اعتبرت قوى وأحزاب سياسية عدول اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق عن قراره السابق بعدم خوض سباق الرئاسة وإعلانه الترشح، يأتي كمحاولة لإعادة إنتاج للنظام السابق مرة أخرى، معتبرين أن مجرد إعلان ترشحه يؤكد أن الثورة فى خطر حقيقى ويجب التكاتف للحفاظ عليها. وقال الدكتور إيهاب الخراط، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصرى الديمقراطى بمجلس الشورى، إن سليمان جزء أصيل من النظام البائد الذى قامت الثورة المصرية من أجل اقتلاعه من جذوره وأطرافه، فقد كان رئيس جهاز المخابرات السابق ضلعًا فاعلاً ومحركًا فى النظام السابق. وأضاف: "كانت الهتافات أثناء الثورة، لا مبارك.. ولا سليمان، وبالتالى فهو مرفوض شكلاً وموضوعًا ولن تقبل القوى السياسية به أبدًا". وتابع ساخرًا: "كنت أنتظر أن يعلن الرئيس المخلوع حسنى مبارك أو نجله جمال ترشحه للرئاسة، فلم يتبق شىء إلا هذا". وأردف: "بكل تأكيد سنقف ضد أى استبداد عسكرى، مهما كان مبرره أو غطاؤه، وبالتالى فعمر سليمان مستبعد خارج أى حسابات". في المقابل قال: "إن عمرو موسى قد يكون أحد خياراتنا فى الانتخابات الرئاسية، لأن ترتيبه فى درجة الفلولية أقل بكثير من عمر سليمان، إلا أنه فى حال خوض الدكتور محمد البرادعى مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح انتخابات الرئاسة فسوف نصوت له لأنه أحد أقوى الخيارات". من جهته، اعتبر محمد سرحان، عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد"، أن ترشح سليمان يؤكد وجود صفقة مع المجلس العسكرى تنذر بمؤشرات خطيرة على الثورة, مشيرًا إلى أن هذا الأمر لم ولن يغير الحسابات وليس له أى تأثير على الإطلاق على بقية المتنافسين أو الانتخابات عامة بشرط التزام المؤسسات السيادية بالحياد. وتابع: "أشعر بالقلق الشديد على نزاهة الانتخابات وأطالب المجلس العسكرى بصدق وعوده وتسليم السلطة لرئيس منتخب عبر انتخابات شفافة لضمان استكمال مسيرة التحول الديمقراطى وأهداف الثورة". وقال سرحان إن الشعب المصرى لن ينتخب أيا من رموز النظام السابق وسيتم عزلهم شعبيًا، كما حدث للفلول فى انتخابات مجلس الشعب الماضية, مشددًا على ضرورة توافق كل القوى الوطنية على مرشح للرئاسة لضمان عدم تفتيت الأصوات ومواجهة سليمان فى الرئاسة. إلى ذلك، اعتبر شريف الروبى، القيادى بحركة شباب 6 إبريل، ترشح سليمان يدعو للقلق البالغ على الثورة وأهدافها، لأن الرجل معروف بانتمائه للنظام البائد، ونجاحه فى انتخابات الرئاسة يعنى طعنة فى ظهر الثورة وضربة قاصمة لها، على حد وصفه. وقال الروبى إنه متأكد من هزيمة سليمان فى الانتخابات وأنه سيتلقى ضربة قاضية من الشعب. فيما وصف أكد الدكتور عماد جاد، النائب البرلماني ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إعلان ترشح سليمان بأنه يشكل مفاجأة مدوية لا مقدمات لها بعد أن أعلن سابقًا وفى بيان رسمى له عدم ترشحه للرئاسة، وأن هذا الأمر سيعيد تشكيل خريطة انتخابات الرئاسة مجددًا فى ظل احتمال خروج مرشحين آخرين، متوقعا تنازل مرشحين بعينهم أو تشكيل فريق رئاسى. وقال إن السؤال المهم يتوقف على الدور الذى قد يلعبه المجلس العسكرى ومن المرشح الذى سيدعمه وبالتالى سيقف فى صفه الأغلبية الصامتة ومتظاهرى العباسية ومعظم موظفى المؤسسة البيروقراطية فى الدولة ومعهم رجال الأعمال، كما أن "سليمان" بالتأكيد ستقف أجهزة حساسة بالدولة داعمة له وعلى رأسها جهاز المخابرات الذى ترأسه سابقًا وجهاز الأمن الوطنى سيلعب دورًا بشكل ما أو بآخر. في ذات السياق تسابقت أحزاب الفلول التى خرجت من رحم الحزب الوطنى المنحل فى إعلان تأييدها للواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق والمرشح المحتمل للرئاسة ودعمه من خلال الحشد الشعبى له فى مختلف أنحاء الجمهورية. وأعلنت أحزاب "المواطن المصرى" و"الحرية" و"مصر القومى" و"الإصلاح والتنمية"، دعمها لترشح عمر سليمان فى رئاسة الجمهورية، معتبرين أنه الأنسب، من وجهة نظرهم، لتولى رئاسة مصر فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن. وقال إيهاب الخولى، نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية إن ترشح سليمان كان مفاجأة مدوية غيرت من خريطة انتخابات الرئاسة وأربكت حسابات المرشحين, مشيرًا إلى أن الحزب التقى به قبل إعلان ترشحه وتعرف على وجهة نظره فى كل الموضوعات على الساحة السياسية. وأشار إلى أن الحزب سيدعم سليمان فى انتخابات الرئاسة لأنه المرشح الأنسب لتولى رئاسة مصر, وإدارتها فى أخطر مرحلة من تاريخها، كما أنه الوحيد القادر على الخروج بسفينة الوطن إلى بر الأمان، حسب قوله. فى السياق ذاته، قال معوض خطاب، القيادى بحزب المواطن المصرى، إن حزبه يدعم وبقوة ترشح اللواء عمر سليمان للرئاسة، مؤكداً أنه سيقدم الحشد الجماهيرى المناسب فى كل أنحاء الجمهورية. وأشار خطاب إلى أن الحزب ضغط على سليمان من أجل إقناعه بضرورة الترشح للرئاسة لإنقاذ مصر والحفاظ على مسيرة الثورة، ومنعها من الانحراف. فى السياق ذاته، كشفت مصادر مقربة من الدكتور حسام بدراوى، رئيس حزب الاتحاد عن اتجاه الحزب لإعلان تأييد سليمان فى انتخابات الرئاسة, والتجهيز للقاء مرتقب يجمع بينهما خلال الساعات القليلة المقبلة.