لا يتوقف الأطباء عن توجيه التحذيرات الدائمة بضرورة الإسراع إلى طلب المساعدة الطبية عند الشعور بأول علامة من علامات جلطة دماغية محتملة. واليوم، سلطت دراسة جديدة الضوء على الأذية التي تحدث لخلايا الدماغ، أوما يسمى بالنورونات العصبية، عندما يتأخر علاج الجلطة في حال حدوثها بالفعل. و أفرد موقع (CNN) دراسة للباحث جيفري سافر، أستاذ الأمراض العصبية في مركز UCLA للجلطات، أشار فيها إلى أن " كل دقيقة تمر على المصاب بالجلطة وهو يؤمل نفسه بتحسنه وزوال الأعراض، يخسر معها حوالي مليوني خلية دماغية." وفي هذه الدراسة، تم التركيز على النوع الأكثر شيوعا من الجلطات، إلا وهو جلطة نقص التروية، والتي تنجم عن انسداد احد الأوعية بخثرة دموية، مما يوقف التروية الدموية الواردة إلى الدماغ.. ويسبب نقصا في أكسجة الخلايا الدماغية، وهذا النقص ينجم عنه تموّت في الخلايا، ومن ثم حدوث شلل، وصعوبة في النطق، ومشاكل حسية، وغيرها من الأعراض التي لا تحمد عقباها. ومن المعروف أن الجلطة قد تكون مميتة للشخص، فهي السبب الثالث للوفيات في الولاياتالمتحدة. واستنادا إلى تقارير الجمعية الأمريكية للجلطة الدماغية، فحوالي 700 ألف إصابة بالجلطة تحدث سنويا، (بأميركا)، ومنهم حوالي 163 ألف يقضون بسببها. الدكتور سافر قام بإحصاء مقدار الأذية التي تحدث للدماغ جراء تأخر العلاج، واختصر نتيجته بجملة واحد " الوقت هو الدماغ "، فكلما تأخر التدخل العلاجي، ازداد مقدار الأذية. ويضيف قائلا: "بالمقارنة مع المستوى الطبيعي من نقص النورونات العصبية مع التقدم بالعمر، يهرم الدماغ بمعدل 3.6 سنة مع كل ساعة تأخير تمر دون علاج. وبقاء الجلطة دون علاج لمدة 10 ساعات يجعل الدماغ يشيخ بمقدار 36 سنة." وبهذا، فإن كل ثانية تمر لها تأثير، وبحسب تقديرات سافر، كل ثانية تأخير تتلف حوالي 32 ألف خلية دماغية. ومن المعروف انه يمكن معالجة الجلطة، ولكن التصرف السريع هو الأساس فيها.. ولا بد من وصف الأدوية خلال الساعات الأولى من ظهور الأعراض، وهذا يحتاج عادة للقبول السريع في المستشفى. وتختصر الجمعية الأمريكية للجلطة الدماغية أهم العلامات التي قد تنبئ بحدوث الجلطة كما يلي: خدر مفاجئ أو ضعف في الوجه، اليدين، الساقين، خاصة في شق واحد من الجسم. إضافة إلى حدوث اضطراب مفاجئ في الكلام والفهم، مشاكل في النظر بعين واحدة أو في الاثنتين معا، دوخة، ومشاكل في المشي والتوازن، وصداع شديد فجائي مجهول السبب. وتزداد احتمالات حدوث الجلطة مع التقدم بالعمر، وبخاصة عند العرق الأسود، والمدخنين، ولدى من تعرضوا للإصابة بجلطات سابقة في القلب أو الدماغ. كما أنها غالبا ما تكون أكثر عند الرجال منها عند النساء.