فى غضون أيام من إسدال الستار على مسلسل براءة الرئيس الأسبق حسني مبارك وكافة رموز نظامه، وكان آخره وزير السياحة الأسبق زهير جرانة، شهدت أروقة المحاكم قضية هى الأولى من نوعها، حيث عوقب مواطن بالسجن 15 يومًا بعد أن حاول أخذ قطعة من الشيكولاتة من أجل ابنه، بعد عجزه عن شرائها. وحكم القضاء فى القضية التى حملت رقم 4728 جنح الجيزة لسنة 2017، والمعروفة إعلاميًا بقضية الشيكولاتة بإدانة حسام الدين.م.ع وتسجيله فى سجلات الدولة بأنه لص، الأمر الذى أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى خاصة، مقارنين فى الوقت ذاته بين ما آل إليه حال الرجل الذى عجز على تلبية رغبات أبنه من فقر الحاجة وشدة العوز وتعامل القضاء معه وبين ما فعله رجال نظام مبارك فى الشعب المصرى على مدار ثلاثين عامًا وحصولهم فى النهاية على ما أسموه مهرجان البراءة. "حور ماريهان" تساءلت: "مَن المذنب؟.. سارق الشيكولاتة أم سارق قوت سارق الشيكولاتة؟، وعلق "الكيان زمالك": "ويعنى الحياة هتقف على قطعة الشيكولاتة الله يسامحك يا صاحب السوبر ماركت"، وقالت "منى الداوني": "يا راجل يا طيب سايب السارقين والنصابين اللى هاربين بقلهم سنتين وقبضت على سارق الشيكولاتة وده يا قلبى حركتله إذن نيابة وكتبت فيه إيه...". وردت "أسماء دوابا": "القبض على سارق الشيكولاتة... والإفراج عن سارقى وناهبى البلد!!!!"، وقال "فادى أحمد": "موضوع سارق الشيكولاتة ده يفتح الباب لذكر قانون التصالح مع اللى سرقوا البلد وسرقوا فلوسنا ونصبوا عليها.. يعنى الراجل ده لو كان سرق ملايين كان زمانه ما شاء الله على الرأس مش ياخد 15 يومًا استمرار!!". لم يكن هذا فحسب فقد تعاطف العديد من المحامين والحقوقيين مع الأب، حيث أكد عدد كبير منهم أنه يحاول التواصل مع أسرة المتهم للدفاع عنه، مؤكدين "أنهم سيوزعون شيكولاتة فى أول جلسة له". مختار منير، المحامى والحقوقي، قال إنه منذ أن علم بالقضية وهو يسعى للوصول إلى أسرة الرجل من أجل تقديم الدعم القانونى له والدفاع عنه، معتبرًا أن ما حدث دليل على قتل روح الإنسانية. وأضاف منير ل "المصريون"، أنه لم يعلم عن تفاصيل القضية إلا من خلال ما تداولته الصحف والمواقع الإخبارية فى هذا الشأن، مؤكدًا أنه خلال الفترة المقبلة سيصل إلى الأب المتهم وسيقدم له الدعم ويدافع عنه أمام القضاء، لافتًا إلى أن القضية لم تنته بعد وإنما الحكم جاء 15 يومًا حبسًا على ذمة القضية. بدوره قال المحامى طارق العوضي، إنه لم يصدق حتى الآن ما يتم تداوله بشأن حبس أب بسبب سرقته قطعة من الشيكولاتة، متمنيًا أن يكون هناك رواية أخرى. وأضاف العوضي، ل "المصريون"، أنه "كان يجب على السوبر ماركت، إن صح أن الهدف من إبلاغ الشرطة هى قطعة الشيكولاتة عدم الإبلاغ عن الواقعة، لكنه أراد أن يعمل دعاية لنفسه". وقال: "يجب على المباحث والنيابة أن تراعى ظروف الواقعة، خاصة إنها تعد الأولى من نوعها وهو ما يدل على الفقر الشديد للرجل"، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية بها من الأسانيد ما يؤكد مراعاة ولى الأمر ظروف وملابسات السرقة. وعن إمكانية الدفاع عن الأب من عدمه، قال العوضي، إنه ليس لديه مانع فى الدفاع عنه فى حين تواصل الأسرة معه حتى ولو لم تدفع أى مقابل، موضحًا أن فكرة تواصله مع الأسرة "لن تحدث لأن ذلك ليس من المهنية، بالإضافة أنه ذلك من الممكن أن يفهم غلط ويضعه البعض فى إطار آخر".