قامت اللجنة الاستشارية لولاية "أراكان"، برئاسة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، اليوم السبت، بزيارة إلى مسلمي "الروهينغا" النازحين إلى قرى شمالي الولاية المضطربة غربي ميانمار. وتأتي زيارة "عنان" إلى ميانمار، وسط دعوات دولية للتحقيق في أعمال العنف الأخيرة، التي أودت بحياة مئات من مسلمي الروهنغيا، في "أراكان". وقال المتحدث باسم إدارة ولاية أراكان، مين أونغ، في بيان له اليوم، إن أعضاء اللجنة الاستشارية زاروا نازحين في قرى واقعة بمنطقتي "ماوغداو"، و"بوثاداونغ". ووصل أعضاء اللجنة، أمس الجمعة، إلى "سيتوي" عاصمة "أراكان" (في زيارة لم يعلن مدتها)، عقب ارتفاع انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد "الروهينغا"، فيما لاقى قدومهم احتجاجا من قبل مئات البوذيين القوميين المتطرفين. ومن المتوقع أن يلتقي أعضاء اللجنة التي ستزور مخيمات في محيط سيتوي، ممثلين من البوذيين والمسلمين، بهدف إجراء دراسة عميقة بشأن مقتل مئات في المنطقة خلال الأسابيع الستة الأخيرة. ورفض البوذيون القوميون المتطرفون اللقاء مع أعضاء اللجنة (المؤلفة من تسعة أفراد لتقديم المشورة بشأن الوضع في الإقليم)، بحجة "شرعنتهم" لوجود مسلمي أركان. وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، زار عنان، وللمرة الأولى، المناطق الفقيرة من ولاية أراكان، التي يقطنها مسلمي "الروهينغا"، بصفته رئيسًا للجنة الاستشارية. وحذرت الأممالمتحدة، على لسان "استيفان دوغريك" المتحدث باسم أمينها العام بان كي مون، الإثنين الماضي، من أن 132 ألفاً من مسلمي "الروهينغا"، "بلا طعام"، جراء إعاقة سلطات ميانمار وصول المساعدات إليهم، بولاية "أراكان"، غربي البلاد. وفي وقت سابق من نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، طالبت الأممالمتحدة، سلطات ميانمار، بالتحقيق في أعمال العنف التي تشهدها الولاية، وضمان احترام كرامة وحماية المدنيين، فيما ناشدت المنظمة الأممية حكومة بنغلاديش بالسماح للمدنيين الفارين من العنف في "أراكان"، بالمرور الآمن عبر حدودها. وكشفت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، مؤخرًا، أن صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، أظهرت دمار 820 منزلًا، خلال نوفمبر الماضي، في 5 قرى يقطنها مسلمو الروهينغا، في "أراكان" المضطربة ذات الغالبية المسلمة. ويعيش نحو مليون من مسلمي "الروهينغا"، في مخيمات ب "أراكان"، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار في 1982، إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش، بينما تصنفهم الأممالمتحدة ب "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم". ويُعرف المركز الروهينغي العالمي، على موقعه الإلكتروني، الروهينغا بأنهم "عرقية مضطهدة في إقليم أراكان منذ 70 عامًا، ومورس بحقها أبشع ألوان التنكيل والتعذيب، حيث تعرضت للتشريد، والقتل، والحرق".