قصته تفوق الخيال، لكن الإصرار والعزم وحنان الأبوين حوّلا الخيال إلى حقيقة مرة بسبب غياب الدولة، فكانت الحاجة والضرورة هى سيدة الموقف للطفل زياد محمد أحمد الذي يبلغ من العمر 11 عامًا ويقيم بقرية بني صريد التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية. وكان القدر وإرادة الله أقوى من كل شيء حيث ولد بدون أطراف "قدمين ورجلين" لم تعترض أسرته على قضاء الله رغم الحالة المعيشية الصعبة في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني. "المصريون" التقت والديه اللذين يحملانه يوميًا للذهاب للمدرسة إلا أنه لم يستطع أن يمسك بالقلم مثل زملائه الأمر الذي كان يؤثر نفسيًا عليه إلا أن والديه لم يتوقفا مكتوفي الأيدي. وبدأ الأب والذي يعمل بأحد المطاعم في التفكير في أي شيء حتى يستطيع نجله الإمساك بالقلم مثل زملائه فحالته المادية لا تسمح له بشراء أطراف صناعية أو إجراء أي عمليات فقام بإحضار زجاجة بلاستيكية وقطعها ووضعها بإحكام حول يدي نجله وبدء يدربه على الكتابة بعدما صنع مكانًا للقلم ثم مكانًا للملعقة لتناول الطعام. يقول محمد أحمد محمد والد زياد والمقيم في قرية بنى صريد التابعة لمركز فاقوس إن نجلي زياد هو الابن الأوسط حيث يوجد لي ولدان 13 عامًا و5 سنوات وزياد هو الابن الأوسط بين أشقائه وولد معوقًا بدون الأطراف الأربعة والتحق بمدرسة التعليم المجتمعي حتى وصل إلى الصف الثانى الابتدائي الآن وقمت أنا ووالدته بتعليمه القراءة والكتابة بعدما صنعت له زجاجة لاستخدامها في حياته اليومية من الكتابة والأكل. وأضاف أنني كنت اصطحبه أنا ووالدته يوميًا للمدرسة ونعمل مرافقين له نظرًا لظروفه الخاصة مؤكدًا أن الحسرة كانت تنتابه حينما يري ابنه ينظر إلى أشقائه في المنزل أو إلي زملائه في المدرسة. وأوضح أنه راودته فكرة صناعة أطراف صناعية بزجاجة بلاستيك في محاولة للتغلب على إعاقة ابنه فقام بلصقها بيده بعد صناعتها وصمم مخرج الغطاء بطريقة يستطيع من خلالها ربط أو التقاط قلم أو معلقة ولم أتوقع نجاح فكرتي وأخذت أدرب نجلي أنا ووالدته يوميًا حتى يستطيع ممارسة أعماله اليومية. وكانت المفاجأة باستطاعة نجلي أن يتغلب علي إعاقته وقيامه بالكتابة والتقاط الطعام. وتابع: "لقد قمت بعرض نجلي على عدد كبير من الأطباء والذين أكدوا لي أن حالة ابني تحتاج إلى العلاج خارج مصر في إحدى الدول الأوربية والحل هو زراعة أطراف صناعية وليس أجهزة تعويضية، مطالبًا رئيس الجمهورية بالوقوف إلى جانبه وعلاج ابنه علي نفقة الدولة. أما والدة زياد فإنها تأمل أن يعيش مثل إخوته بطريقة طبيعية حتى لا يشعر بالألم والحسرة حيث لا ذنب له فهذه هي إرادة الله ونحن نؤمن بقدرة الله، وربنا مش هيخذلنا. شاهد الفيديو..