نشر تقرير لإضاءات عن طرق فعالة لتجنب الحوادث فى العالم، حيث أن جميعنا يعاني من مشاكل المواصلات، ما بين ضياع للوقت، وضياع للأرواح بسبب كثرة الحوادث بمختلف أشكال المواصلات. ولكي أبيّن لك حجم وهول هذه المشاكل دعني أسوق لك بعض الحقائق الصادمة بداية لعلك تعي جيدًا حجم المشاكل التي تحوم حولنا دون دراية أو اكتراث لمقدار هولها. فمن خلال بحثي صُدمت بأن هناك حوالي 1.25 مليون شخص يموتون سنويًا كل عام نتيجة حوادث مرورية. واقتطعت حوادث الطرق نسبة كبيرة جدًا من أرواح الشباب، إذ هي السبب الرئيسي للوفاة بين الشباب الآن الذين تتراوح أعمارهم بين 15-29 سنة. ناهيك عن أن هناك نسبة 90% من وفيات حوادث الطرق تحدث فقط في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، وذلك حينما تعلم أن هذه البلدان لديها فقط ما يقرب من نصف سيارات العالم. ورغم العدد الهائل من حالات الوفاة نرى أنه حوالي 20 إلى 50 مليون شخص يعانون من الإصابات غير المميتة والتي قد تكون سبباً في عجزهم طيلة حياتهم. هذا عمّا يتعلق بمشكلة حوادث السيارات وكثرة أعداد الوفيات، هناك الكثير من المشاكل التي تتعلق بوسائل النقل والمواصلات التي تؤرق مضاجعنا الآن، دعنا نسردها سريعاً مع توضيح بعض الحلول التي تستخدمها بالفعل بعض الدول أو ينصح بها البعض لتقليل هذه المشاكل أو اقتلاعها من جذورها. مشاكل مختلفة إذا سرت في شوارع أي مدينة مكتظّة بالسكان في الوقت الحالي ستجد أطنانًا من الدخان تغيّم سماءك بشكل مفزع، فضلاً عن التلوّث السمعي الذي ينتج عن استخدام آلات التنبيه بضرورة أو بغيرها. ورغم هذا التلوّث الذي نعيشه والذي تسبّب في العديد من الأمراض الموجعة إلا أنه خلال خمس وعشرين سنة ما بين عامي 1990 -2014 مثلاً خُفّضت نسبة تلوّث الهواء بنسبة تصل إلى 90%. وهذا شيء يدعو للبهجة بالتأكيد. وتبعًا لإحصائية أجريت عام 1999 كانت هناك ملاحظات حول تعرَض أطفال 200 مدينة مكتظة بالسكان إلى ما بين 8:2 أضعاف مستوى التلوث المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية، ويتسبب التلوّث الجوّي بأكثر من 50 مليون حالة سعال مزمن لدى الأطفال. أما عن الزحام، أو كما يدعوه البعض الاحتقان أو الاختناق المروري، فقد باتت مشكلة يلاحظها القاصي والداني. جميعنا تقريبًا نلاحظها في المدن المركزية بأوطاننا العربية على سبيل المثال؛ فقد يبلغ الوقت المنقضي تقريبًا في الخناق المروري إلى نسبة 9% من الوقت بشكل عام، فضلاً عن الوقود المستهلك دون داعٍ. فهو سلاح يخرّب من الاقتصاد من ناحيتين أولهما ضياع الوقت والإنتاجية الخاصة بالأفراد، واستهلاك كميات وقود كبيرة جدًا. ولكل مُشكلة من هذه المشاكل المؤرقة العديد من الحلول التي بدأت بالفعل بعض الشركات والأفراد في تطويرها، وأخرى يعملون على تجديدها وتحديثها بحول أفضل، لكن دعنا نتعرف على الحلول التي بدأت بعض الدول في تطويرها الآن.. وقود هيدروجيني وسيارات كهربية يتمحور حل مشكلة التلوّث في الجانب الهندسي لبناء السيارات، والذي يتلخّص عمومًا في الاستبدال بمحرّك الاحتراق الداخلي بمحرك كهربائي كمثال، وبهذا يزيد الاقتصاد في استهلاك الوقود ويقضي على انبعاثات العوادم. تميّزت شركة تسلا في عرضها للنماذج الكهربائية للسيارات الحالية والتي تسعى إلى تطويرها ونشرها على نطاق عالمي واسع، بالإضافة إلى تطوير بطاريات الليثيوم أيون التي تقدّم كفاءة وكثافة أكبر للطاقة، مع النية في تعزيز القوة الدافعة الكهربائية في عجلات القيادة مما يحسّن من عملية القيادة وترك انطباع بيئي مطمئن. حل آخر لمسألة التلوّث، هو استخدام الوقود الهيدروجيني، وهو أحد تقنيات الوقود البديل، وتستخدم هذه التقنية حرق غاز الهيدروجين لتوليد الكهرباء، ثم يتم تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة ميكانيكية في المحرك الكهربائي. ومن المثير بهذه التقنية أن العادم المنبعث من خلية الوقود الهيدروجنية هو الماء النقي «H2O». حلول مجتمعية يسعى كل شخص إلى امتلاك سيارة خاصة به فعليًا في عالمنا العربي، وكأنّه أصبح شيئًا ضروريًا كالماء والهواء، وانتقل الأمر من مجرد أداة ثانوية هدفها التنقل براحة إلى كونها أداة ضرورية لابد من وجودها. لكن بالنظر إلى ما يسببه ذلك في المدن المركزية بالكثير من البلدان، فسنجد أن الازدحام المروري أصبح شيئًا أساسيًا في حياة المدن. لما لا نتقاسم السيارات بشكل بسيط إذا أردنا تقليل ازدحام السيارات في المُدن الكُبرى؟ نذكر برنامجًا شهيرًا لتقاسم السيارات والمعروف باسم «zipcar» ومقرّه كامبريدج، والذي اتخذ نهجًا رائعًا في حل مشكلة من مشاكل المواصلات، حيث يسمح للمُستخدمين بمشاركة المركبات باشتراك شهري. وللمُستخدمين الحق في الوصول إلى السيارات كلما كانوا بحاجة إليها دون تحمّل عبء الانتظار، والتأمين، والصيانة وغيرها. وبهذا يقل عدد أماكن انتظار السيارات مع أعداد السيارات نفسها في الطرق العامة. قد يكون استخدامك لوسائل المواصلات الجماعية حلاً فعالاً للخناق المروري مادمت تستخدم نفس الطريق الذي تستخدمه المواصلات العامة. وبدأت العديد من الشركات الآن التفكير حلول جذرية مبتكرة لمشكلة الازدحام المروري. فمثلاً بدأت إحدى الشركات الصينية اختبار حافلة تمر فوق السيارات على الطرق العامة وهي حافلة منفرجة تسمى ب «Transit Elevated Bus» ويبلغ طول المركبة الواحدة منها 21 مترًا تقريبًا وتسع حوالي 300 راكب. كما يُمكنها قطر أربع مركبات في الخط الواحد، ومن المتوقع أن تقلل نسبة الازدحام المروري بنسبة تصل إلى 30%. قد يكون الاتجاه إلى كون المدن أكثر ذكاء من الحلول الرائعة لمعالجة الاختناقات المرورية، لكن تظل العقبة الوحيدة في ذلك هي البنية التحتية وربط جميع مكونات الطريق بعضها البعض من مركبات ونظم مرورية وطرق وغيرها، وهذا ما يعكف عليه المطورون والعلماء لتشكيل دقيق للمدن الذكية. كما أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بما نسبته 30% من الازدحام المروري، وهي مشكلة اصطفاف السيارات وتوقفها في منتصف الطريق بحثًا عن أماكن اصطفاف مناسبة وقريبة لهم، لذا فأحد الحلول التي يجب أخذها بالاعتبار هي توفير أماكن اصطفاف كل مسافة معينة تجنبا لتكدس السيارات في منتصف الطريق. لا مانع من تفقد الطريق الذي ستسلكه قبل رحلتك واستخدام مراجعات وأخبار الطرق اللحظية مثل تطبيق «بيقولك» الذي يرشدك إلى أماكن التكدس والازدحام، كما تفيدك خرائط جوجل أيضًا بالطرق المزدحمة القريبة في رحلتك كي تتجنبها. الدراجات.. البديل الصحي استخدام الدراجات في التنقل داخل المدن، فمنها تستطيع الوصول إلى مكانك بسرعة وأمان في مناطق الزحام، بالإضافة إلى عدم تسببها في أي درجة من التلوث، وبالفعل انتبهت إليها الكثير من الشركات وبدأت بتطوير تصميمات لدراجات ذكية مُختلفة وبشكل يتناسب مع التطوّر الذي نسايره هناك أيضًا استخدام الحافلات الجماعية في المُدن ومترو الأنفاق، وهي الأشياء التي تقلّل أيضًا من الازدحام المروري بالتأكيد، ولا مانع من ممارسة المشي إذا لم يكن الأمر شاقًا عليك، فهو أفضل من الناحية البدنية ومن الناحية البيئية أيضًا. القيادة الذاتية قد تكون الحل بجانب الحل الاقتصادي في توفير الطاقة غير المتجدّدة، ومشكلة التلوّث الناجم عن عوادم السيارات، فإن السيارات الذكية تقدّم حلاً في بُعد آخر وهو الحد من كثرة حالات الوفاة بسبب حوادث السيارات. وهذا سيكون نابعًا من الاتصال المستمر بين السيارة والأخرى وتزامنها مع إشارات المرور لتفادي التأخير في التوقف عند كل إشارة. هناك بعض التحديات التي قد تواجه أزمة وسائل النقل. أهم مثال لذلك هو البنية التحتية في أغلب دول العالم، والتي تعتبر أحد أهم العقبات التي لابد من أخذها في الاعتبار. فلضمان سهولة نسبية في الحركة والعمل على نظام مواصلات كفء، هو صلاحية البنية التحتية. ولكي تصبح ملائمة لنظام قيادة ذاتي سنحتاج الكثير والكثير من المال صدقني!. فكيف للنظم أن تُفكّر في التحول الكامل مستقبلاً إلى القيادة الذاتية بينما حال الكثير من الطرق مأساوي وغير آدمي؟! لا أتحدث بذلك عن العالم العربي فقط، بل أعمّم المسألة في أغلب طرق العالم. ولتغيير ذلك بشكل كامل سيحتاج الأمر لتحرك حكومي ومجتمعي منظم على نطاق واسع. هل سمعت عن الهايبرلوب؟! فكرة إيلون ماسك المستقبلية للقضاء على كل تلك الأزمات مرة واحدة؟! لهذا موضوع قادم فانتظره. تطبيقات الهاتف تساهم أيضًا في الحل ظهرت في الآونة الأخيرة تطبيقات للهواتف الذكية تساهم كذلك في حل مشاكل الازدحام، وحازت انتشارًا كبيرًا بين المستخدمين، نذكر منها: تطبيق «مسارك» تطبيق عربي يُساعدك في تقديم حلول فعالة لمشاكل الطرق والمواصلات. وهو مقيّد بدولة قطر، حيث يقدّم لجميع سكانها نظرة عامة حول المرور وإرشادهم إلى أقصر الطرق وأسرعها إلى وجهاتهم المطلوبة، مع بيان للأعمال التي تتسبب في توقف الطرق وإمكانية حفظ مواقع ضمن المفضلة، ومشاركة ما تريده من بيانات عبر شبكات التواصل الاجتماعي. تطبيق «بيقولك» تطبيق يوفّر لجميع سكان جمهورية مصر العربية بيانات لحظية بحالة الطرق ومعرفة الطرق المزدحمة بناء على معلومات مقدمة من المستخدمين أنفسهم. ويسمح لك التطبيق بمشاركة البيانات الخاصة بالطريق الذي تسير عليه كي تنصح غيرك من المسافرين. كما أنه يقدّم معلومات رائعة عن الشوارع واقتراحات بأفضل الطرق التي يُمكنك السير عليها إلى وجهتك. تطبيق «سلامتك» يساعد هذا التطبيق في الحد من حوادث المرور والتي تقع أغلبها بسبب تشتت السائقين لاستخدامهم الهواتف الذكية أثناء القيادة، وتكمن أهمية التطبيق في أنه يقوم بحجب وصول المكالمات والرسائل والتنبيهات إلى هاتف السائق أثناء القيادة بأكثر من نسخة حسب الرغبة، وبذلك يحمي المستخدم من استخدام الهاتف أثناء القيادة. تطبيقات مشاركة السيارة ظهرت في الآونة الأخيرة تطبيقات وشركات تقاسم السيارات بهيئات عدّة، منها طلب سيارة أجرة من خلال تطبيق مثل شركة أوبر وكريم وأسطى أو تطبيق «Whipcar» الذي يسمح لك بترك سيارتك للآخرين كي يقضون مهامهم بها في حالة عدم حاجتك إليها وكسب المزيد من المال، أو تطبيق «Carpooling» الذي يسمح للآخرين بتقاسم السيارة معك أثناء رحلتك لنفس الوجهة. ختاما، تتجه جميع التوقّعات إلى نمو متزايد في استخدام السيارات ذاتية القيادة والكهربائية في المستقبل، وهناك تركيز كبير على ما تقدمه شركة تسلا من نماذج لسيارات قد تُطيح بكل وسائل المواصلات جميعا في آن واحد، لكن يبقى العامل الأساسي في تسهيل جميع الصعوبات، وهو مرونة البشر في فرض الحلول وتطبيقها، وهو الشيء الذي ينهي جميع المشاكل في طرفة عين.