أعلنت وزارة الأحوال الطارئة الروسية، اليوم الثلاثاء، أن 17 من العمال المهاجرين قتلوا في حريق اندلع في مستودع أحد أسواق جنوبموسكو، في حادثة تشهد على ما يبدو على الأوضاع المعيشية السيئة للضحايا. وقال ناطق باسم الوزارة لإدارة مدينة موسكو: "أصبح لدينا 17 جثة بعد العثور على مزيد من القتلى". وكان المصدر نفسه ذكر أن السلطات تسعى لتحديد من أي جمهورية من الاتحاد السوفياتي السابق ينتمون". وذكرت وكالات الأنباء الروسية نقلا عن المحققين، أن الضحايا من رعايا طاجكستان (أفقر جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق)، وجميعهم كانوا يعملون في هذا السوق المتخصص في مواد البناء. وتم إخماد الحريق حيث كان العمال نائمين في غرفة ملاصقة للمستودع، في السوق الواقع جنوب العاصمة الروسية، في حين كانوا لا يملكون أي منفذ إلى الخارج لذلك حاصرتهم ألسنة اللهب، كما ذكر مصدر في فريق التحقيق لوكالة إنترفاكس، الذي أوضح أنه لم يكن لديهم أي منفذ إلى الشارع"، مضيفًا: "حسب حالة الجثث يبدو أن بعضهم حاولوا الهرب، لكنهم ماتوا اختناقًا بدخان الحريق". واضطر رجال الإطفاء لقص الجدار الحديدي في المكان؛ للوصول إلى العمال. ودان وزير الحالات الطارئة، سيرجي شويجو، الظروف التي يعيش فيها هؤلاء العمال، مضيفًا أنه طلب من قوات الأمن "توضيح هذه القضية". وذكر مصدر من قوات الأمن لوكالة إيتار تاس، أن الحادث نجم عن مدفأة كهربائية، وقال: "إن الحريق قد يكون نجم عن مدفأة كهربائية في هذه الغرفة، التي تم تحويلها إلى مسكن"، مضيفًا أن: "المحققين يفحصون المكان، ليحددوا ما إذا كان إسكان العمال فيه قانونيًا أم لا". ويعمل عشرات الآلاف من رعايا الجمهوريات السوفيتية السابقة، في آسيا الوسطى؛ مثل طاجكستان وقرغيزستان، في معظم الأحيان سرًا، في ورش وأسواق في موسكو، ويعيشون في معظم الأحيان في ظروف صعبة جدًا. وتشهد روسيا باستمرار حرائق تودي بحياة عمال مهاجرين، يعيشون في معظم الأحيان في مكان عملهم أو في مبانٍ خالية. وفي مايو 2011 قتل 7 عمال، في حريق مبنى متداعٍ، كان يقيم في أول طابقين منه مهاجرون. وفي يناير 2009 قتل 7 مواطنين آخرين من إحدى جمهوريات آسيا الوسطى، في حريق، في كراج تحت الأرض، يُجرى بناؤه وكانوا يعيشون فيه في موسكو. وتستقبل روسيا التي تعاني من نقص اليد العاملة، خصوصًا بسبب أزمة سكانية خطيرة، ملايين من مواطني الجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى. لكن الرئيس الروسي المنتخب ورئيس الوزراء الحالي، فلاديمير بوتين، وعد بمراقبة الهجرة، بينما تشهد روسيا تصاعدًا في المشاعر القومية والجرائم العنصرية منذ سنوات.