يجب أن نعلم أن الخير والبناء والإحسان والارتقاء والتقدم والنماء يحتاج إلى نجابة وذكاء. وأن الشر والشقاء والتدمير والفناء والقضاء على الفقراء والضعفاء يحتاج إلى حماقة وغباء. فالغباء يهدم أبراج الحياة والذكاء يبني أبراج النجاة. إن قتل الشعب وسرقة ماله وتضييق حاله وإهلاك حرثه وعياله لا يحتاج إلى ذكاء بل هو قمة الغباء. وإن بعث الحياة الكريمة في الناس وإدخال السرور في الشعور والإحساس وإزالة مابهم من ألم وباس وسقياهم من شهد العزة كل كاس أمور تحتاج إلى قمة الذكاء. إن الحماقة إذا حلت بنفس حرضتها على كل أنواع الإساءات والجرائم والموبقات . وأنت إذا نظرت إلى حياتك وجدت أن جميع زلاتك وكبائرك وهفواتك لم يكن عقلك وراءها إنما حركت نفسك غباءها. ولعلك تلاحظ أن الحماقة هي التي زرعت الفوضى والعشوائية في كل مكان في مصر. إن رعاية ماللزوجة من حق فيما جل من الأمور أو دق يحتاج إلى ذكاء وإذا دققت النظر في حالات الطلاق وجدت الحماقة وراء الافتراق. و تربية الأبناء والبنات من الآباء والأمهات تحتاج إلى ذكاء . إن معاملة الأقرباء على مابهم من إساءة وجفاء تحتاج إلى ذكاء. وإقامة علاقات كلها إحسان مع بني الإنسان تحتاج إلى ذكاء وسلامة وجدان. وإذا جئت إلى شركة خاسرة وكانت وراءها حماقات فاجرة فأعدت ترتيبها ونظامها وأمنها وسلامها فقامت وتقدمت وازدهرت كنت من الذكاء في القمة وأسعدت الشعب والأمة. عاشت مصر وتقدمت وازدهرت بنجابة الأذكياء لا بحماقة الأغبياء.