قال الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام السياسى ورئيس وحدة بحوث الرأى العام بجامعة سوهاج، إن التاريخ سيسجل موعد إعلان الثورة المضادة عن نفسها بموعد ترشح عمر سليمان فى انتخابات الرئاسة المصرية، حيث ظهر للجميع ما كان يُسمى ب "اللهو الخفى" الذى يدير الثورة المضادة باقتدار، وأعوانه من الفلول والبلطجية وبعض الأحزاب والتيارات السياسية والإعلامية والصحفية، الذين يقاطعون الموجة الثانية من الثورة المصرية التى انطلقت من ميدان التحرير الجمعة الماضية، بل ويدافعون عن ترشح سليمان فى محاولة يائسة لخداع الشعب المصرى الذى استفاق منذ 25 يناير 2011. ووصف حارص قرار ترشح سليمان بأنه إنقاذ للثورة المضادة من الموت الذى كان سوف يعتريها بعد انتخابات الرئاسة والدستور باعتبارهما نهاية للمناخ المضطرب الذى سمح بالانفلات الأمنى والإعلامى والفئوى، وأن الثوار الذين أسقطوا عمر سليمان حينما كان نائباً لا يمكن أن يرضوا به رئيساً، وأن اتجاهات الرأى العام بمختلف أطيافها باتت على قناعة بأن مجىء سليمان هو تحقيق لأهداف الثورة المضادة وليس لأهداف الثورة كما يعدى هذا الثعلب الذى ينطبق فيه قول الشاعر "برز الثعلب يومًا فى ثياب الواعظين". وأضاف ل"المصريون" أن هذا الأسلوب الذى يقوم على خداع الجماهير وتزييف وعيهم يشبه تمامًا أسلوب المنحل الذى يقدم الشر على أنه خير ويشوه الخير ليقلبه إلى شر، مؤكدًا أنه بوصفه رئيس وحدة بحوث الرأى العام، أن الباعة الجائلين والسائقين وعمال التراحيل وغيرهم الذين يمكن أن نخاف عليهم من الخداع وتزييف إرادتهم باتوا على قناعة كبيرة بالأعيب الثورة المضادة خلال يومين فقط من ترشح سليمان. وتنبأ أستاذ الإعلام السياسى بأن سليمان سيلقى مصيراً أسوأ من مصير مبارك نفسه، لأن ترشيحه بعد إعلان اعتزاله مرتين للحياة السياسية بمثابة ارتداد عن الثورة وكفر بها واعتناق جديد بالثورة المضادة، وهو مؤشر واضح لغضب الله عليه خاصة بعد إعلان مجرم الحرب وزير الدفاع الإسرائيلى بأن سليمان هو المرشح المناسب لإسرائيل، مضيفًا أن الله، عزّ وجلّ، لن يترك أبداً من كان أداة لمبارك فى تدمير الأمن القومى المصرى، والقضاء على القضية الفلسطينية، وإبادة الشعب الفلسطينى فى غزة، وتدمير البنية التحيتية والمعلوماتية لحركات الجهاد الإسلامى وتسلم ملفات ومفاتيح القضاء عليها للكيان الصهيونى، ومهندس صفقة بيع الغاز المصرى لإسرائيل بثمن بخس، مؤكدًا أن ترشح عمر سليمان يشبه تماماً موقعة الجمل التى أدت إلى إشعال الثورة من جديد بعد أن كان معظم الثوار قد تركوا الميدان وعادوا إلى منازلهم.