ماذا أراد الرئيس من ركوبه الحنطور؟

"أمين" يوضح السبب..

علل الكاتب الصحفي محمد أمين، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، على زيارة محافظة أسوان وقيامه بجولة في تلك المدينة من ركوبه لليخت في النيل واستقلاله للحنطور بأن ذلك يهدف إلى إرسال رسائل محلية ودولية بأن مصر بلد آمنة وتنعم بالأمن والاستقرار حتى تعود السياحة مرة أخرى.
وقال أمين في مقال له بصحيفة "المصري اليوم" بعنوان" أركب الحنطور"، إن ميزة الرئيس أنه لا يترك أفكاره تتوه في زحمة العمل الحكومى، وإنما يرعاها بنفسه.
والى نص المقال:
لا ينسى الرئيس السيسى أن يتصرف كمواطن مصرى، فيركب الحنطور على أنغام الأغنية الشهيرة «الأقصر بلدنا بلد سواح».. ولا ينسى أن يركب اليخت فى نيل أسوان، ويقوم بجولة خلف السد العالى، ويلتقى السائحين.. وهى أمور مقصودة تماماً لذاتها، حيث ترسل رسائلها المحلية والدولية، وتعكس أمن واستقرار البلاد.. وهذه بلاشك قيمة مضافة أخرى لمؤتمر الشباب فى صعيد مصر!
تبادلنا مع بعضنا البعض فيديوهات للرئيس والسيدة حرمه، يستقلان الحنطور.. شعرنا بالابتهاج.. بعض المنفسنين قالوا إن سائق الحنطور «مخبر».. تبين أن الرئيس أخذ أول حنطور فى الدور كأى مواطن.. حكايات المخبرين لم تعد تنطلى على أحد، وزمن المخبرين انتهى.. سائق الحنطور دخل التاريخ.. كان الرئيس مبارك يلتقى المخبرين، ويشرب معهم الشاى.. «السيسى» يعرف أن الزمان غير الزمان!
تحركات الرؤساء «محسوبة» بلا أدنى شك.. والرئيس حين تحرك إلى أسوان تحركت معه الكاميرات والفضائيات.. وأكاد أقول إن افتتاح معرض الكتاب لم يشعر به أحد، كما اهتم الرأى العام بجولات الرئيس، التى سبقت مؤتمر أسوان.. مهم أن يذهب الرئيس إلى الصعيد، ليهتم بقضاياه.. فالحكاية ليست شرم الشيخ فقط.. مناطق أخرى تنتظر أن يزورها المؤتمر مثل المنصورة والإسماعيلية والإسكندرية طبعاً!
أعرف أن العبرة ليست بالمؤتمرات ولكن بالنتائج.. وكما أن الصعايدة سعداء بالزيارة الرئاسية، فلابد أنهم سيكونون أسعد، حين تعود عليهم ثمار الزيارة، بافتتاح المشروعات، وإيجاد وظائف للشباب، وإعطاء فرصة حقيقية للصعيد، لا تنتهى بانتهاء المؤتمر.. كنا نريد أن نرى الشباب ممثلاً للمصريين.. وليس كل الشباب أصحاب البدل والياقات البيضاء.. لا يوجد «زى صعيدى» واحد فى مؤتمر الصعيد!
وهذه رسالة من إيناس عثمان «مضيفة شابة» تبعث بها للرئيس تقول فيها «أبعث إليك بهذه الرسالة، وكلى أمل أنك ستقرؤها، وهى فكرة لعل وعسى توقف النزيف المتدفق من شباب بلدى الحبيب للعمل خارج الوطن.. فلماذا لا نجعل مؤتمر الشباب فى كل شهر لحرفة معينة، ويحضره أصحاب الحرف، فيكون عندنا شهر للنجارين فى دمياط مثلاً، وآخر للسباكين، وثالث لعمال النظافة بدون ارتداء البدل»؟!
وتقترح «إيناس» أن يجوب المؤتمر المحافظات فى الوجهين البحرى والقبلى.. ثم يجىء دور رجال الأعمال والصناديق الخاصة بالشباب والتنمية.. وتقول «هذه هى التنمية.. انضموا لنا وللوطن.. فنحن أعيننا عليكم، لتدركوا خطورة ترك الأسرة والوطن، ولتجنب ميلاد إرهابى جديد، فهيا نتكاتف، يد بيد نبنى الوطن».. وفكرتها تستهدف طبعاً أن تكون المؤتمرات متخصصة، لا لأصحاب البدل فقط!
وأقول، دون مبالغة، إن ميزة الرئيس أنه لا يترك أفكاره تتوه فى زحمة العمل الحكومى، وإنما يرعاها بنفسه.. وكان البعض يتصور أنه سيتركهم للحكومة، ولكنه لم يفعل.. وأتمنى أن يهتم الرئيس بشباب السباكين والنجارين وعمال النظافة، وسائقى الحنطور، ليمثلوا الشباب كله.. مصر مش بس أصحاب البدل!