تنسيق الجامعات.. دليلك لاختبارات القدرات بكلية الفنون الجميلة بالزمالك    «قائمة المفاجآت» فى انتخابات الشيوخ    القضاء الإداري يتلقى 40 طعنا ضد المرشحين فى انتخابات مجلس الشيوخ    القصة الكاملة لانسحاب المعونة «الأمريكية» من مصر    «حسم» وسرايا أنصار السنة عودة الأجندات المشبوهة    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات بداية الأسبوع    الحل السريع لأزمة سنترال رمسيس    المهووسون الجدد بنوبل للسلام    نجم ليفربول السابق ينتقل إلى الدوري القطري بعد تجربة أهلي جدة    الفقاعة الكروية تزيد جراح الرياضة المصرية    حريق سنترال رمسيس ليلة «خارج الخدمة»    البكالوريا «المُعدلة برلمانيًا»!    الفنان الذي أضحك الملايين ومات مفلسا، حكاية المليونير الخفي علي الكسار    نجوم الرومانسية والراب يتألقون على مسرح U-ARENA    النسوية الإسلامية.. (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ): خاتم الأنبياء.. وهجرة الرجال والنساء! "131"    الرعاية الصحية: تكلفة تشغيل التأمين الشامل بمحافظات الصعيد تجاوزت 27.5 مليار جنيه حتى الآن    الأونروا: زيادة في عدد حالات سوء التغذية في غزة    طقس الإسكندرية اليوم.. شديد الحرارة ونشاط للرياح مع ارتفاع موج البحر    وزير النقل والصناعة: 24.585 مليار جنيه إيرادات مستهدفة للشركة القابضة للنقل البحري والبري في 2025/2026    بينهم 8 يجلبون المياه.. استشهاد 28 فلسطينيا جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة    مباحثات لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين جامعتي القاهرة وجنوب الصين الزراعية    ميسي يواصل كتابة التاريخ في الدوري الأمريكي    مستوطنون يحرقون بركسا زراعيا في دير دبوان شرق رام الله وسط الضفة    البحيرة.. فريق طبي بمستشفى وادي النطرون ينجح في إصلاح اعوجاج انتكاسي بالعمود الفقري لمريضة    كوريا الشمالية تزود روسيا ب12 مليون قذيفة مدفعية    مصرع شخصين إثر تصادم سيارة ربع نقل ودراجة بخارية بقنا    موعد طرح فيلم «روكي الغلابة» بطولة دنيا سمير غانم    أسعار الأسماك بأسواق محافظة كفر الشيخ... البوري ب130 جنيه    بعد ارتفاعه الأسبوع الماضي .. أسعار الذهب اليوم وعيار 24 يسجل 5326 جنيهًا    كان بيتكلم في الهاتف.. وفاة طفل صدمه القطار أثناء عبور شريط السكة الحديد بالشرقية    نصف ساعة تأخير في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية»    إتحاد عمال الجيزة يطلق حوارا مباشرا مع اللجان النقابية لبحث التحديات    في جولة ليلية مفاجئة.. محافظ الغربية يتفقد شوارع طنطا لمتابعة النظافة والإشغالات    آمال ماهر ووليد توفيق يشعلان الليلة الثانية من مهرجان «ليالي مراسي»    "سيتجه للتدريب".. لاعب الأهلي السابق يعلن اعتزاله كرة القدم    مأساة نص الليل.. غرق سيارة ملاكي في نكلا بالجيزة- صور    رئيس التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ينفي احتمال استقالته بسبب خلافات مع وزيرة العدل    سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأحد 13-7-2025 بعد هبوطه الأخير في 7 بنوك    البيت الفني للمسرح يقدم 15 عرضًا و100 ليلة عرض دعماً للشباب    والده يعشق الكاراتيه وأزمة بسببه.. 15 صورة وأبرز المعلومات عن عائلة وسام أبو علي    تعرض لهجوم ب 6 قذائف.. تفاصيل إصابة الرئيس الإيراني خلال محاولة اغتيال أثناء الهجوم الإسرائيلي    أفضل أدعية الفجر.. 10 صيغ لطلب الرزق وصلاح الأحوال    «دوروا على غيره».. نجم الزمالك السابق يوجّه رسائل نارية لمجلس لبيب بسبب حمدان    أونانا خارج حسابات مانشستر يونايتد في جولة أمريكا استعدادًا للموسم الجديد    23 متهمًا للمحاكمة في خلية اللجان النوعية| اليوم    نجاح فريق الجراحة بمستشفى الفيوم العام في إنقاذ طفل بعد انفجار بالأمعاء الدقيقة    مغلق من 13 عامًا.. عمرو سمير عاطف: غياب قصر الثقافة حرم أجيالًا من الفن والمسرح    عمائم زائفة    رسالة جديدة من مودريتش بعد رحيله عن ريال مدريد    «زي النهارده».. وفاة كمال الدين رفعت أحد الضباط الأحرار 13 يوليو 1977    ضرورة إصلاح الأمم المتحدة في عامها الثمانين    انفراجة حقيقية في الأوضاع المالية.. حظ برج الدلو اليوم 13 يوليو    يمنع امتصاص الكالسيوم.. خبيرة تغذية تحذر من الشاي باللبن    ماء الكمون والليمون.. مشروبات فعالة في التخلص من الغازات والانتفاخ    بتهمة تجارة المخدرات.. المشدد 6 سنوات لسائق توك توك في الوراق    هل الوضوء داخل الحمام صحيح؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    رئيس جامعة الأزهر: آية الدعاء في عرفة تقسم الناس إلى فريقين.. وأقوال المفسرين تكشف دقة التوجيه القرآني    ما هو أقل ما تدرك به المرأة الصلاة حال انقطاع الحيض عنها؟.. الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتباع النبي علامة محبة الله عز وجل (1)
نشر في المصريون يوم 27 - 01 - 2017

أكد القرآن الكريم في آيات متعددة وكثيرة على أن اتّباع النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته والتزام ما جاء به من الوحي، قرآناً وسنة، وما تضمناهما من أوامر ونواهٍ هو أصل الإسلام ولب التدين والسبيل الوحيد للحصول على محبة الله عز وجل، ومن تلك الآيات قوله تعالى: "قُل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم * قل أطيعوا الله والرسول فإِن تولوا فإن الله لا يحبّ الكافرين" (آل عمران: 31-32)، وقوله تعالى: "قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حُمّل وعليكم ما حُمّلتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إِلا البلاغ المبين" (النور: 54).
وأمْر الله عز وجل بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم هو أمر عام لكل البشرية بطاعة الأنبياء والرسل، قال تعالى: "وما أرسلنا من رسول إلا لِيُطاع بإذن الله" (النساء: 64)، وقال تعالى: "وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قومِ اتّبعوا المرسَلين" (يس: 20).
بل إن اتباع الوحي والأنبياء كان هو الضمان الإلهي للبشرية في الأرض أن تتجنب الخوف والحزن، قال تعالى عن بداية معيشة آدم عليه السلام على الأرض: "قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينّكم منى هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (البقرة: 38).
فاتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من عقائد وأخبار وأحكام وشرائع ومكارم الأخلاق هو المعيار الحقيقي لحبّه وحب الله عز وجل، ولذلك فإن مدى تطبيق المسلم والمسلمة لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم في سائر الأمور هو دليل درجة وقوة المحبة الحقيقية لله ولرسوله، ولذلك كم نشاهد من فجوة كبيرة في واقع كثير من المسلمين والمسلمات تجاه محبة الله عز وجل ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم حيث تجد أنه بعيد عن اتباع النبي في عقيدته ومفاهيمه وعبادته وسلوكه وأخلاقه ومعاملاته، لكنه يكثر من نشر عبارات الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم في مواقع التواصل الاجتماعي أو يحضر الموالد المبتدعة، ويظن بذلك أنه أدى المطلوب منه لتحقيق محبة الله عز وجل ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو مخطىء في ظنه هذا.
وفي هذه المقالات إعادة تذكير بالاتباع الصحيح للنبي صلى الله عليه وسلم حتى نقترب أكثر من محبة الله عز وجل الحقيقية، لأن بقاء هذه الفجوة بين محبة الله عز وجل ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوبنا مع مغايرة ذلك في واقعنا هي السبب الرئيس في فساد أحوالنا الفردية والجماعية.
أولاً: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة:
- إن أعظم ما جاء به النبي وبقية الأنبياء عليهم السلام هو تعظيم الرب جل جلاله وتوحيده في الطاعة والاتباع "ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقّت عليه الضلالة" (النحل: 36)،
ولذلك كم هو مؤسف حين نجد بعض المسلمين والمسلمات لا يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم في تعظيم الله عز وجل وتعظيم توحيده وعبادته، ويقلدون كفار قريش الذين بيّن القرآن الكريم انحرافهم في هذا الشأن: "ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلاّ ليقربونا إلى الله زلفى" (الزمر: 3). فيقلدون كفار قريش باتخاذ وسائط بينه وبين الله عز وجل من الأموات والقبور والأولياء! يدعوهم ويستغيث بهم ويطلب منهم قضاء الحوائج وشفاء المرضى رغم أنهم يقرأون في القرآن الكريم: "وقال ربكم ادْعوني استجب لكم" (غافر: 60)،
والنبي صلى الله عليه وسلم علّم ابن عباس رضي الله عنه ويعلمنا: "يا غلام إني أعلمك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنتَ فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" رواه الترمذي.
وهذا الحديث يكاد يحفظه كل المسلمين لأنه من أساسيات الإسلام ولأنه يحفظ ويعلم للأطفال في المدارس، ولكن هل سلوك المسلمين والمسلمات الذين يضعون على أنفسهم أو أطفالهم أو بيوتهم أو سياراتهم الخرزة الزرقاء أو الحدوة أو يضربون الخشب خوفاً من العين أو الحسد، هم صادقون في دعوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتّباعه؟ أليست هذه التصرفات والمفاهيم من المفاهيم الجاهلية والشركية التي جاء النبي صلى الله عليه وسلم لحربها وإبطالها؟
وأيضا وضع التمائم التي يكتبها الكهّان والسحرة والمشعوذون والتي تحتوي على طلاسم سحرية وعبارات شركية هي منافية لاتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وللأسف فإن كثيرا من النساء والرجال ممن يحبون النبي صلى الله عليه وسلم يخالفون أمره ولا يتبعون نهجه الذي حرم إتيان السحرة والعرافين والكهنة حيث شدد صلى الله عليه وسلم في سؤال العرافين: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" رواه مسلم، وأما من صدّق كلام هؤلاء الكهان والعرافين فقد وقع في الكفر لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رواه أبو داود.
ومما يقع من كثير من الناس وهو مخالف لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة الله عز وجل استعمال الطيرة والكهانة والسحر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من تطيّر أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رواه البزار بإسناد جيد.
والسبب في حرمة هذه الأشياء أنها تنافي عقيدة الإيمان السليم بأن الغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل ولأن هؤلاء السحرة والمشعوذين والكهان لا تساعدهم الجن إلا بعد أن يكفروا بالله عز وجل، وقد اعترف كثير من السحرة حين قبض عليهم أن الجن لا تساعدهم إلا إذا أهانوا المصحف وكفروا بالله عز وجل، وأيضا فإن هؤلاء السحرة يأمرون من يأتيهم بأنواع من الشرك مثل أن يذبحوا لقبر أو لرئيس الجن وهكذا.
وأيضا اتباع النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي من محبيه من الرجال والنساء الحذر من متابعة الأبراج وقراءة الحظ والبخت، لأن هذا فيه صرف معرفة الغيب لغير الله عز وجل وتعليق للنفع والضر بغير الله سبحانه وتعالى، ولو كانت هذه النجوم والأبراج تنفع لنفعت أصحابها وحمتهم من المشاكل والفقر، لكنها من كيد الشياطين الممزوج مع نصب واحتيال الخبثاء.
ومن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وصدق محبته ومحبة الله عز وجل التحاكم لشرع الله عز وجل في الكبيرة والصغيرة على مستوى الأفراد والدول، قال تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناً " (الأحزاب: 36)، فكل من أعرض وأبى الاستسلام لأمر الله عز وجل فهو كاذب في دعوى محبته لله عز وجل ونبيه صلى الله عليه وسلم، سواء كان قانونا يحكم به الناس في المحاكم، أو عرفا من أعراف القبائل والعشائر، أو كان سلوكا فرديا، كمن يرفض إعطاء النساء نصيبهن من الميراث ظلما وطمعا أو حتى لا يخرج مال أبيه لغير عشيرته!
ومن حقيقة اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة عدم تكفير الناس ظلما وعدوانا بسبب التهور أو الجهل، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما" متفق عليه.
ومن اتّباع النبي صلى الله عليه وسلم عدم سب الزمن والدهر لأن فيه اعتراضا على القضاء والقدر ولأن الله عز وجل هو الذي يصرف الزمن والدهر، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: "يؤذنيي ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار" متفق عليه.
وإذا كان سب الدهر لا يجوز، فكيف بما يفعله الأشقياء من سب الرب جل جلاله أو سب الدين، ماذا بقي لهؤلاء من دعوى محبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل لقد نهى الله عز وجل عن سب ولعن الآلهة الباطلة حتى لا يسب أتباعُها اللهَ عز وجل "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدْوا بغير علم" (الأنعام: 108).
ومن تعظيم الله عز وجل الذي أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم عدم الحلف بغير الله، لأن الحلف نوع من التعظيم لا يجوز إلا لله عز وجل، ولا يجوز الحلف بالله إلا بالصدق، قال صلى الله عليه وسلم: "ألا إنّ اللهَ يَنهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كانَ حالفاً فليحلِف بالله أو ليصمُت" رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك". رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني.
وللأسف نجد كثيرا ممن يحب النبي صلى الله عليه وسلم يحلف بغير الله عز وجل، وهذا منافٍ لاتّباع النبي صلى الله عليه وسلم ومناف لمحبة الله عز وجل وتعظيمه خاصة إذا كان حلفا بطاغوت، وتكون الجريمة أكبر حين تجد كثيرا من الناس لا يقبل أن يحلف له بالله عز وجل بل يطلب أن يحلف له بغيره! وأشنع من هذا من يستهين بالحلف بالله كاذبا لكنه لا يجرؤ على الحلف كاذبا بولي أو معظّم!!
ومما يلزم اتّباع النبي صلى الله عليه وسلم فيه الحرص على الإخلاص في العبادة والعمل والأخلاق لله عز وجل في السر والعلن وعدم الحرص على الحصول على السمعة والإعجاب من الناس من خلال التظاهر بالعبادة والدين أمام الناس فقط، قال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح الدجال؟ قلنا: بلى، فقال: الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل" رواه ابن ماجة وحسنه الألباني.
ولعل كثيرا من المنشور على وسائل التواصل الاجتماعى من أعمال البر والخير لا تخلو من طلب السمعة والرياء مما يتناقض مع اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
ومما يشيع بين كثير ممن يحب الله ورسوله الاستهانة في نقاش الأمور الشرعية، فهو لا يعرف الأحكام الشرعية ولا يعرف الأدوات العلمية اللازمة لفهم الدين ثم يتصدى لإصدار الفتاوى والأحكام جهلا وعدوانا، وإسقاط العلماء والمجتهدين اعتمادا على أهوائه، وبناء على رضاه بكلام بعض الصحفيين والإعلاميين الذين صدّرتهم القنوات الفضائية غير المختصة كخبراء ومفكرين وعلماء في الدين! وفي كل ذلك تجد استهزاء وخوضا في آيات القرآن بالباطل، والله عز وجل يقول: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون" (التوبة" 65)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفا" رواه البخاري.
ومن اتّباع النبي صلى الله عليه وسلم عدم تصدير وتسييد أهل الباطل، قال صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصَدق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" رواه ابن ماجه وصحّحه الألباني. ولكن هل اتباع الملايين من الشباب والشابات المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم خلف القدوات المزيفة من أهل الفجور والفواحش والمنكرات والفساد يتوافق مع هذه المحبة للمصطفى عليه السلام؟
في النهاية؛ ما سبق هو أمثلة لبعض ما يلزم محبي الله عز وجل ومحبي رسوله صلى الله عليه وسلم الصادقين والحقيقيين أن يتبعوه ويلتزموه على صعيد العقائد والأفكار والمفاهيم في حياته سراً وعلانية لينالوا محبة الله تعالى وينالوا مغفرته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.