في منتصف مارس من العام الماضي 2016، ظهرت قضية اختفاء شاب مصري في إيطاليا، حاول النظام المصري المساومة من خلال قضيته، أمام قضية الباحث جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته بطريق القاهرةالإسكندرية وعليها آثار تعذيب. وأمس الأحد، عادت الخارجية المصرية، لمطالبة السلطات الإيطالية بالتحقيق في أسباب وفاة مواطن مصري بأحد سجونها. وربط مراقبون بين الحديث عن اختفاء وموت مواطنين إثنين مصريين وبين قضية جوليو ريجيني. وريجيني طالب دكتوراه في جامعة كامبريدج، تواجد في القاهرة منذ سبتمبر 2015، لتحضير أطروحته حول الاقتصاد المصري. واختفى مساء 25 يناير 2016، في حي الدقي قبل العثور على جثته على طريق القاهرةالإسكندرية وعليها آثار تعذيب، في 3 فبراير، وفق بيان للسفارة الإيطالية بالقاهرة آنذاك، فيما اتهمت وسائل إعلام إيطالية أجهزة الأمن بالتورط في قتله، وهو ما تنفي مصر صحته. ورقة ضغط "الطباخ" "اسمحوا لي أن اتحدث أيضا عن عادل معوض هيكل، وهو شاب مصري اختفى في إيطاليا منذ خمسة أشهر، ولم تنجح كل الجهود المبذولة للبحث عنه".. بهذه الكلمات تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي في مارس الماضي عن عادل في حواره لصحيفة إيطالية، في أول تعليق رسمي عن واقعة اختطاف الشاب المصري في إيطاليا منذ عام وخمسة أشهر. وآنذاك التفت الإعلام المحلي المقروء والمرئي حول قضية معوض، التي أخذت زخماً واسعاً على صفحات الجرائد والمحطات التلفزيونية، غير أن تلك القضية عادة ما كان يخفت نجمها مع التوصل لتهدئة من آن لآخر مع الجانب الإيطالي في قضية ريجيني. وفي رده على تعاون مصر مع إيطاليا بشأن قضية ريجيني، دلل السيسي وقتها على أن "مقتل ريجيني كان حادثاً فردياً يمكن أن يحدث مثيله لمواطن مصري في إيطاليا (في إشارة لمعوض)". الإعلامي أحمد موسى لم يفوت الفرضة آنذاك، وخصص جزءاً من برنامجه للحديث عن المواطن المختفي في إيطاليا وأسماه ب"ريجيني مصر". وعادل معوض، الذي كان يعمل طباخاً في إيطاليا، اختفى في أكتوبر عام 2015، ورغم أن أسرته وأصدقائه طالبوا بالكشف عن سبب اختفائه منذ ذلك الوقت، إلا أن اسمه لم يظهر في الإعلام سوى قبل أيام من حديث السيسي مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، وبعد يومين اثنين من إدانة البرلمان الأوروبي لمصر بسبب مقتل الطالب الإيطالي. وبحسب موقع "المنصة" الإخباري، فإن عادل معوض ليس وحده المختفي المصري في إيطاليا، حيث سبقت هيكل حالات اختفاء لا تلقى اهتماما إعلاميا أو حكوميا في مصر حتى الآن. واستخدم "المنصة"، موقعا إلكترونيا إيطاليا مهتم بالكشف عن المختفين، وبحسبه فإن حالات إعلان الاختفاء المصرية في إيطاليا كانت كثيرة ومنها: "مناع عبد الرحمن 49 عاما، المختفي منذ 2009، عبد الغني موسى راضي شعلة 26 عاما، المختفي منذ 2013، أحمد عبد الفتاح 15 عاما، المختفي منذ 2014، مدحت فرج 29 عاما، المختفي منذ 2008، راندا جنيدي 19 عاما، المختفية منذ 2011". قتيل مصري بسجن إيطالي وأمس الأحد، طالبت الخارجية، السلطات الإيطالية بالتحقيق في أسباب وفاة مواطن مصري بأحد السجون الإيطالية. وقال بيان لوزارة الخارجية، إن الوزير سامح شكري كلف السفارة المصرية في روما بمتابعة حالة المواطن هاني حنفي سيد محمد، الذي توفي بأحد السجون الإيطالية، فيما لم يحدد البيان توقيت وفاة السجين أو التهم المدان بها، ولا اسم السجن الذي كان متحتجزا به. وأضاف البيان أن شكري كلف السفارة بالتواصل مع السلطات الإيطالية للتعرف على "كافة ملابسات الحادث، وإجراء تحقيق شامل حول أسباب الوفاة واطلاع الجانب المصري عليها في أسرع وقت، واستيضاح كافة التفاصيل بشأن حالة الواطن المصري قبل وفاته". كما وجه وزير الخارجية، وفق البيان، باتخاذ كافة الإجراءات والتسهيلات اللازمة بشأن عودة الجثمان، وفقا للقواعد القنصلية المتبعة. ويأتي ذلك في توقيت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توتراً ملحوظاً منذ العثور على جثة ريجيني على أطراف القاهرة العام الماضي. فففي أبريل الماضي، سحبت روما سفيرها بالقاهرة ماوريتسيو ماساري في أعقاب فشل أول لقاء بين المحققين المصريين والإيطاليين حول مقتل ريجيني الذي عثر على جثته في فبراير من العام نفسه. وفي 11 مايو الماضي، أعلنت روما جامباولو كانتيني سفيراً جديداً لدى مصر، لكنه لم يتوجه إلى القاهرة حتى الآن. وفي تصريحات له خلال فبراير الماضي، قال وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو إن الاستمرار بمستوى معين من العلاقات مع القاهرة "يعتمد على تعاون" السلطات القضائية في قضية ريجيني.