وقع وزير الدفاع الأمريكي، دونالد رامسفيلد، في أضحوكة نادرة، الثلاثاء 29/ 11/ 2005 ، أمام الصحفيين، حول حقيقة ما ينبغي أن يطلقه من مسمى على عناصر "المقاومة العراقية" وشاركه في هذا الفخ وبدون قصد رئيس الأركان الأمريكي بيتر بيس، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقداه معاً بمقر وزارة الدفاع البنتاجون في واشنطن. حيث رأى رامسفيلد : أن عناصر المقاومة في العراق لا يستحقون وصف "متمردين". مما دعا الصحفيين إلى مبادرته بالسؤال.. لماذا يرى أن كلمة "تمرد" لا تنطبق على المقاومة ؟! فأجاب : "فكرت في الأمر.. وخلال مطلع الأسبوع قلت لنفسي : إن ذلك يعطيهم شرعية أكبر مما يبدو أنهم يستحقونها". ثم أشار رامسفيلد إلى المقاومين بكلمة "الإرهابيين" واستعمل كذلك عبارة "أعداء الحكومة". وخلال المؤتمر الصحفي زل لسان رئيس الأركان، بيتر بيس، وتلفظ بكلمة "متمرد" التي رفضها وزير الدفاع مرتين. وقال بيس للصحفيين وإلى جانبه رامسفيلد : "لا أجد بداً من استخدام كلمة "متمرد" لأنني لا أستحضر كلمة أفضل الآن". فقال له رامسفيلد : "أعداء الحكومة العراقية الشرعية.. ما رأيك؟".. ولك أن تدقق في منحة (الشرعية) التي أنعم بها رامسفيلد على الحكومة الموالية لاحتلاله في البلاد. وبعد لحظات أشار بيس إلى كلمة "المتمردين" مرة أخرى، ثم قال لرامسفيلد : "عفواً يا سيدي.. لست قابلاً للتدريب اليوم". وغالباً ما تطلق البيانات الرسمية لجيش الاحتلال الأمريكي في العراق على المقاومين بوصفهم "قوات مناوئة للعراقيين". وهذه ليست المرة الأولى التي يتلاعب فيها رامسفيلد بالألفاظ التي تصف المقاومة التي تتصدى لغزوه في العراق. ففي يونيو عام 2003 على سبيل المثال قال رامسفيلد : إن الصراع ليس "حرب عصابات" ليعود مرة أخرى وبعد أسبوعين ليصف الصراع بأنه "حملة تقليدية على غرار حرب العصابات". وزعم رامسفيلد قوله : "أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك تمرد مشروع في بلد ما يحظى بدعم شعبي، ولديه قدر من التماسك، ولديه قبضة مشروعة.. هؤلاء ليس لهم قبضة مشروعة" حسب زعمه. وأضاف : "كان أمامهم طريق سلمي لتغيير تلك الحكومة.. من خلال الدستور ومن خلال الانتخابات.. انهم لا يحاولون إحداث شيء سوى زعزعة الاستقرار، والسيطرة على ذلك البلد، وتحويله إلى نظام خلافة (إسلامية) ثم نشر الأمر في أنحاء العالم".