«احتفالات المولد النبوى.. انفجار بالكاتدرائية» علاقة جمعت بين احتفالات المسلمين بالمولد النبوي الشريف، وانفجار ضربت محيط الكاتدرائية المرقصية بالعباسية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الأقباط. مراقبون قالوا إن هناك عدة دوافع وراء حادث العباسية الإرهابي، صباح اليوم، أبرزها إحداث فتنة بين الأقباط والمسلمين، عبر أجندات خارجية. سامح عيد، الباحث في الشئون الإسلامية، قال إن مفجري الكاتدرائية استغلوا اجتماع أكبر عدد من الأقباط احتفالا بعيدهم يوم الأحد والقداس الذي يتم في هذا التوقيت. وأضاف الباحث في الشئون الإسلامية، في تصريحات ل"المصريون"، أن تفجير الكاتدرائية يفضح التقصير الأمني في تأمين الكاتدرائية، مستنكرا عدم وجود كاميرات مراقبة علي الكاتدرائية تكشف هوية المفجرين. وأكد عيد أن انشغال الأمن في تأمين المساجد احتفالا بالمولد النبوي "عذر أقبح من ذنب"، مشيرا إلي أن أغلب مساجد مصر لا تحتفل بالمولد النبوي وبالتالي ليست بحاجة للتكثيف الأمني. وأشار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية إلي سبب تفجير الكاتدرائية منها تصدير صورة سلبية عن الوضع الأمني في مصر لضرب قطاعي السياحة والاستثمار وبالتالي منع دخول العملات الصعبة واستمرار الأوضاع الاقتصادية الصعبة فترة أطول. ورجح عيد أن يكون من ضمن الأسباب الانتقام من تأييد حكم الإعدام الذي صدر بحق عادل حبارة والمتهم في القضية المعروفة اعلاميًا بمذبحة رفح الثانية"، ونقل العمليات الإرهابية للقاهرة الكبري والجيزة والخطوط الجوية لتشتيت تركيز الأمن وتخفيف الضغط الأمني علي سيناء وبخاصة بعد النشط المكثف لقوات الأمن في سيناء في الفترة الأخيرة. وتوقع الباحث في الشئون الإسلامية دخول مصر في موجة إرهابية ممتدة في العديد من المناطق الحيوية خلال الفترة القادمة. وفي نفس السياق عبر كمال حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، عن صدمته من تفجير الكاتدرائية، مؤكدا أن التفجير يعني دخول مصر في مستوي جديد وأعلي من الإرهاب. وأضاف حبيب، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن العمليات الإرهابية كانت تستهدف فئة معينة من الشعب وهم القضاء والداخلية والجيش باعتبارهم الفئات الموالية لنظام الرئيس، مشيرا إلي أن استهداف الأقباط يعني دخولهم ضمن الفئات المستهدفة وخاصة بعد موالتهم للسيسي في الفترة الماضية. وحذر حبيب من أن استهداف الأقباط يدخل مصر في صراع طائفي لا ينبأ بالخير وخاصة أن استهدافهم جاء في كنيستهم ويوم عيدهم. وتوقع الباحث في الحرات الإسلامية أن يكون المستفيد من تفجير الكاتدرائية أجهزة مخابرات دول أخري كما حدث في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية عام 2010 والتي أظهرت محاكمات وزير الخارجية السابق حبيب العادلي تورطه وأجهزة مخابرات دول أخري فيها لتوريط مصر في الصراع الطائفي. وتفجير كنيسة القديسين، وقع بمنطقة سيدي بشر بمدينة الإسكندرية مطلع يناير 2011 عشية احتفالات رأس السنة الميلادية. وبعد ثورة يناير من ذات العام، تداول صحفي محلية مستندات -لم يتسنّ التأكد من صحتها- تجزم بضلوع وزير الداخلية آنذاك حبيب العادلي في التفجير وتكليفه القيادة رقم 77 ببحث القيام بعمل من شأنه تكتيف الأقباط وإخماد احتجاجتهم وتهدئة نبرة البابا شنودة اتجاه القيادة السياسية. وأشار حبيب إلي أن الفترة القادمة ستشهد العديد من التفجيرات وخاصة مع اقتراب ذكري 25 يناير، مؤكدا أن الخمس سنوات الماضية شهدت تفجيرات كبري بالقرب من ذكري يناير. وفي سياق امنى، اتهم اللواء محمود قطرى، الخبير الامنى، وزارة الداخلية بالتقاعس عن تأدية عملها من خلال حماية المنشئات الحيوية، مشيرًا إلي أن وقوع انفجار أمام الكاتدرائية يعد خطأ فادح وجسيم تتحمل مسئوليته قوات الشرطة المكلفة بتأمين المنطقة. وأضاف قطرى، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن قوات الشرطة أصبح لا يشعر بها المواطن إلا بعد وقوع الجريمة، مؤكدًا انه يجب علي وزارة الداخلية أن تطبق مسألة الأمن الوقائى ، والإجراءات الأستباقية التي يجب أن تتمتع بها قوات الشرطة خاصة في الفترة التي تعيشها مصر الآن. وتابع الخبير الامنى، أن هناك تغيير حذري قد حدث خلال الفترة الماضية في استراتيجيات الإرهاب، حيث تسببت الانشقاقات والاختلافات التي حدثت في صفوف الجماعات الإرهابية دخول عددًا من الشباب الهواه الذين يقومون بأعمال إرهابية قوية، من دون معرفة قياداتهم. فيما قال حمدي بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن مفجري الكاتدرائية استغلوا انشغال قوات الأمن بتأمين المساجد بمناسبة المولد النبوي الشريف، مؤكدا أن الهدف من التفجير ضرب الوحدة الوطنية وإشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط وبخاصة أن توقيت التفجير جاء خلال احتفال المسلمين بالمولد النبوي. واتهم عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، في تصريحاته ل"المصريون"، جماعة الإخوان المسلمين بتفجير الكاتدرائية"، ولم يتسن للمصريون الحصول على تعقيب للرد على هذه الاتهامات. وأدان بخيت عودة التفجيرات مرة أخري وخاصة في أيام مباركة يحتفل فيها الشعب الإسلامي بمولد النبي _صلي الله عليه وسلم.