قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية, إن هناك قوى مختلفة ومتصارعة تتأهب للمشاركة في معركة استعادة مدينة الرقة في شمال سوريا من سيطرة تنظيم الدولة "داعش". وأضافت المجلة في تقرير لها في 11 مارس, أن هذه القوى هي : قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الأساسي فيها, والقوات الخاصة الأمريكية وعناصر النظام السوري وقوات خاصة روسية ووحدات عسكرية إيرانية ووحدات عسكرية تركية. وتابعت " العديد من هذه المجموعات تعتبر في حالة عداء مع المجموعات الأخرى، أبرزها قوات سوريا الديمقراطية, المدعومة أمريكيا, بينما تناصبها تركيا العداء". وأشارت المجلة إلى أن وصول قوات أمريكية جديدة إلى شمال سوريا، هو أمر محفوف بالمخاطر , في ظل المصالح المتباينة للأطراف المشاركة في معركة الرقة. وكان المتحدث باسم التحالف الدولي جون دوريان, وهو من سلاح الجو الأمريكي, قال قبل أيام إنه تم نشر وحدة مدفعية من مشاة المارينز ونحو 400 جندي آخرين لينضموا إلى 500 جندي أمريكي ينتشرون بالفعل في شمال سوريا، مضيفا أنه لن يكون لقوات المارينز دور في الخطوط الأمامية بمعركة الرقة، وأنها ستعمل مع شركاء محليين بسوريا، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الأساسي فيها. ومن جهتها، جددت تركيا التي تدعم الجيش السوري الحر في شمال سوريا ضمن عملية "درع الفرات"، إصرارها على ضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تخرج من منبج بريف حلب شمالي سوريا، ونفت في الوقت نفسه وجود أي أهداف تركية لتأسيس قواعد عسكرية لها شمالي سوريا. ونقلت "الجزيرة" عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قوله إن الولاياتالمتحدة لم تحسم أمرها حتى الآن بشأن عملية الرقة المرتقبة في سوريا، مؤكدا أن المحادثات مع الأطراف المعنية مستمرة في هذا الشأن. وفي المقابل, قالت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية في بين لها في 10 مارس إن لديهم "القوة الكافية" لانتزاع مدينة الرقة من تنظيم الدولة بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، وذلك في تأكيد لرفضهم أي دور تركي في الهجوم. وتابعت "عدد قواتنا الآن في تزايد، خاصة من أهالي المنطقة، ولدينا القوة الكافية لتحرير الرقة بمساندة قوات التحالف". واستطردت "لدينا معلومات تفيد بنقل العدو قسما من قيادته إلى خارج المدينة، كما يقوم بحفر الأنفاق تحت الأرض، ونتوقع أنهم سيحصنون المدينة، وأن التنظيم الإرهابي سيعتمد على قتال الشوارع". وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، التي تعدّها تركيا قوة معادية. وحسب مراقبين, وجد الأمريكيون حليفا موثوقا لا يكلفهم كثيرا لمحاربة تنظيم الدولة يتمثل في قوات وحدات حماية الشعب الكردية، أما الأتراك فإن هدفهم منع قيام كيان كردي على حدودهم الجنوبية. وترفض واشنطن مشاركة الجيش السوري الحر في معركة استعادة الرقة حسب ما اقترحته تركيا, وتفضل وحدات الحماية الكردية.