السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رأيت منذ فترة أحد الصالحين هكذا أحسبه والله حسيبه ( توفى فى المملكة السعودية ودفن بمكة بعد أن أدى فريضة الحج ) فسألته عن حال أبى المتوفى منذ 12 عاما فقال لى هو على قنطرة بين الجنة والنار ، وأنا دائم الدعاء لأبى أن يحرم الله جسده على النار وأن يدخله الجنة بغير حساب .. فما تأويل ذلك بارك الله فيكم. التأويل: رؤيا الصالحين من الأموات حصول خير وبركة وأمن وقد يكون خروج من هم وغم إلى فرح وسرور ، وكونه رحمه الله أخبرك أن الوالد على قنطرة بين الجنة والنار فكلامه حق وصدق لأنه فى دار الحق - وكون الوالد على قنطرة فقد ورد حقا أنه من مشاهد يوم القيامة قنطرة بين الجنة والنار . فعن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي اللهُ عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: ( يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا ) رواه البخاري . و قَولُهُ صلى اللهُ عليه وسلم: ( يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ ) أي بعدما ينجون من الصراط الذي يمرون عليه بحسب أعمالهم . وقال القرطبي : هؤلاء المؤمنون هم الذين علم الله أن القصاص لا يستنفذ حسناتهم . اه لأنه إذا استنفذ القصاص حسناتهم لم يبق لهم حسنات يدخلون بها الجنة . وقال ابن حجر : لعل أصحاب الأعراف منهم على القول المرجح وهم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم ، وخرج من هذا صنفان من المؤمنين : من دخل الجنة بغير حساب ، ومن أوبقه عمله - وذكر ابن عثيمين أن هذه القنطرة التي بين الجنة والنار لأجل تنقية ما في القلوب حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل كما قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِين ﴾ الحجر: 47 . فالرؤيا تبشرك أيضا أن المولى عز وجل عفا عن والدك والقنطرة هذه بعد الصراط ولكنها جعلت لرد المظالم فإن كان الوالد عليه دين فاقضوا دينه ، وإن كان تسبب في قسمة لم تكن عادلة فأعيدوا النظر فيها ، فقد يدل وقوفه على القنطرة أن الأمر مرتبط بحقوق أخريين ، وإلا فعليكم بالصدقة والدعاء حتى تزداد حسناته فى الميزان .. والله أعلم .. وأدعو الله عزوجل أن يرحم الوالد وأن يسكنه فسيح جناته اللهم آمين ..