بعض القوى السياسية تدفع البلاد دفعا نحو هاوية السقوط في براثن إعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية والاعتقالات. نحن الآن أقرب إلى كل ذلك من حبل الوريد. الانتخابات لم يتبق عليها سوى أسبوعين ومع ذلك فإن هذا البعض مصر على التصعيد والرفض لكل شيء. قد تصدر أوامر ضبط وإحضار لشخصيات أثارت الجدل داخليا وعالميا خلال الأيام السابقة عقب اعترافات محرضين بأسماء 50 محرضا على رأسهم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل والشيخ حسن أبو الأشبال وغيرهما من الشخصيات العامة. النيابة العسكرية رفعت تلك الأسماء إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في مقابل استمرار التصعيد من الأطراف الأخرى وأبرزها جماعة الإخوان المسلمين التي حدد الدكتور محمد البلتاجي الأمين العام لذراعها السياسية (حزب الحرية والعدالة) خمسة خطوط حمراء يهدد تجاوزها بإعادة انتاج الثورة التي قال إنها ستحافظ على سلميتها، وأهم هذه الخطوط صدور قرار من المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب، وكان جيدا أن المحكمة حجزت أمس دعوى بطلان الانتخابات للحكم وكتابة التقرير خلال شهر، وهذا يسهم في تبريد التسخين الكبير الذي يجري على الساحة في الوقت الراهن ويسهم في انجاز الانتخابات الرئاسية في أجواء أفضل. قيادي إسلامي آخر أكد أن إعادة انتاج الثورة سيتم في حالة نجاح أحمد شفيق أو عمرو موسى في الانتخابات. في غضون ذلك تستمر الدعوات للاعتصامات والمظاهرات خصوصا من القوى الإسلامية الداعية لالغاء المادة 28 التي تحصن اللجنة العليا للانتخابات. ويطالب الإخوان باستبدال لجنة الانتخابات الرئاسية الحالية بسبب الشكوك التي تحوم حولها. تسخين لن يؤدي إلى الانتخابات في موعدها بل سيعطلها لأجل غير مسمى. المجلس العسكري سيجد تبريرات كثيرة لتعطيل العملية الديمقراطية والقيام بعمليات اعتقال واسعة ستشمل معظم الإسلاميين الذين خرجوا من السجون بعد الثورة وعلى رأسهم محمد الظواهري شقيق زعيم القاعدة والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل. الرايات السوداء التي رفعت في ميدان العباسية ودعت للجهاد، والهتافات التي رددها بعض الملثمين تأييدا لأسامة بن لادن رفعت الحرج الدولي أمام المجلس العسكري والسلطات الأمنية في مصر لاتخاذ قرارات مؤلمة للغاية ستتوجه في غاليها نحو الإسلاميين وفي مقدمتها أسماء سلفية، وقد يتم إغلاق بعض القنوات الفضائية الإسلامية باعتبار أنها محرضة، وأبرزها "قناة الحكمة" التي أعلن منها الشيخ حسن أبو الأشبال دعوته لاقتحام وزارة الدفاع والقبض على أعضاء المجلس العسكري واعدامهم. مصر على أبواب عتبة اتخاذا قرارت مؤلمة للغاية.. فهل تعي القوى الإسلامية وتتوقف عن التسخين مفسحة الطريق لاتمام الانتخابات وفق خريطتها وعناصرها الحالية حتى تنتهي الفترة الانتقالية ويعود العسكر إلى ثكناتهم. [email protected]