , فضلًا عن حديثها بالوثيقة عن علاقتها بمنظمة التحرير الفلسطينية "فتح" والتي جعلتها بمثابة كيان موازى لها وليست سلطة حاكمة. وأكد خبير الحركات الإسلامية، أن حركة حماس ترغب في دعم من دول الخليج؛ من أجل التوافق مع مصر وفتح صفحة جديدة مع الإقليم بشكل عام. ووصف نبيل نعيم، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، وثيقة حماس بأنها ممارسة خداع للعالم الغربي والعربي، مؤكدًا أن الحركة تمارس الخديعة بشكل تام فمن المستحيل أن تنفصل عن التنظيم الدولي أو جماعة الإخوان المسلمين فى البلاد العربية لأنها مرتبطة بها سياسيًا وفكريًا واقتصاديًا. وأشار "نعيم"، في تصريحات ل«المصريون»، إلى أن حركة حماس تبحث من خلال الوثيقة لأن تكون بديل الرئيس الفلسطيني محمود أبو مازن في المفاوضات مع الدول العربية والخليج ممثلة فى خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي، ومحمد دحلان المفصول من حركة فتح وكذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية والأمم المتحدة وإسرائيل لن يقبلوا بأي شكل من الأشكال التفاوض مع جماعة الإخوان المسلمين لأي غرض سياسي. وأكد أن حركة حماس رغم إعلانها وثيقة العمل السياسي إلا أنها غير جديرة بها لأن معظم العمليات الإرهابية التي تتم في سيناء يتم إلقاء القبض على مرتكبيها ويثبت أنهم تدربوا في غزة، ومنتمين لحماس.