أشعلت الانتقادات التى وجهها الداعية الإسلامى صفوت حجازى للتيار السلفى التي قال فيها "إن أولياء نعمة مبارك حرَّموا الثورة عليه، واصفًا مَن دعموا أبو الفتوح بأنهم يحاربون الحق، ويخشَوْن من تطبيق شرع الله" أزمة جديدة بين جماعة "الإخوان المسلمين" من جانب، وحزب "النور" و"الدعوة السلفية" من جانب آخر. ورفض حزب النور بشدة اتهامات حجازى، معتبرًا أن مثل هذه التصريحات مجافية للحقيقة، وتخالف الواقع جملة وتفصيلاً، وتوظف الخلاف السياسى بشكل يتناقض مع الأُخوَّة الإسلامية. واعتبر محمد نور، المتحدث الرسمى باسم حزب "النور"، أن حجازى يخسر كثيرًا حين يدلى بمثل التصريحات، التى تنال من مكانته كعالِم وداعية، بل إنها تضعف من وزنه داخل الحركة الإسلامية بشكل عام. ورفض نور وصفه لمبارك بأنه ولى نعمة السلفيين. وقال إن زنازين مبارك ومقار أمن الدولة تكشف حجم التضحيات والدماء التى قدمها السلفيون لإعلاء كلمة الله، معتبرًا أن مثل هذه التصريحات لا تستحق حتى مجرد الرد، فنحن لم نكن أبدًا أتباعًا لمبارك، ولم نُبرم معه صفقات، ولم ندخل معه فى اتفاقيات سرية. وعاتب نور بشدة على حجازى نزوله بلغة الحوار إلى مستوى قال إنه لا يليق بداعية إسلامى. وفى ردّه على وصف حجازى لوكيل مجلس الشعب، أشرف ثابت، بأن دوره قبل الثورة لم يتجاوز كوْنه "مغسلاً للموتى"، أكد المتحدث باسم حزب "النور"، على أن هذا العمل معيب ولا علاقة له بالواقع، ولا يصح تداوله بين أبناء الحركة الإسلامية. واعتبر أن نهج حجازى يدل على مدى ضيق الأفق الذى يتمتع به الإخوان المسلمون؛ فهم لا يقبلون أى خلاف معهم فى وجهات النظر، ولا ينظرون أكثر من تحت أقدامهم، ولا يراهنون على استمرار التنسيق والتعاون وحتى التحالف فيما بعد الاستحقاق الرئاسى بشكل يناقض الحسابات السياسية. وسخر نور بشدة من انتقادات حجازى لتأييد حزب "النور" لأبو الفتوح: بقوله إن د.عبد المنعم أبو الفتوح منتج إخوانى بامتياز، وأى انتقادات له ترتد بشكل مباشر إلى صدور الجماعة وإلى مرشحها فى الانتخابات الرئاسية، بل إنه يسئ للجماعة بشكل عام، ويقلل من وزنه أمام الرأى. وراى أن حالة التوتر التى تعانيها جماعة الإخوان المسلمين تقدم دليلاً لا يقبل الشك على ضعف موقفهم وضعف فرص مرشحهم فى الانتخابات الرئاسية، وتمسك نور بدعم الدعوة السلفية والنور لأبو الفتوح، مشيرًا إلى أن مثل هذه الانتقادات لن تثنينا عن موقفنا المؤيد، ولن تؤثر فى مساعينا للوصول به لسَدَّة السلطة. وكان الدكتور صفوت حجازى قد شنَّ هجومًا عنيفًا على شيوخ وأعضاء الدعوة السلفية وقيادات حزب النور على خلفية قرار تأييدهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لرئاسة الجمهورية، عوضًا عن مرسى الذى قال حجازى إنه الأجدر بكرسى الرئاسة. قال حجازى - خلال كلمته التى ألقاها بمؤتمر عُقد لتأييد ترشيح مرسى بالإسكندرية - إن السلفيين الذين أيدوا الثورة قلة قليلة، وهؤلاء هم الذين أيدوا ترشيح محمد مرسى للرئاسة، واصفًا مَن دعموا أبو الفتوح بأعداء الثورة، ومَن حرَّموا المشاركة فيها، بل وكفَّروا مَن شارك فيها فى البداية، وكانوا يسعَوْن للحفاظ على ولى نعمتهم - حسنى مبارك - الذى يَدينون له ولنظامه بإطلاق أيديهم فى العمل فى المساجد؛ ليدعوا له ولنظامه - بحسب زعمه