قتل 34 شخصا اليوم الثلاثاء في مختلف أنحاء سوريا، حيث قصفت القوات الحكومية محافظتين مضطربتين، في الوقت الذي أكدت فيه روسيا مجددًا أنها لن تسمح بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي يحتوي على "إنذارات أخيرة" لسوريا. وقال نشطاء: إن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قصفت محافظتي حماة وحمص في خطوة تهدف إلى طرد المتمردين الذين لا يزالوا يختبئون في المحافظتين. وجاء تصاعد أعمال العنف مع إعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الثلاثاء أن بلاده ستصوت ضد أي قرار جديد في الأممالمتحدة بشأن سوريا يتضمن "إنذارات أخيرة" حتى لو جاء ذلك بتوصية من كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا. وذكر لافروف في مؤتمر صحفي أوردت تفاصيله وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء: "لن توافق روسيا على أي إعلان أو قرار لمجلس الأمن الدولي في حال تضمن إنذارات أخيرة". وأعاد وزير خارجية روسيا التأكيد على معارضة بلاده لأي إشارة بالضغط العسكري على النظام السوري، بعدما قالت قوى عالمية أمس الاثنين إن الدعوات الروسية لسوريا بالسماح بدخول مساعدات إنسانية أظهرت حدوث تغيير في سياسات موسكو إزاء المسألة السورية. وأفاد عمر الحمصي، وهو ناشط سوري يقيم بمدينة حمص، إن 25 قتلوا اليوم الثلاثاء في محافظة حمص، من بينهم عائلة مكونة من ثلاثة أشخاص. وأوضحت لجان التنسيق المحلية المعارضة في بيان أن من بين القتلى في حي الرستن بحمص، فتاة (4 أعوام) ووالديها. في غضون ذلك، اتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك، ما أسمته "مسلحي المعارضة السورية" بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد القوات الحكومية خلال الأشهر القليلة الماضية. وقالت المنظمة في خطاب أرسلته إلى منظمات حقوقية إن الانتهاكات تضمنت خطف واعتقال وتعذيب القوات النظامية ومؤيدي النظام والأشخاص المعروف أنهم من الميليشيات (الشبيحة) التابعة للنظام. وقالت سارة ليه ويتسون مديرة منطقة الشرق الأوسط في المنظمة: إن الأساليب الوحشية التي ترتكبها قوات النظام لا يمكن أن تبرر الانتهاكات التي ترتكبها جماعات المعارضة المسلحة. وأضافت "يتعين على زعماء المعارضة أن يوضحوا لأتباعهم أنه يجب ألا يلجأوا إلى التعذيب أو الخطف أو الإعدام تحت أي ظرف من الظروف". يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن وقف العنف في سوريا يتصدر أولويات عمل المنظمة الدولية. وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو في جاكرتا اليوم الثلاثاء: إن الأوضاع في سوريا تزداد خطورة وصعوبة في ظل الحركات التي تطالب بالديمقراطية في البلاد. وتابع "لدينا ثلاث أولويات للتغلب على المشاكل في سوريا يتصدرها إنهاء العنف والقتل هناك". أما الأولوية الثانية، فهي إيجاد حلول عبر الاتفاقات السياسية لكفالة حقوق المدنيين في سوريا. وأضاف الأمين العام للمنظمة الدولية أن ثالث أولوية هي حشد التعاون الدولي لإيجاد حلول لتسوية النزاعات في سوريا، مثل الأممالمتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وأعرب بان عن أمله في أن يتفق المجتمع الدولي على تسوية المشكلة في سوريا. وقال "ليس لدينا وقت.. التأخير ولو لدقيقة يعني مقتل مزيد من المدنيين". كما أعرب الأمين العام للمنظمة الدولية عن أمله في أن تصل المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في سورية الذين يعانون نتيجة مطالبتهم بالديمقراطية وحرية التعبير.