يحدث فى بعض مطارات مصر شيء عجيب جداً، وقد عانيت منه فعلاً منذ حوالى عشر سنوات، فقد كنت مسافراً عن طريق مطار النزهة قبيل إغلاقه، وعند دخولى صالة السفر طلب منى الضابط جواز السفر والتذكرة، وقرأ تاريخ السفر فإذا هو للغد وليس لليوم، وحاولت أن أشرح له أنى قد غيرت الحجز عن طريق التليفون، وأن التذكرة الإلكترونية هى الأساس وأن طباعتها غير مهم حيث يمكن لأى شخص طباعة التذكرة الإلكترونية ثم تغيير ميعاد السفر، إذاً فالعبرة ليس بالتذكرة ولكن بما هو مسجل فى قاعدة البيانات، ولكنه للأسف لم يقتنع، بل وأصر على الاحتفاظ بجواز سفرى حتى أحضر له من مندوب شركة الطيران ما يثبت أنى مسافر اليوم، ودخلت صالة السفر ولم تكن إجراءات استخراج كروت الصعود قد بدأت بعد، فانتظرت قلقاً على جواز سفرى حيث مر الوقت بطيئاً، وأخيراً بدأت الإجراءات وطلبت من الموظف إعطائى ما يثبت أنى مسافر اليوم فرفض وقال لى اذهب للضابط وقل له إن اسمى مكتوب فى كشف المسافرين، وأحسست بأنى قد وقعت فى مأزق كبير حيث قد يصر كلٌ منهما على موقفه، وعدت للضابط عند بوابة الدخول فلم أجده ووجدت ضابطاً آخر برتبة مختلفة عن الذى حجز جواز سفري، ودعوت الله أن أجد جواز السفر، وبدأت أشرح للضابط الموضوع فلم يسمع منى أى شيء بل أعطانى الجواز على الفور والحمد لله، وحتى الآن يحدث نفس السيناريو فى بعض مطاراتنا، لذا أوجه نداء لكل المسئولين فى المطارات أن يواكبوا التطور التقنى ويركزوا جهودهم فى تفتيش المسافرين بدلاً من التخمين والفهلوة واستنتاج محتويات جيوب الراكب، فهذا لا نراه إلا فى بعض مطاراتنا للأسف، وصدق الحق حيث قال فى محكم التنزيل "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (سورة التوبة– الآية 105).