في أنباء طبية جديدة مبشرة لمرضى الأورام وفقر الدم, تم الكشف عن أهم وأبرز الأبحاث التي ستساعد على إطالة حياة مرضى السرطان والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات دموية وراثية. وقد كشف الأطباء في قمة علم الأورام 2005 التي تعد أكبر تجمع في منطقة الشرق الأوسط لأخصائيي أمراض السرطان, الذي عقد في دبي مؤخرا, عن عدد من الأدوية الجديدة الفعالة ضد مرض الثلاسيميا أو ما يعرف بأنيميا البحر الأبيض المتوسط, وسرطان الثدي وأمراض العظام. وقد قدم كبار الأخصائيين من سائر أنحاء المنطقة الذي اجتمعوا لبحث سبل التصدي لأكثر الأمراض تهديداً لحياة البشر, والمساهمة في توفير فرص حياة أفضل لمن يعانون من الأمراض السرطانية والاضطرابات المزمنة, أنباء مبشرة لمرضى التلاسيميا تتمثل في دواء "ICL670" الذي يعدُ تطوراً كبيراً في علاج حالات فرط تركيز الحديد, مما قد يساعد في تخفيف آلام الكثيرين في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح الدكتور علي طاهر, الطبيب الممارس في المركز الطبي بالجامعة الأميركية ببيروت, والأستاذ المشارك في قسم علم الأورام والدم, ورئيس الجمعية اللبنانية لعلوم الدم, أن المرضى المصابين بالثلاسيميا, وهي اضطراب وراثي في الدم يصيب أعداداً من الأشخاص في الشرق الأوسط, بمعدلات أعلى من المعدلات المسجلة في العالم, لا تستطيع أجسامهم إنتاج كميات كافية من الهيموجلوبين للبقاء على قيد الحياة, لذا فهم بحاجة لعمليات منتظمة من نقل الدم لكي تتمكن أجسامهم من النمو, ومواصلة حياتهم الطبيعية, ولكن هذا الأمر قد يسبب إفراط كبير في كمية الحديد الموجودة في الدم يهدد حياة المرضى. وأضاف أن دواء ICL670, وهو دواء لا يزال تحت الدراسة والبحث, أثبت فعاليته كعلاج فعال, وسهل الاستعمال, يساعد في تقليل المستويات المفرطة من عنصر الحديد الموجودة في دماء هؤلاء المرضى. وأظهرت الدراسات السريرية التي شملت أكثر من ألف مريض بالتلاسيميا من نوع بيتا, ومرض فقر الدم المنجلي, ومتلازمة تشعث النخاع الشوكي, وأنواع فقر الدم الأخرى, أن الدواء المذكور كان ذا تحمل جيد من قبل البالغين, والأطفال الصغار بعمر سنتين, وتضمنت تأثيراته الجانبية أعراضا بسيطة كالغثيان, والقيء, والإسهال, وآلام البطن, والطفح الجلدي, وزيادة متوسطة في مادة الكرياتين في مصل الدم, ولكن ضمن الحدود الطبيعية, ولم يتم ملاحظة أي سمية دوائية خطيرة له. وقدم عدد من المتحدثين في القمة التي عقدت برعاية دائرة الصحة والخدمات الطبية بدبي, معلومات جديدة عن مجموعة من الأدوية الفعالة لعلاج سرطانات الثدي والعظام والبنكرياس. وقال البروفيسور هننج موريسدن, رئيس قسم علم الأورام في مستشفى ريجسهوسبيتال بكوبنهاجن بالدانمارك, أن سرطان الثدي يعتبر أكثر أنواع الأورام السرطانية شيوعاً عند النساء في الشرق الأوسط, ويمثل 40 في المائة من حالات السرطان المسجلة لدى النساء في الشرق الأوسط, كما أن نسبة الإصابة به, على مستوى العالم, آخذة في التزايد, ولكن اكتشافه في وقت مبكر, يساعد على شفاء من 85 - 90 في المائة من الحالات, وبالتالي إنقاذ الكثير من الأرواح. وأشار في جلسات هذه القمة التي تعتبر الأولى من نوعها التي تعقد في منطقة الشرق الأوسط, إلى أن المعرفة البيولوجية وفهم طبيعة الجزيئات المسؤولة عن هذه الحالة المرضية ستشكل الأساس لعلاجات أكثر فعالية في المستقبل. وقد اكتشف الباحثون الدانماركيون أن منع إنتاج بعض الإنزيمات التي تَنشط بصورة غير طبيعية في بعض أنواع السرطان, يساعد في تأخير تقدم المرض, معربين عن تفاؤلهم في إمكانية شفاء الحالات التي يتم تشخيصها مبكراً, وحتى بعض الحالات المتقدمة. وعلى الصعيد ذاته, ناقش المشاركون في القمة الطبية, الذين تجاوز عددهم 500 طبيب من مختلف دول المنطقة تشمل البحرين, مصر, إيران, العراق, الأردن, المملكة العربية السعودية, لبنان, سلطنة عمان, قطر, سوريا, تركيا, والإمارات العربية المتحدة, أهم التطورات التي سجلت حول العالم في علاج سرطانات العظام والدم, وأورام الجهاز الهضمي. وأكد الدكتور فريد خليفة, رئيس قسم الأورام بمستشفى دبي, أن مرض السرطان يلقي بظلال غير مريحة في منطقة الشرق الأوسط برمتها, إلا أن الأوساط الطبية تلحظ وجود تطورات مهمة جداً في فهم هذه الحالة المرضية. وقد عرضت شركة نوفارتيس أونكولوجي, على هامش المؤتمر, أبرز وسائل العلاج الحديثة للمصابين بالسرطان في الشرق الأوسط, وأهم الأبحاث لاكتشاف وتطوير وإنتاج الأدوية الطبية الفعالة لمساعدة مرضى السرطان على العيش فترة أطول ودون معاناة.