يحمل النائب العام المستشار نبيل صادق، خلال زيارته للعاصمة الإيطالية روما التي بدأها اليوم الثلاثاء، آخر ورقة في ملف النيابة العامة المتعلق بمقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي اختفى في 25يناير الماضي، وعثر على جثته في الثالث من فبراير على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي وعليها آثار تعذيب حسبما أفاد تقرير الطب الشرعي آنذاك ولم يستدل على قاتليه حتى الآن. الواقعة أدت لاشتعال أزمة سياسية بين مصر وإيطاليا، طالب على إثرها مجلس الشيوخ الإيطالي بسحب سفير إيطاليابالقاهرة حال عدم تقديم المحققين المصريين أي جديد بشأن مقتل الشاب الإيطالي، حسبما صرح "لويجي مانكوني" رئيس لجنة الشئون الخارجية بالمجلس خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر المجلس وحضرته أسرة جوليو ريجيني. وتوجّه النائب العام الثلاثاء إلى روما، على رأس وفد قضائي من النيابة العامة، للالتقاء بنظيره الإيطالي وقيادات النيابة العامة هناك لاستعراض مستجدات التحقيقات التي تباشرها النيابة في جريمة مقتل الباحث الإيطالي، جوليو ريجيني، وذلك في ضوء الدعوة التي سبق ووجهت إليه وقيادات النيابة العامة المصرية، مطلع شهر نوفمبر الماضي، من النيابة العامة الإيطالية، لاستكمال المباحثات والوقوف على مستجدات القضية، وتبادل المعلومات والمستندات، في ضوء طلبات المساعدة القضائية المتبادلة. وقال السفير عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "الأزمة التي فجرها مقتل ريجيني لن تنته بالسهولة التي تصورها الجانب المصري، نظرًا لأن الطليان شعب ديمقراطي لا يمكن الاقتناع بأي "هراء" تتحدث به الحكومة المصرية، ولذا فمن الصعب نجاح النائب العام والوفد المرافق له في إنهاء الملف بهذه السهولة". وأضاف الأشعل ل"المصريون": "هناك مظاهرات مستمرة داخل جامعة كامبريدج البريطانية، التي كان "ريجيني" أحد طلابها، للضغط على الحكومة البريطانية والإيطالية للكشف عن حقيقة مقتل الطالب الإيطالي ومعاقبة المتورطين في هذه الجريمة الشنعاء، ولذا فإن مجلس الشيوخ الإيطالي لن يرضى بغير الحقيقة لإنهاء هذا الملف الشائك". وقال إن "وصول حكومة يمينية في إيطاليا ترفع بشعار "المواطن أولا"سيزيد الأوضاع سوءً وربما تفاجئ الجانب المصري بقرارات سياسية تتخذها الحكومة الجديدة ردًا على التقاعس في الكشف عن المتورطين في مقتل "ريجيني". وقال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن نجاح الوفد المصري في المهمة التي يقودها النائب العام تكمن في ثلاثة أمور هي "الصراحة والوضوح والشفافية"، مضيفًا أن من مصلحة الجانبان المصري والإيطالي الكشف عن أية معلومات تفيد حقيقة ما حدث للطالب الإيطالي جوليو ريجيني. وقال مرزوق ل"المصريون"، إن إيطاليا دولة مهمة لا يجب على مصر خسارتها خاصة وأنها شريك تجاري وسياسي كبير لمصر، فضلًا عن أن إيطاليا أغلب تجارتها تمر من قناة السويس ولذا فالحقيقة هي التي ستخرج مصر من كبوتها. وتمنى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تنجح المهمة وأن يكون الوفد المصري صادقًا فيما يقول ولديه قدر كبير من الشفافية، منوها بأنه لا يوجد مصلحة من حماية الجناة الحقيقيين سواءً كان فردًا أو أحد المسئولين في الدولة. ولفت إلى أن السيناريو السابق الذي أعلنته الدولة والمتمثل في ضبط خلية إرهابية مكونة من عدة أشخاص في التجمع الخامس وراء مقتل الباحث الإيطالي لم تقنع أحدًا سواءً في مصر أو إيطاليا، ولذا فنعود لنؤكد أن الشفافية والصدق والوضوح السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة.