لم تكن سهرة أمس الخميس 19 يناير 2017، بالمسرح العربي في الجزائر, وخلال فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي, عادية بالنسبة للمتابعين والمتفرجين في آن واحد,وذلك بسبب العرض المسرحي العراقي المشارك تحت عنوان "يا رب". ففي أحد مقاطع العرض، جرى تقمّص لشخصية النبي موسى، حيث ظهر لتجسيد روح المقدسات، في العصر الذي عايشه. وكادت السهرة التي ظهر فيها "النبي موسى"، على المسرح، تصيب المهرجان بفشل ذريع لولا تدخل مخرج المسرحية العراقية. وأكدت آسيا شلابي، رئيسة القسم الثقافي لمؤسسة الشروق الجزائرية، أن قاعة المسرح، وبمجرد ظهور شخصية النبي، بدت شبه فارغة بعد مغادرة الحضور جماعات. وقالت خلال تصريحات صحفية لموقع ال"هافينجتون بوست عربي": "لم يفهم أحد من أعضاء الفرقة المسرحية ما يجري بالقاعة، فبمجرد نزول الممثل الذي أدى دور النبي موسى، حتى خرج العشرات من الجمهور". وأضافت شلابي, أن مخرج المسرحية مصطفى الركابي بدا مرتبكاً تماماً، واعترض الجماهير في البوابة الرئيسية للمسرح، حيث قدم توضيحات بشأن العمل، وظهور النبي موسى، وأكد أنه المشهد الوحيد في المسرحية، وهو ما جعل عدداً من الجماهير تعاود دخولها القاعة.
مخرج المسرحية العراقية، التي دخلت مسابقة أحسن عمل مسرحي في الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي، اعتبر العرض المقدم ناجحاً، بحضور أعداد كبيرة لم تكن متوقعة ومسجلة. وقال مصطفى الركابي, إن مسرحية (يا رب)، حققت نجاحاً كبيراً وتجاوباً لم يكن منتظراً بمدينة وهرانالجزائرية. واعترف الركابي بمغادرة الجماهير القاعة التي احتضنت العرض، وقال:" هناك بعض الجماهير لم تهضم ظهور النبي موسى في العرض وحاولت مغادرة القاعة، لكن وبمجرد تدخلي عاد الجميع". ورغم ذلك، يضيف الركابي: "العمل حقق نجاحاً كبيراً، وسأعود إلى العراق وأنا فخور بما قدمت في بلد الشهداء الجزائر". فيما أكد علي عبد النبي الزيدي، كاتب المسرحية، أن العمل يخاطب المقدسات الروحية للإنسان بشكل عام، وتجسيد النبي موسى في أحد المقاطع الخاطفة، تحاكي ألم الوالدة لفقدان ابنها. وأضاف أن العمل يخاطب الإنسان العراقي على وجه الخصوص، معتبراً إياه متألِماً يلامس الموت والحزن يومياً، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها العراق، السنوات الأخيرة؟، بحسب قوله. وأضاف: "لكن اليوم، المسرحية تعكس الواقع العربي، الذي يغرق في الدمار". وأوضح أن المسرحية تبدأ بحوار بين أمٍّ جريحة ومثقَلة بالمشاكل، مع ربها، قبل أن تدخل في نقاش وحوار مع النبي موسى، قبل نقل الواقع والهموم التي يعيشها العراقيون. واعترف الزيدي برفض العراقيين مثل هذا العمل، في البداية، مؤكدًا أن ذلك تغير بعدما فهموا رسائله السامية، وأهدافه، وأنهم التفوا حوله؛ وطالبوا بعرضه في أوسع النطاق.