أبدى قياديون بجماعة "الإخوان المسلمين"، قلقهم من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، متخوفين من المساس بملف الجماعة أو إدراجها "إرهابية"؛ لكنهم في الوقت ذاته أكدوا أن الوليبات المتحدة دولة مؤسسات ويصعب أن تنساق وراء مواقفه تجاه الإسلام والمسلمين. قال الدكتور محمد سودان، القيادي الإخواني ل "المصريون"، إن "وصول ترامب للسلطة اختيار الشعب الأمريكي وبالتالي فعليه تحمل مسئولية اختياره". لكنه أبدى استياءه من توعده للمسلمين وللمهاجرين بالطرد من الولاياتالمتحدة، معلقًا: "هذا نذير عدائي لفصائل عدة من شعبه لايليق بدولة ديمقراطية مثل الولاياتالمتحدة". وأشار إلى أن "أمريكا دولة مؤسسات وليست دولة الرجل الواحد، بالتالي عندما يأتي رئيس يتبع استراتيجية إدارة الدولة يضيف عليها وينقص، ولكن من خلال مؤسسات ديمقراطية لدولة عريقة بحجم الولاياتالمتحدة". وحول ملف "الإخوان" في عهده في ظل تهديده بإدراج الجماعة علي قائمة الإرهاب، قال سودان ل"المصريون": "منذ وقت طويل وهناك محاولات عديدة للوصول لذلك لكن دولة المؤسسات وتاريخ الإخوان منع صدور هذا القرار". واستدرك: "الجماعة هي نقطة توازن في المجتمع وحائط صد لانزلاق العديد من الشباب في شرك الجماعات الإرهابية وبالتالي ليس من الحكمة الانزلاق إلى هذا الأمر، ولقد صرح نائب المرشد إبراهيم منير أن الجماعة لا ترجو هذا القرار ولا تخشاه". وتابع: "نعي أن هناك أصحاب القرار في الإدارة الأمريكية يعلمون تمامًا تاريخ و أيدلوجية الإخوان المسلمين وأن إستراتيجيتهم بعيدة تماماً عن اللجوء للعنف في التغيير و مناهضة السلطات الديكتاتورية". أما عن استراتيجية الجماعة للتعامل مع الإدارة الجديدة، قال القيادي الإخواني: "نعتمد علي الحوار الراقي مع جميع المؤسسات المعنية، نحن مع الديمقراطية واختيار الشعب لمن يحكمه ولا نعبأ كثيرًا بما يقال في الحملات الإعلامية". وكان ترامب وصف جماعة الإخوان بالمتشددة في خطاب له اتهم فيه هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي بمساعدة الجماعة للوصول للحكم في مصر على حساب الرئيس الأسبق حسني مبارك قائلاً: "في مصر ساعدت كلينتون على الإطاحة بنظام صديق واستبدلته بنظام متشدد تابع للإخوان المسلمين، وقد تمكن الجيش المصري من استرداد السيطرة". وقال الدكتور محمود عطية، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، والبرلماني السابق، إن "الولاياتالمتحدة لاتتعامل مع أشخاص ولكنها مؤسسية، بمعنى أن كل واحد له دور مرسوم ينفذه". وعن توقعاته لمستقبل الجماعة في عهد الرئيس المنتخب، قال: "سوف يسير وفق منظومة والآن أصبحت واضحة تمامًا العداء للإسلام، وسيكون ضرب وتدمير أكبر في سوريا وكل البلاد الإسلامية لصالح اليهود". وقال وليد فارس، مستشار ترامب، في أول تصريح له عقب فوز الأخير برئاسة الولاياتالمتحدة، إن الرئيس المنتخب سيمرر مشروع اعتبار "الإخوان المسلمين" "جماعة إرهابية". وأضاف: "المشروع ظل معلقًا داخل الكونغرس لعدة أعوام بسبب عدم تصديق البيت الأبيض عليه، نظرًا لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان يدعمهم". وأوضح فارس أن "ترامب يرى أن الإخوان المسلمين من أخطر الجماعات التي تغذي الفكر المتطرف. لذا، فهو يريد توجيه ضربة عسكرية للتنظيم الإخواني وليس احتواءه سياسيا، مثلما فعل أوباما وهيلاري كلينتون". وقال سامر إسماعيل، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن "الرئيس الأمريكي لا يضع منفردا سياسة الولاياتالمتحدة، بل تشارك في وضعها وزارة الخارجية والبنتاجون والكونجرس ومجلس الشيوخ؛ وبالتالي فإن الأهم هو النظر لتشكيلة الكونجرس والشيوخ القادمة بجانب النظر إلى الرئيس القادم". وأوضح إسماعيل، أن "كلينتون تمثل استمرارًا لسياسة أوباما أما ترامب فالكل متوجس منه داخليًا وخارجيًا خاصة أنه من الجمهوريين التوسعيين". وفيما يتعلق بمصير الإخوان، قال إنه يعتقد أن وضع الإخوان الحالي هو الأسوأ، "لكن من المتوقع أن يضيق ترامب على إخوان أمريكا ضمن تضييقه على المسلمين بشكل عام".