بينما أكدت جماعة "الإخوان المسلمون" تمسكها بأفكار مؤسسها حسن البنا، رأى باحثون في الحركات الإسلامية أنها انحرفت عن أفكاره الأم واستبدلتها بأفكار سيد قطب، الذي أُعدم في عهد الرئيس جمال عبدالناصر. ويوفق اليوم الذكرى الثامنة والستين لاغتيال البنا، مؤسس جماعة "الإخوان" العالمية. وقالت الجماعة في ذكراه: "لقد كان البنا واضحًا من اللحظة الأولى"، مستشهدة بقوله: "نحن نعرف ما نريد، ونعرف الطريق لتحقيق هذه الإرادة، نحن نريد الفرد المسلم, والبيت المسلم, والشعب المسلم,والحكومة المسلمة، والدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتضمشتات المسلمين, وتستعيد مجدهم, وترد عليهم أرضهم المفقودة, وأوطانهم المسلوبة, وبلادهم المغصوبة, ثم تحمل علم الجهاد ولواء الدعوة إلى الله حتى تسعد العالم بتعاليم الإسلام".
وأضافت الجماعة في بيان لها: "تجمعت قوى الشر من كل صوب وحدب لتحارب هذه الجماعة التي تسعى لتحرير البشرية من كل سلطان غير سلطان الله،وتسعى لإنهاء استغلال واستعباد الإنسان للإنسان وتكافح لبناء أمة إسلامية قوية موحدة تنشر العدل والحرية والمساواة، كمانشرها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من قبل في العالمين". وتابعت: "نحن على استعداد تام لتحمُّل نتائج عملنا أيًّا كانت، لانلقي التبعة على غيرنا، ولا نتمسَّح بسوانا، ونحن نعلم أن ما عندالله خير وأبقى لقد أدرك البنا جوهر الحقيقة في بناء الأمم، فعملعليها وانشغل بها". وقال الدكتور محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي ل "الإخوان"، إن "الإخوان مازالوا مخلصين لدعوتهم وأفكارهم". وقال عمار مشهور، الناشط الإخواني: "نجدد العهد على أن نخدم ديننا وأوطاننا وأن نبذل الغالي والنفيس لكي تنال هذه الأمة حريتها وكرامتها"، مضيفًا: "يجب أن نفرق بين الإخوان كفكرة وبين الأشخاص الذين يحملونها حتى لا نحاكم الفكرة لتصرفات الأفراد .. فكثير من الأفراد أساء للفكرة حسن البنا". وقال الصحفي بدر محمد بدر، المحسوب على "الإخوان": "عمني البنا إن أهم ما يملك الإخوان هو ذلك الجندى المجهول الذى يبذل أقصى مافي جهده وينفق أكثر مافي جيبه ويضحي فإذا حضر لم يعرفوه وإذا غاب لم يفتقد". وقال خالد الزعفراني، الإخواني السابق، والباحث في الحركات الإسلامية، إن "جماعة الإخوان المسلمين انحرفت عن المسار الذي وضعه لها مؤسسها الأمام حسن البنا، واستبدله بالفكر الستيني"، قاصدًا أفكار سيد قطب، منظر الجماعة الذي أعدم في عهد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر- التي تنظر للإخوان في طبقة أفضل من غيرها، وتميل للعزلة المجتمعية، والصدام مع الدولة". وأضاف الزعفراني ل"المصريون": "الفكر القطبي هو الذي يحكم الجماعة الآن وبالأخص بعد ثورة 25يناير"، موضحًا أن "فكر البنا يختلف كليًا عن القطبيين". في المقابل، قال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "الجماعة لم تنحرف عن فكر مؤسسها حسن البنا، لاسيما فيما يتعلق بسعيهم نحو سيادة العالم، ودخولهم مجال السياسة، وصراعهم للسيطرة على السلطة وإن تطلب ذلك شيئًا من العنف". وأضاف عيد ل"المصريون": "الجماعة لم تكون دعوية فقط بل سياسية أيضًا"، مشيرًا إلى أن "البنا شارك في الانتخابات في فترة الأربعينيات". واعتبر أن سيد قطب هو امتداد طبيعي لأفكار مؤسس الجماعة ولااختلاف بين الفكرين.