لا أحمل مسئولية الاختراق الشيعى الأخير لأحد بقدر ما أحمله لدعاتنا فى الأزهر والحركة الإسلامية.. الدعاة والعلماء وطلبة العلم مشغولون بالسياسة وصراعات المناصب والكراسى تاركين ساحة الدعوة والتربية لعلماء قم والنجف.. وقد حذر العلامة القرضاوى من خطر المد الشيعى، ومن توظيف الشيعة لإمكاناتهم وأموالهم وكوادرهم بغية نشر المذهب الشيعى بين العامة من السنة فى البلاد التى يعتنق غالبيتها مذهب أهل السنة، خاصة أن الشيعة يوظفون الأموال الضخمة والكوادر المدربة لهذا الغرض، وأن عوام السنة ليست لديهم مناعة ثقافية ضد هذا الفكر، لأننا – كأهل سنة – لا نتحدث كثيراً فى مثل هذه الأمور حفاظاً على وحدة الأمة، وخوفاً من الفرقة والاختلاف. وتعرض شيخنا بعدها لهجمة شيعية شرسة وقيل فى حقه كلام مبتذل من خلال وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عبر مقال لأحد محلليها، الذى اتهمه بالنفاق والدجل والعمالة والخيانة وخدمة الماسونية والصهيونية! وما أجمل ما رد به الشيخ على تلك الاتهامات؛ حيث قال عن نفسه: "الذين عرفونى بالمعاشرة، أو بقراءة تاريخى عرفونى منذ مقتبل شبابى، شاهرا سيف الحق فى وجه كل باطل، وأنى لم أنافق ملكاً ولا رئيساً ولا أميراً، وأنى أقول الحق ولا أخاف فى الله لومة لائم، ولو كنت أبيع فى سوق النفاق لنافقت إيران التى تقدر أن تعطى الملايين، والتى تشترى ولاء الكثيرين بمالها، ولكنى لا أشترى بكنوز الأرض؛ فقد اشترانى الله سبحانه وبعت له، وقد اقترحوا على منذ سنوات أن يعطونى جائزة لبعض علماء السنة فاعتذرت له". وحذر فضيلته من نشر المذهب الشيعى فى البلاد السنية الخالصة، وسب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. وعاد وكرر تحذيره فى نهاية البيان قائلا: "أما ما قلته من محاولات الغزو الشيعى للمجتمعات السنية، فأنا مصر عليه، ولابد من التصدى له، وإلا خنا الأمانة وفرطنا فى حق الأمة علينا، وتحذيرى من هذا الغزو هو تبصير للأمة بالمخاطر التى تتهددها نتيجة لهذا التهور، وهو حماية لها من الفتنة التى يخشى أن يتطاير شررها وتندلع نارها فتأكل الأخضر واليابس، والعاقل من يتفادى الشر قبل وقوعه". كانت كلمات خبير بحال الأمة، وتحذيرات رائد لا يكذب أهله، وقد حدث ما حذر منه وأتى الشيعة بعممهم وتلونهم ومكرهم وحسينياتهم وطقوسهم إلى مصر. هاهم الشيعة أتوا إليك يا شيخنا فى عقر دارك، وقد عهدناك مناضلاً جسوراً، أتوا وقد أغدقوا أموالهم على إعلاميين وأفراد وهيئات وصحف واشتروا كثيراً من الذمم الخربة، أتوا مستخفين بالعلماء وبالدعاة وبالأزهر وبالحركة الإسلامية. أتوا يا شيخ قرضاوى ولم ينسوا بعد وقفتك قبل عامين وبيانك الذى زلزلهم.. إنهم هنا اليوم يتحدونك أنت يا "صلاح الدين".