أنا مقيم فى فنزويلا.. رأيت أحد أقاربى وهو متوفى أنه مقيد اليدين والقدمين ولما سألته هل أنت بخير قال نعم لكن فكوا قيدى.. ثم رآه غيرى أنه فى مكان وبجواره طفلة صغيرة فلما هم بالاقتراب منه منعته الطفلة وقالت إنها تسقيه كل يوم كوب لبن، فسألها ما هو سر تورم قدماه ويداه قالت هو كان مقيد اليدين والقدمين.. علمًا أنه كان متزوجًا وترك ولدًا ومات شابًا وكان مصابًا بالسرطان وكان صوامًا ونحسبه من الصالحين. التأويل: ذكرت أنه كان من الصالحين نحسبه كذلك، وذكر الشيخ ابن عثيمين: فى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (... أنتم شهداء الله فى الأرض .. )، أن المسلمين إذا أثنوا على الميت خيرا دل ذلك على أنه من أهل الجنة فوجبت له الجنة وإذا أثنوا عليه شرا دل ذلك على أنه من أهل النار فوجبت له النار ولا فرق في هذا بين أن تكون الشهادة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده .. وأنه مات صابرًا على مرضه. وقال بعض العلماء: إن الموت بمرض السرطان شهادة لأن مريض السرطان مثل مريض الطاعون والبطن والسل، ما ورد فيها نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تعدون الشهيد فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد قال إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا فمن هم يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات في البطن فهو شهيد) رواه مسلم، فندعو الله أن يكون من الشهداء. وكونه كان صوامًا فهذا دليل على حسن حاله قبل موته وحسن خاتمته وشرب اللبن واللبن نهر فى الجنة لقوله تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ..) محمد 15. وشرب اللبن للميت يدل على حسن حاله وحسن مستقره عند المولى عز وجل وقد يكون مات على نوع من أنواع الشهادة لقوله تعالى: (... بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) آل عمران: 169 - ووجود الطفلة معه أيضًا دليل على أنه في حسن مستقر الله وفى جنته، كما قال الله تعالى في شأن أهل الجنة: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ) الواقعة 17 . أما كونه مقيدًا فقيد الميت قد يدل على وجود الدين الذي لم يسدد بعد، أو الودائع، والنذر أيضًا دين، وإن كان عليه صيام فذلك دين الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) وإن كان أوصى بوصية لا تخالف الشرع فاعملوا على نفاذها. وإن كان في حياته ميسور الحال ويستطيع الحج وقصر فى ذلك فعليه حج، وربما دل القيد على احتياجه للصدقة حتى تزداد حسناته فى الميزان، وإن لم يكن ذلك فاهتموا بابنه وزوجته وعليكم بالصدقة والدعاء، وقد يكون تورم قدماه مشكلة مع أشقائه. وحين سئل هل أنت بخير فهو فى دار الحق وينطق حقا فهو إن شاء الله بخير وكونه قال بس فكونى يدل على أن هناك أمرا مما ذكرناه و يعرفه الأحياء يسبب له راحة أكثر من الراحة التى هو فيها إن شاء الله، وكون الطفلة تذكر سبب تورم يديه وقدميه أنه كان مقيدا فكان هنا تفيد الماضى، والله أعلم .. وأدعو الله أن يغفر له ويرحمه ويرزقكم وإياه خير هذه الرؤيا اللهم آمين . ******************************** أرسل رؤياك نفسرها فى الحال
للتواصل مع الشيخ عبدالحى العسكرى على صفحة (المصريون) على فيس بوك