اصطدمت أمريكابروسيا لأول مرة، بعد أن وجهت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ضربة عسكرية لقوات النظام السوري التابعة ل بشار الأسد، والذي يعد الحليف الاستراتيجي لروسيا وطريق نفوذها في المنطقة العربية. وعلى الرغم من التناغم المصري الكبير مع روسيا بقيادة الرئيس السيسي، والذي ظهر عبر اتفاقيات تجارية وعسكرية وتنموية من خلال مشروع مفاعل الضبعة النووي، فقد مالت القيادة المصرية وبقوة ناحية إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بعد زيارة السيسي الرسمي لواشنطن، وإعلانه التأييد الكامل لأمريكا في محاربة الإرهاب وهو ما قابله الرئيس الأمريكي بطمأنة السيسي بأنه أصبح حليفًا وصديقًا قويًا له. لكن اندفاع الرئيس الامريكي بتوجيه ضربة عسكرية لقوات النظام السوري عقب لقائه الحميمي مع الرئيس السيسي، وضع النظام المصري في مأزق كبير وهذا ما ظهر في بيان وزارة الخارجية تعليقًا على الضربة الأمريكية، حيث دعت مصر كل من أمريكاوروسيا إلى احتواء الصراع في سوريا والتوصل لحل شامل ونهائي للأزمة، والتحرك الفعال على أساس مقررات الشرعية الدولية، وما تتحلى به الدولتان من قدرات، لاحتواء أوجه الصراع والتوصل إلى حل شامل ونهائي للأزمة السورية ". وأكد بيان الخارجية المصرية، على ضرورة تجنيب سوريا ومنطقة الشرق الأوسط مخاطر تصعيد الأزمة حفاظًا على سلامة شعوبها، وذلك من خلال التزام كافة الأطراف السورية بالوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى مائدة المفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة. يقول محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر في موقف محرج إزاء الأزمة الروسية لا تحسد عليه، فهي تنظر إلى التقارب القديم مع روسيا منذ مجيء النظام وبين التصالح مع أمريكا الذي لم يمر عليه سوي ساعات معدودة. وأضاف في تصريح خاص ل"المصريون"، أنه في حالة تأييد مصر للضربة الأمريكية في سوريا ستخسر علاقاتها مع روسيا وإيران وسوريا وفي حالة معارضتها ستخسر الولاياتالمتحدةالأمريكية والسعودية والبحرين والأردن الذين أيدوا الحدث، إلا ان موقف مصر سيئ خاصة بعد أن شاهد العالم المجزرة التى ارتكبها بشار الأسد بحق مواطنيه في مدينة شيخون . وكان يجب على مصر أن تؤيد الضربة الأمريكية، لأن الرئيس السوري استفحل في قتل مواطنيه، وأن يخرج الرئيس السيسي متحدثًا بدلاً من جعل البرلمان هو المتحدث، خاصة وأن حديثه بأنه لا يجب ان تكون سوريا مسرحًا للأحداث الدامية ليس بجديد خاصة وأنها كذلك منذ عدة سنوات. ولفت إلى أن التقارب الأمريكي المصري سيكون له تداعيات سلبية على علاقة مصر مع روسيا ومن ثم لا يجب أن يستمر السيسي في دعمها وعليه أن يكون موقفه صريحًا حتى وإن كان سيخسر أحد الطرفين، بدلاً من أن يخسر كلاها، ومن ثم فلابد من التوقف عن الحديث بنفاق مع كلا القوتين العظمتين. وأكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن السياسة الخارجية لن تفلح إلا إذا اتخذت موقفًا واضحًا ضد أحد القوي السياسية، فالصمت والحياد سيغضب جميع القوي. ومن جهته يري اللواء حمدي بخيت عضو لجنة الأمن القومي بمجلس النواب، أن موقف مصر من الأزمة في سوريا يوضح حقيقة العلاقات المتزنة مع كل الأطراف، وأنها غير مبنية على علاقات تحالف أو من جانب واحد أو تؤثر على القرار السيادي المصري، وبالتالي مصر يمكنها أن تلعب دورًا محوريًا في الأزمة. وأضاف في تصريح خاص ل"المصريون"، أن بيان وزارة الخارجية أكد حيادية موقف مصر وتمسكها بمبدأ وحدة الأراضي السورية، وأنه لا يجوز الاعتداء على أي دولة من قبل دولة أخري دون موافقة المجتمع الدولي وهو ما أكده اعتراض روسيا على مشروع قرار قدمته الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن، وبالتالي فإنه أصبح فاقد الصلاحية. ولفت إلي أن مصر لا تبيع قرارها السيادي لكنها تحفظ علاقاتها المتزنة مع جميع الأطراف، وموقف كل دولة عربية من الضربة الأمريكية تم وفق مصالحها الشخصية وبالتالي موقف مصر أيضًا لابد أن يكون وفق رؤيتها السياسية، مستبعدًا أن تتأثر العلاقات الأمريكية مع مصر بعد هذا الموقف خاصة بعد الموقف المحرج مع القوي الكبري.