يوم 21 مارس الماضي كان عنوان هذه الزاوية («الشاطر».. يفهم!) وكان آخر سطرين في المقال هما: «.. وربما لا تخلو الأيام الاخيرة من مرشح «مفاجأة» يكتسح الجميع!!.. و«الشاطر» يفهم!. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء». .. لست عالما ببواطن الامور.. ولا منجما.. أو ضاربا الودع.. أو قارئا الفنجان.. كما لا ازعم – والعياذ بالله – الاطلاع على الغيب.. لكن الامور كانت واضحة.. فقط نحن الذين لا نريد ان نصدق ما يحدث.. ربما حتى لا نفجع في عزيز نحترمه!. يا سادة يا مندهشون.. لِمَ كل هذه الضجة بسبب ترشيح الإخوان لنائب المرشد العام المهندس خيرت الشاطر لانتخابات رئيس الجمهورية؟!. ولماذا افتعال الدهشة.. واستدعاء الصدمة.. واصطناع الاستعجاب.. ألم يحدث أن أعلنت «الجماعة» أنها لن تنافس إلا على %30 من مقاعد مجلس الشعب، وقال د.عصام العريان حرفيا: «سنخوض الانتخابات بعدد لا يسمح لنا بتحقيق الأغلبية»، ثم تنافست عليها كلها.. إلا قليلاً.. فحصدت أكثر من %40 من المقاعد، وهذا بالمناسبة حق أصيل.. ولا يعيب القائمين عليها أبداً، ولكن المرء يظل حراً حتى يعد.. فإذا وعد وضع بيده قيداً على حريته، فكان الأفضل عدم الإعلان ثم النكوص عن الإعلان. نفس الشيء حدث مع حكومة الجنزوري، وسبق أن قلت في هذا المكان إن الديموقراطية تقتضي أن يشكل الحزب أو الأحزاب الفائزة بأغلبية البرلمان الحكومة، لكن حزب «الحرية والعدالة» لم يسع لتشكيل الحكومة، وعندما بدت الخلافات مع المجلس العسكري، أصر على الإطاحة بحكومة الجنزوري، وتم تسريب أسماء التشكيل الوزاري «الإخواني».. أيضاً برئاسة المهندس خيرت الشاطر!. أما موضوع ترشيح «الشاطر» للرئاسة فيتسق تماما مع السياق السابق، وهنا يجب أن نفرق بين أخلاق الإسلام الحقيقي،.. وممارسة فعل السياسة، وشتان بين الاثنين، ففي السياسة كرّ وفرّ، وتعهد وتراجع، ومناورات ومناوشات، وتسريبات، وبالونات اختبار، وصفقات، وفي السياسة لا شيء ثابت، بل متغيرات متواصلة، ومواءمات متلاحقة وغير ذلك الكثير... كذلك، من قال إن المهندس خيرت الشاطر سيكتسح الانتخابات، ويكسب السباق؟.. أين مئات الآلاف الذين يفدون السلفي المحترم حازم أبو إسماعيل بالروح والدم؟.. بل حتى أين شباب الإخوان أنفسهم الذين طلبوا حرية التصويت، وقلوبهم مع د.عبدالمنعم أبو الفتوح الذي أعلن بوضوح أنه لن يتنازل ولا حتى لزوجته د.علياء!». .. وفكروا معي قليلا.. إذا لم تتفق القوى الإسلامية على مرشح واحد من الأربعة: (الشاطر - ابو اسماعيل - ابو الفتوح - العوا)، وتفرقت الأصوات بينهم،.. هل سيكون المستفيد الأكبر هو «الشاطر» عمرو موسى؟!.. طبعا مع استبعاد منح المصريين أصواتهم للعسكريين سيادة الولاء.. وسيادة الشفيق؟!. ختاماً.. هل يختلف اثنان على تقدير واحترام الدكتور محمد حبيب - النائب السابق - لمرشد عام الإخوان؟.. أعتقد بأن الإجابة «لا». والرجل قال حرفياً: (ترشيح «الإخوان» ل«الشاطر» خطأ قاتل وسيفقد الجماعة مصداقيتها). وحفظ الله مصر وشعبها من مكر الماكرين.. وكيد الكائدين.. وحسبنا الله ونعم الوكيل. حسام فتحي [email protected] @hossamfathy66