شن أئمة وخطباء المساجد فى خطبة الجمعة أمس، هجومًا حادًا على المجلس العسكرى وحملوه مسئولية الأحداث فى العباسية، وحذروا من استنساخ نظام مبارك من جديد، وعلى غير المعتاد شهد مسجد النور بالعباسية انخفاضًا كبيرًا فى أعداد المصلين، خشية تجدد الاشتباكات مرة أخرى والصدام بالمعتصمين. وطالب الشيخ محمد صلاح، خطيب مسجد النور عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح فى خطبته بعدم استنساخ النظام السابق مرة أخرى مهما خلقوا من أزمات، مشيرا إلى أن البلاد تواجه فتنًا عظيمة فى هذه الأيام بعدما أصبح فى مصر ما يقرب من 700 ائتلاف ومائة حزب وهو ما قسم المسلمين وجعلهم شيعًا، وأصبح كل فريق يحاول إقصاء الآخر ولابد من عودة اللُحْمَة من جديد، وأكد أنه لا أمل من الخروج من الأزمة إلا بعودة الأخلاق والدين ومبدأ الثورة "عيش حرية عدالة اجتماعية"، وتطبيق شرع الله. وبدوره قال الدكتور محمود خليل، إمام وخطيب مسجد الأنوار المحمدية بالمطرية، إن مليونية الجمعة ليست كما يروج الإعلام الفاسد بأنها ترويج لمشروع الرئاسة عن أحد المرشحين، ولكنها استمرار للثورة المصرية التى عبرت عن نفسها، بما يؤكد أنها مع المشروع الإسلامى الذى يقيم العدالة الاجتماعية والمواطنة على أصولها. وأشار إلى أن هذا المشروع الإسلامى يعمل على تعظيم الدور المصرى، ويمثل تهديدًا وخطرًا بالغًا على المصالح الأمريكية والصهيونية فى المنطقة، لذلك نرى تلك الفتن دائرة، وحذر من وجود محاولات بعض الجهات جرجرة بعض الفصائل إليها فى سياق ألاعيب الاستخبارات العالمية لصناعة الواقع المفروض بما يخدم أهدافها. فيما قال الشيخ هاشم إسلام على، عضو لجنة الفتوى بالأزهر إن بعض المشايخ الذين حرموا المظاهرات والاعتصامات متورطون فى دماء الشهداء ويجب تقديمهم للمحاكمة بعد أن وصفوا الثوار بأنهم دعاة فتنة. وأضاف الشيخ إسلام خلال خطبته أن رموز النظام السابق لاتزال قابعة حيث أكد أنها من تقود الثورة المضادة وتريد الالتفاف على مطالب الثورة والثوار. كما أكد أن الثوار قد أخطأوا بعد انسحابهم من الميدان عقب خطاب التنحى مشيرا إلى أننا نريد نجاح الثورة المصرية وتفعيلها وتحقيق أهدافها، مؤكدًا أنها ثورة حكيمة وعاقلة تدرك المخططات التى تصنع لإجهاضها، وأن الشعب لن يسكت على تزوير الانتخابات، مطالبًا بتطهير القضاء. وأضاف أن الثوار يفرقون بين المجلس العسكرى والجيش المصرى لأن المجلس حاد عن الطريق وقام بالالتفاف على الثورة من خلال الإعلان الدستورى، مشيرًا إلى أن الثورة ستنتصر رغم أعمال البلطجة التى تحدث بشكل يومى. ودعا القوى الثورية والتيارات السياسية والائتلافات والحركات بتوحيد الصفوف والاتفاق لوضع الثورة المضادة على المحك، ومنع أى محاولة للتزوير وإبعاد الفلول.