طالب عمرو موسى، المرشح لرئاسة الجمهورية، مشايخ الطرق الصوفية، الذين يمثلون الشخصية المصرية الوسطية المعتدلة ويشكلون أغلبية نواياها إيجابية وقلوبها صافية، أن يحرصوا على دفع المصريين لاختيار رئيس قادر على إنقاذ مصر وإعادتها إلى سابق عهدها، وبناء الشخصية المصرية وتقويمها والبعد عن الاختيار العشوائى لمن سيكون رئيس مصر القادم. وأوضح موسى، خلال لقائه بأعضاء المشيخة العامة للطرق الصوفية مساء الاثنين بمنطقة الحسين، أن مصر تحتاج فى المرحلة المقبلة إلى رجال دولة قادرين على التخطيط للمستقبل وإعادتها إلى سابق عهدها، مطالبًا كافة المصريين بتبنى وثيقة الأزهر ومبادئها الأربعة التى تضمنتها، وأن تكون أساسًا لمناقشة الدستور، مضيفًا أن الأزهر قيمة دينية وعلمية كبيرة لمصر والعالم أجمع. وانتقد موسى تراجع دور مصر داخليًا وخارجيًا فى العديد من الملفات، منتقدًا محاولات تركيا وإيران فى احتلال مكانة مصر، مشيرًا أن أيًا من تلك الدول لن تستطيع أن تحتل مكانة مصر وأن هذا الدور ما زال محدودًا، ولكنه لم يبق محجوزًا لوقت طويل. وردًا على سؤال لعدد من مشايخ الطرق الصوفية حول قضية القدس قال موسى، إن الضمير المصرى لن يتحمل أبدًا أى تراجع عن القدس باعتبارها جزءًا من القضية الفلسطينية والإسلامية وباعتبارها جزءًا من التراث المسيحى أيضًا، وأن قضية القدس يجب أن تدار برصانة، لأن مصر هى الحامى لها وإذا تراجع الاهتمام المصرى بها ضاعت القدس، ولابد أن يكون لمصر دور لأنها على حدودنا الشرقية. وبين موسى أنه وضع برنامجًا لأربع سنوات وآخر مماثل طويل المدى يتضمن مقترحات، لإعادة الأمن والآمان وإسناد المسئولية إلى أهل الخبرة بدلاً من سياسية أهل الثقة، وإنشاء مجلس خاص بالإعاقة بعد أن وصل عدد المعاقين فى مصر إلى أكثر من عشرة ملايين معاق، موضحًا أن مصر فى احتياج لرسم سياسة اقتصادية تراعى الفقراء، مبينًا أنه ذهب لرؤيتهم فى قرى محافظات الصعيد والوجه البحرى وسيناء وأماكن كثيرة فى الصحراء الغربية والشمالية والعشوائيات والأحياء الفقيرة فى القاهرة، كما زار سكان القبور، وكلها مناطق حالتها السكانية سيئة جدًا، مطالبًا فى الوقت نفسه إعادة القوى الناعمة لمصر فى المجالات الدينية والأدبية والفنية. ومن جانبه، وصف الدكتور عبد الهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، عمرو موسى بأنه شخصية وطنية لها تاريخ سياسى طويل وأن الطرق الصوفية تؤمن بأن صلاح المجتمع يكمن فى إعادة منظومة القيم الأخلاقية وإصلاح النفوس، مؤكدًا أن الأزمات الراهنة والظروف الدقيقة التى تمر بها مصر تحتاج إلى شخصية قوية تنتمى إلى تراب هذا الوطن تستطيع التعامل مع كل الملفات بحكمة وخبرة. وأضاف أن موقف الطرق الصوفية من انتخابات الرئاسة ثابت وأن الكيان الرسمى للطرق الصوفية يقف على مسافة متساوية من جميع المرشحين إلى أن يتخذ الموقف النهائى بعد انتهاء فترة تقديم الطعون وإعلان الكشف النهائى للمرشحين.