أثار انتقاد النائب يوسف القعيد، عضو مجلس النواب، للقرآن الكريم والإنجيل المقدس، وزعمه بأن بهما نصوص خادشة للحياء تتطلب محاكمة هذه النصوص، غضب رجال الدين الإسلامي والمسيحي، الذين رأوا أن هذا يعد تطاولاً غير مقبول على الأديان، ولابد من محاكمة قائله حتى يكون عبرة لغيره. وقال يوسف القعيد، عضو مجلس النواب، إنه لو طبق قانون خدش الحياء فإن نصوص في القرآن والإنجيل ستتم محاكمتها بتهمة خدش الحياء. وأضاف "القعيد"، في حواره لبرنامج "من الآخر" على قناة "روتانا مصرية"، أن "الدنيا لو مشيت في نفس المسار من محاولة تكميم الأفواه فهناك من الممكن نصوص في القرآن والإنجيل مثل سورة يوسف ونشيد الإنشاد يمكن محاكمتهما بتهمة الإساءة وخدش الحياء". وتابع: "خدش الحياء كلمة مطاطة، وتمنع الكثير من التعبير عن رأيهم، وتقمع حرية الفكر والتعبير"، مؤكدًا أن "الدستور يكفل حرية التعبير والفكر". وذكر أنه "لدينا مناخ نعيش فيه ضد الحرية، والدستور يكفل حرية التعبير والإبداع للجميع، وعلينا احترامها". الدكتور محمود مزروعة، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، يرى أن الذين يعارضون هذه القوانين يريدون أن يتحول المجتمع إلى مجتمع فسقة ومجرمين، ومجتمع لا حياء فيه ولا أخلاق ولا دين يحكم، قائلاً: "هم يريدون مجتمعًا يفعل فيه الشخص ما يشاء وكيفما شاء دون رقابة، حتى لو وصل الأمر إلى أن يخلع شخص ملابسه في ميدان عام لا يعاقبه أحد على فعلته". وأوضح مزروعة في تصريحه ل"المصريون"، أن يوسف القعيد، معروف بتوجهاته العلمانية، ومن المعلوم أن غالبية العلمانيين لا يقيمون وزنًا لدين لله عز وجل سواء عند المسلمين أو الأقباط. وأضاف، أن القانون عندما يقرر مثل هذه القوانين فهو يريد بذلك حراسة الأمة من أقلام وألسنة الفسقة والمجرمين الذين لا يقيمون للدين وزنًا ولا اهتمامًا، لافتًا إلى أن هذه المطالب لا يقولها عاقل. وأشار إلى ضرورة إقرار مثل هذه القوانين، والتي تحافظ على شرف الأمة وعرضها من أمثال هؤلاء، مؤكدًا أن من يعارضه شخصًا محبًا للفسق والفجور، يريد خلع الأمة من دينها. وتابع: "لابد من محاكمة أمثال هؤلاء، حتى يكونوا عبرة لأمثالهم، وحتى يخشى الناس التطاول على الدين، والذي أصبح منتشرًا بشكل كبير داخل مجتمعنا"، منوهًا إلى ضرورة صيانة هذا الأمر حتى يعيش المواطنين في المجتمع وهم آمنون على أعراضهم. من جهتها، قالت سوزى عدلي ناشد، عضو مجلس النواب، إنها لا تعلم ماذا يقصد الأديب يوسف القعيد بهذا التصريح، مضيفة " يُسال هو في ذلك الأمر، ولن أعلق عليه". وفي تصريحها إلى "المصريون"، أكدت ناشد، أن لفظ خدش الحياء لفظًا مطاطًا، ومن الممكن أن يتسع أو يضيق حسب الحالة، مطالبة بأن يتم تحديد واضح لمصطلح خدش الحياء، حتى لا يصبح وسيلة للمعاقبة فقط. وأضافت، أن القانون حدد الجرائم الخاصة بالنشر ولم يكن بها هذا القانون الذي يطلق عليه قانون خدش الحياء، مشيرة إلى تأييدها للأصوات التي تطالب بإلغاء هذا القانون.