ما زالت بحيرة قارون شمال محافظة الفيوم، مصدرًا للرزق لآلاف الأسر التي تعتمد على حرفة الصيد، وتعتبر مصدر الرزق الوحيد لهؤلاء، نظرًا لأنهم تعلموها منذ القدم من آبائهم وأجدادهم، ولعدم اهتمام المسئولين بالبحيرة تسبب ذلك في تشريد آلاف الصيادين وإغلاق حلقات السمك بسبب قنديل البحر ودودة السمك التي قضت نهائيًا على الثروة السمكية وعدم توفير الزريعة ما جعل البحيرة تتحول إلى خرابة. ففي البداية يقول رأفت محمود أحمد، 27 عاما، حاصل على دبلوم أعمال في مهنة الصيد منذ 15 عامًا: "إننا نعانى أشد المعاناة نتيجة تقاعس المسئولين عن المحافظة على الثروة السمكية وعدم توفير أقل الاحتياجات التي نحتاجها كصيادين فقنديل البحر عجزت المحافظة عن تطهيره من البحيرة لأنه يمثل عائقًا بالنسبة لنا لأنه لا يسمح بنزول الشبك إلى قاع البحيرة، هذا بخلاف عدم اهتمامهم ب"الزريعة" وعدم توفيرها بالبحيرة منذ عام 2014 ففي الماضي كنا نذهب بمراكب الصيد وكنا نصطاد أكثر من 200 كيلو سمك يوميًا بمختلف أنواعه من البورى والجمبرى والموسى والبلطى دلوقتي بنرجع بالشبك فاضي لا يوجد به حتى سمكة واحدة لأن البحيرة أصبحت خرابة بسبب أيضًا مياه الصرف الصحي التي قضت نهائيًا على "الزريعة". وأضاف حسنى أحمد، 56 عامًا: "أعمل في مهنة الصيد منذ عشرات السنين وزمان مش زى دلوقتي كنا زمان بنخرج بعدة البورى وكنا بنصطاد 3 طن بورى فى اليوم أما هذه الأيام السوداء اللى ما يعلم بها إلا ربنا مش بنجيب ولا سمكة ومش بنشوفه نهائيًا لأنه انقرض نهائيًا من البحيرة والمراكب اللى كانت الناس بتاكل عليها عيش الشمس أكلتها لأننا لو طلعلنا مش هنلاقى سمك". وتابع: "هناك أكثر من 650 مركبًا لا تعمل وموجودة على ساحل البحيرة وكل مركب كان بيطلع عليه 9 أفراد وكل فرد من هؤلاء يعول أسرة يعنى كده اتشردنا إحنا وأسرنا لأننا مش هنلاقى هنأكل. وأشار إلى أن أبناء الصيادين لقوا مصرعهم من أجل البحث عن لقمة العيش، حيث فقدنا أكثر من 30 شابًا في حوادث على الطرق السريعة عندما كانوا عائدين من رحلة صيدهم والتي تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر متواصلة فهذا حرام وظلم لما يكون عندنا بحيرة قارون ونذهب نتسكع في المحافظات، مؤكدًا أن البحيرة كانت غنية بأفخر الأنواع من الدنيس وده كان بيتم تصديره لإيطاليا والبورى والبلطى والجمبرى والموسى والثعابين واللوت دلوقتى مش بنلاقى فيها غير الروائح الكريهة والديدان الناتجة عن تحلل مياه الصرف الصحى والزراعى. وأضاف عطية عوض محمود: "أعمل صيادًا منذ أكثر من خمسين عامًا ومعي زوجتان طلقت إحداهما لعدم مقدرتي على المصاريف لأنني أعانى معاناة شديدة بسبب تدهور البحيرة وعدم الاهتمام من المسئولين ونزول مياه الصرف الصحى من جميع القرى المجاورة بالبحيرة. وقال أحد الصيادين يدعى وليد محمود أحمد: "عندى 26 عامًا، وأعمل في مهنة الصيد منذ عشر سنوات فبيوتنا هجرها الرجال والشباب بحثًا عن مصدر رزق في مكان أخر لأن الثروة السمكية انهارت بالبحيرة التى كانت مصدرًا للزرق لكل الأسر بالقرية والقرى المجاورة التي تقع على شريط البحيرة فقالوا هنجيب كراكات لتكريك البحيرة من الرواسب المتسببة في موت الزريعة وبالفعل جاءت الكراكات منذ سنوات ولكن لا تعمل.