ارتبط الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بتناول الحلوى وكأن هناك علاقة قوية من وجهة نظر المسلمين بين ميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم والطعم والمذاق الحلو، ولكن ما هو أصل هذه الحلوى ومتى ظهرت لأول مرة ولماذا ارتبطت الحلوى بعروسة وحصان؟ ويقال إن عروسة المولد ظهرت خلال عهد الحاكم بأمر الله الذي خرج مع واحدة من زوجاته المقربين إلى قلبه يوم المولد النبوي فظهرت في الموكب بردائها الأبيض وعلى رأسها تاج من الورود فقام صناع الحلوى برسمها في قالب من حلوي بينما الآخرون يرسمون الحاكم بأمر الله وهو يمتطي حصانه وصنعوه من الحلوى. ويري البعض أن الاهتمام بتلك الأعياد الدينية ما هو إلا ميراث مصري قديم يضرب بجذوره في عمق التاريخ المصري الذي شهد اهتمامًا بإقامة طقوس وتقاليد دقيقة في أعياد جلوس الملك علي العرش وعيد ميلاد وعيد الحصاد وعيد وفاء النيل ومن ثم ورث المصريون من أجدادهم ذلك الاهتمام بطقوس الاحتفالات الدينية فيما بعد. وتوارث المصريون عبر الزمن الاحتفال بالمولد النبوي حتى عصرنا الحالي ولم تتغير مظاهر الاحتفال كثيرًا عن العقود الماضية خاصة في الريف والأحياء الشعبية في المدن الكبرى. ومع بداية شهر ربيع أول من كل عام تقام سرادقات كبيرة تضم الحلوى، وتعد حلوى المولد من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف حيث تنتشر في جميع محال الحلوى شوادر تعرض فيها ألوان عدة من حلوي المولد علي رأسها السمسمية والحمصية والجوزية والبسيمة والفولية والملبن المحشو بالمكسرات. كما تصنع من الحلوى بعض لعب الأطفال التي تؤكل بعد انتهاء يوم المولد وهي عروس المولد للبنات والحصان للأولاد. وقد ارتبطت ذكري المولد في وجدان جميع الأطفال المصريين علي مر العصور بهذه العرائس واللعب. وعن شراء الحلوى وأكلها اختلف العلماء منهم من يرى أنها بدعة يجب تجنبها ومنهم من يرى أنها تعبر عن الفرحة بقدوم الرحمة المهداة فلا بأس بها.