"القهوجية" - أصحاب المقاهى - فى مدينة قوص فى محافظة قنا، بكوا بكاءً مرًا ولا يزالون يبكون على رحيل ضابط الشرطة إكرامى الناجى، وهو معاون المباحث بشرطة المركز، الذى لقى حتفه وهو فى مهمة رسمية للقبض على المجرمين "البلطجية" فى إحدى قرى المدينة. الناجى ليس من بلدتهم أو من عائلة معروفة لديهم حتى يستنزفوا دموعهم حزنًا على رحيله غدرًا على أيدى "البلطجية" فى قرية "حجازة" بقوص، بل هو من بنى سويف يعنى بينه وبينهم4 محافظات وعدد كبير جدًا من المدن وعدد أكبر من القرى والنجوع.. وسبب بكائهم على "الضابط الشهيد"، على حد دموعهم، قصدى قولهم، هو التالى: فى أيام الثورة، وقبل تنحى مبارك، حدث انفلات كبير أمنى، الدرجة التى توقف فيها التموين والغذاء عن المجندين بالأمن المركزى ولم تصلهم الأطعمة لمدة ثمانية أيام فكان الفقيد بإحضار الأغذية للجنود على حسابه الخاص لأنه يعلم أن هؤلاء جنود مساكين وفقراء ومعدمون وليس لهم فى "التور ولا الطحين" كما يقال.. أيضا وفى أيام الثورة طلب من أحد العاملين بمقهى الزهراء المجاور لمركز الشرطة شحن تليفونه بمبلغ200 جنيه وطلب من عامل المقهى أن يمر على جنود الأمن المركزى ليتصلوا بأهاليهم ويطمئنوهم.. هذا كله وناهيك عن علاقته الودودة مع الناس ومن قبل الثورة، فقد كان يحرص على حل المشكلات بالطرق الودية قائلا: "إن العرف هو أحد مصادر الشريعة، والشريعة مصدر القانون الرئيسى".. أيضا كان رحمه الله يشارك الناس فى أفراحهم وأحزانهم يزينه خلق جميل وأدب جم، وروح إنسان قبل أن تكون روح ضابط شرطة "متعنطزة" أو متمردة على نفسها كما هى الصفة الغالبة فى أكثرهم. كل هذا أكسبه شعبية واسعة خاصة مع قطاع الشباب والعمال والفقراء الذين كان يعطف عليهم ولا يتعالى عليهم ولا يتكبر، كما كان يفعل الجنود والمخبرون، فضلا عن الضباط الذين كان الواحد منهم يمشى ورأسه فوق النجوم - نجوم ربته التى على كتفه - فيتخيل أن رأسه فوق نجوم السماء، من الكبر على خلق الله.. والأشد عجبًا وإثارة لحزن الناس عليه أن الفقيد قتل وهو يؤدى واجبه ومات وكان حفل زواجه بعد أقل من شهر وبالتحديد فى شهر إبريل المقبل. ألا يحق للمجاورين لمركز الشرطة وأصحاب وعمال المقاهى وشباب البلدة أن يبكوا بعد كل هذه الأفعال الإنسانية والمواقف النبيلة لذلك الشاب الضابط الشهيد إكرامى الناجى؟؟ أضم صوتى لأبناء قوص الكرام من شبابها الواعى، من الإعلاميين والمثقفين وعلى رأسهم الأخ الإعلامى "مصطفى نوفل"، مؤكدين للجميع أن مصر لم ولن تسقط ما دام فيها شباب أمثال "الشهيد إكرامى" وأن الأمن فى مصر مازال متواجدًا ولم ولن يسقط، كما يريد العملاء وأسيادهم.. رحمك الله يا إكرامى ورحم أمثالك من أبناء مصر الطيبين سواء كانوا عسكريين أو مدنيين سياسيين أو إعلاميين أو رياضيين، فكل على ثغر.. وليت وزارة الداخلية تكرم الشهيد إكرامى بما يليق بسمته الطيبة ودوره المهم فى أداء رسالته الجميلة فى استتباب الأمن فى الثغر، الذى كان فيه، وقد راقب الله ورعاه فيه حتى مات على رأس العمل، وهو فى ريعان الشباب، فداء لبدلته الكبرى مصر. ◄ ◄ آخر كبسولة: ◄كيف تعرفين أنكِ لا تصلحى أن تكون زوجة صالحة ومطيعة لزوجك؟ = ثمانى نقاط مهمة جدًا لكل زوجة - فى كون الله كله - لو تحاشيتها لكنت أسعد وأصلح وأهنأ زوجة.. ما تلك النقاط الثمانى؟؟ المساحة لا تكفى، ولعلى فى مقالة أخرى – بعون الله - أجيبكم بالتفصيل. دمتم بحب [email protected]