قالت صحيفة "التايمز" البريطانية, إن قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة, قامت بأسوأ عملية قتل للمدنيين في الموصل شمالي العراقي, وذلك في الغارة التي نفذتها في الشطر الغربي من المدينة في 17 مارس. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 29 مارس, أن هذه الغارة ربما تكون قد قتلت أكثر من مائتي مدني, وهي الأبشع منذ أن قامت قوات التحالف بقصف أهداف تنظيم الدولة "داعش" في العراق في يونيو 2014. وتابعت " قوات التحالف ومعها القوات العراقية تسعى لنصر سريع في غرب الموصل, رغم أن المدنيين يدفعون ثمنا فادحا لهذا النصر". واستطردت الصحيفة " الغالبية السنية بالموصل هم بالفعل ضحايا داعش والحكومة العراقية, التي تهيمن عليها الشيعة, ورغم الحجج التي تتذرع بها الحكومة العراقية لتبرير الخسائر في الأرواح الناجمة عن العمليات القتالية, فإن الحقيقة أن القوات العراقية هي التي فرت من الموصل قبل ثلاث سنوات, تاركة المدنيين تحت رحمة داعش". وكانت رئيسة مجلس مدينة الموصل شمالي العراق بسمة بسيم كشفت عن معلومات صادمة للغاية حول المجزرة المروعة, التي ارتكبها التحالف الدولي في أحد أحياء الشطر الغربي من الموصل في 17 مارس. ونقلت "الجزيرة" عن بسيم قولها من حي الموصل الجديدة الذي شهد المجزرة وبدا مهدما بالكامل جراء قصف الطائرات, إن "أكثر من خمسمائة مدني قتلوا في القصف الجوي على حي الموصل الجديدة", بينما أعلنت السلطات العراقية عن انتشال مائتي جثة من تحت الأنقاض. وأضافت "ما حصل يكاد يكون أمرا مقصودا كونه لم يستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الذين لم يتجاوز عددهم ستة أشخاص قبل خروجهم من الحي". وكانت تقارير عدة أشارت إلى سقوط مئات المدنيين بحي الموصل الجديدة ضحايا لقصف نفذته القوت الأمريكية، وأدى لدفن عدد كبير منهم تحت مبان منهارة. ومن جانبها, نقلت "رويترز" عن المتحدث باسم الشرطة العراقية "سعد معن", قوله السبت الموافق 25 مارس إنه تم وقف الهجوم على "داعش" غربي الموصل، بسبب المعدل المرتفع للقتلى والمصابين من المدنيين بسبب المعارك. وأضاف المتحدث "العدد المرتفع في الآونة الأخيرة من القتلى بين المدنيين داخل الحي القديم أجبرنا على وقف العمليات لمراجعة خططنا… حان الوقت لبحث خطط هجوم وأساليب جديدة. لن نواصل العمليات القتالية". وتابع "نحتاج إلى التأكد من أن طرد داعش من الحي القديم لن يؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى المدنيين. نحن بحاجة لعمليات شديدة الدقة لاستهداف الإرهابيين دون التسبب في أضرار جانبية بين السكان". وبدوره, أقر التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة السبت الموافق 25 مارس بأن الجيش الأمريكي قصف موقعا غرب الموصل أفادت تقارير بسقوط عشرات القتلى المدنيين فيه إثر ضربة جوية، وقال إنه بدأ التحقيق في الحادث. وقال التحالف في بيان له إنه "بعد الاستعراض الأولي للبيانات، فقد ضربت قوات التحالف مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة ومعداتهم في الموقع الذي قيل إن ضحايا مدنيين سقطوا فيه غرب الموصل في 17 مارس بناء على طلب من القوات العراقية". وأكد البيان أن "هذه المزاعم" أخذت على محمل الجد، وفتح تحقيق للوقوف على الحقائق المحيطة بتلك الضربة وصحة الادعاءات عن سقوط ضحايا مدنيين". وأشار بيان التحالف إلى احتمال سقوط 220 قتيلا بشكل غير متعمد خلال ضربات جوية لقوات التحالف منذ بداية مارس، لكنه أكد أن باقي الحوادث لا تزال قيد التحقيق. كما اعترف الجيش الأمريكي في بيان له بأن طائرة أمريكية قصفت بناء على طلب من قوات أمن عراقية موقعا غرب الموصل يعتقد بأن عشرات المدنيين سقطوا فيه بين قتيل وجريح. وكان مسؤولون عراقيون أعلنوا أيضا في وقت سابق السبت سقوط عشرات المدنيين في الجانب الغربي لمدينة الموصل إثر ضربات جوية نفذت خلال الأيام الماضية في إطار عملية استعادة المدينة من تنظيم الدولة. وتشارك القوات الأمريكية في ضرب تنظيم الدولة في العراق منذ أغسطس 2014، ولعبت الضربات الجوية للتحالف الدولي دورا كبيرا في مساعدة القوات العراقية من أجل استعادة الأراضي التي فقدتها. وتشارك الطائرات العراقية في قصف تنظيم الدولة، لكن القوات العراقية لم تصدر أي أرقام أو إحصاءات بخصوص سقوط ضحايا مدنيين. وتشن القوات العراقية عملية عسكرية كبرى منذ أكتوبر الماضي لاستعادة مدينة الموصل، وبعد استعادة الجانب الشرقي للمدينة، تخوض هذه القوات منذ 19 فبراير الماضي معارك في الجانب الغربي الأكثر اكتظاظا بالسكان، ووصلت إلى منتصفه.