أربع مداخلات هاتفية، هي حصيلة المكالمات، التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه مقاليد الحكم، مع الإعلامي عمرو أديب، عبر برنامجه "القاهرة اليوم" المذاع على قناة "اليوم"، بالإضافة إلى برنامجه "كل يوم" المذاع على فضائية "on E ". وأجري "السيسي" أمس، الإثنين، مع "أديب" مداخلة هاتفية، والتي تحدث فيها عن المستقبل، مؤكدًا أنه فيما يخص تنمية الصعيد، جارٍ العمل في خطة كبيرة وضعتها الدولة، مشيرًا إلى أنَّه سيتم افتتاح العديد من المشروعات خلال الفترة المقبلة. وأضاف أنه يتمنى أن يتبرع كل موظف بالدولة بجنيه من راتبه كل شهر، مشيرًا إلى أن هذا "التبرع" لن يُضيف كثيرًا ولكنه يبشر بنوع من التكاتف والإحساس بالمسئولية. وأوضح أن حالة الفقر تدفع المواطنين إلى التشدد والتطرف، مضيفًا "يتم عمل دراسة لمواجهة ذلك تضمن زيادة الحوافز"، موجهًا الشكر للشعب، على صبرهم على الأزمات وارتفاع الأسعار. وأجري الرئيس أول مداخلة مع "أديب" في الأول من فبراير، من العام الماضي، حيث تحدث الرئيس خلالها عن بعض الإنجازات التي تمت خلال تلك الفترة إلى جانب الحديث عن الحريات. ويوم الإثنين الموافق 7 مارس من العام الماضي، فاجأ "السيسي"، أديب في برنامجه بمداخلة هاتفية، وتحدث عن تطوير سيناء ومواجهة الإرهاب والمشروعات القومية وزيارة كوريا واليابان، كما أكد "أننا نعيش في بقايا دولة.. هي أشلاء دولة". وفي يوم الإثنين أيضًا، الموافق التاسع من يناير، من العام الجاري، تحدث السيسي في مداخلة هاتفية مع "أديب" عن الإرهاب والتحديات التي تواجه مصر. وقال: "هفكر نفسي وأفكركم يا مصريين يوم 24 يوليو طلبت من الشعب تفويضًا لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل، والناس في الوقت ده قالوا هو في إيه وإيه اللي هيحصل، وفعلا الناس نزلت، وكنت أقول للمصريين وقتها إنكم هتشوفوا حجم تحديات كبير أوي مش في يوم أو شهر أو سنة ولكن في سنوات". ولكن لماذا برنامج "أديب" تحديدًا الذي يختاره الرئيس ليتحدث من خلاله إلي الرأي العام، رغم وجود أكثر من إعلامي علي الساحة يمتازون بما يمتاز به أديب وبرنامجه من حيث جماهيرية البرنامج وحجة القناة التي يقدم بها. أستاذ الإعلام المرئي، بجامعة القاهرة الدكتور هشام جمال، أكد أن مداخلات "السيسي" الهاتفية في البرامج عمومًا وليس برنامج "أديب" بشكل خاصة تستهدف تغيير الصورة الموروثة لدي الناس حول أن الرؤساء لا يتواصلون مع المواطنين. وفي تصريحات ل"المصريون"، قال "جمال"، إن برنامج "عمرو أديب" يحظي بجماهيرية شديدة، وبالتالي من رجاحة العقل أن يستغل جهاز الرئاسة ذلك ليصل إلي أكبر عدد من المشاهدين من خلال رأي إعلامي متزن. وأشار أستاذ الإعلام إلي أن الإعلامي المذكور يحظي بثقة الجماهير، فضلًا عن أن المداخلات الهاتفية بشكل عام أداة فعالة لطرح أداء الرئيس علي الشعب، الذي يتسم بأنه لوام بالفترة، لافتًا إلى أن "أديب" لا يدعم جهة سياسية بعينها. من جانبه، قال الخبير الإعلامي خالد فريحات، إن ظهور الرئيس مع الإعلامي عمرو أديب، هو لإظهار أنه متواصل مع الشعب ولخدمة أغراض سياسية معينة. وأضاف "فريحات"، في تصريحات ل"المصريون"، أن سر اختيار "أديب" تحديدًا لكونه من الإعلاميين الموالين للنظام، فضلًا عن أنه يمتاز بشهرة ونسبة مشاهدة عالية.