قساوة السجون وظلم السجان والمعاملة السيئة من القائمين عليها تقود المساجين في التفكير مراراً وتكراراً في الانتحار، حيث شهدت الفترة الأخيرة عدة انتحارات داخل السجون وأقسام الشرطة للهروب من الواقع المهين والمعاملة غير الآدمية التي يلاقاها المساجين وخاصة سجناء الرأي والسياسيين المحبوسين على ذمة القضايا. فمع هبوب نسمات ثورة الخامس والعشرين من يناير ظن الشعب المصري أن ذلك التاريخ هو نهاية لطي صفحات من تاريخ حافل بسجلات التعذيب والظلم داخل السجون، ولكن دائماً تأتي أن الرياح بما لا تشتهي السفن، فما لبثت أن تمر أيام تلك الثورة لتعود من جديد عهود الظلام والسجان الذي يبطش ويُعذب. وترصد "المصريون" أشهر حالات الانتحار التي وقعت داخل سجون مختلفة في الفترة الأخيرة. انتحار مسجون داخل مركز شرطة القوصية بأسيوط الانتحار قتل النفس عمداً دون الخوف من الله، حيث لقي مسجون مصرعه داخل سجن مركز شرطة القوصية، على خلفية قيامه بشنق نفسه داخل محبسه. وتلقى اللواء عبدالباسط دنقل، مدير أمن أسيوط، بلاغا من العميد منتصر عويضة رئيس مباحث المديرية، يفيد وفاة المسجون "فرج. ص. م"، 48 عاما، والمحبوس على ذمة قضية مخدرات، داخل محبسه بسجن مركز شرطة القوصية، بعد قيامه بشنق نفسه. وكشفت تحقيقات هشام صديق وكيل نيابة القوصية، بإشراف المستشار إيهاب الصاوي مدير النيابة، أن المسجون قام بمغافلة المساجين وربط حبل غسيل بالدش الخاص بدورة المياه داخل الحجز، وأحاط به رقبته ما تسبب في وفاته، وبسؤال المساجين البالغ عددهم 40 مسجونا، أكدوا قيام المسجون بالانتحار دون إبداء أسباب. وشهد مركز الشرطة حالة من الارتباك الشديد وانتقلت قيادات المديرية والنيابة، وتم نقل الجثة إلى المستشفى وإخطار الطب الشرعي. انتحار سجين داخل قسم طنطا قال النقيب أحمد الحجار رئيس مباحث قسم شرطة ثانٍ طنطا، أن سبب وفاة السجين الذي لقى مصرعه بقسم ثاني طنطا، ويدعي "س ج م"، ومسجون على ذمة قضيه سلاح ابيض، هو الانتحار شنقًا قبل صلاة الجمعة اليوم . وأضاف الحجار، أن النزلاء قد فوجئوا بزميلهم مشنوقاً داخل دورة المياه، وتم نقل الجثة إلى مستشفى طنطا الجامعي لبيان سبب الوفاة. وتابع: "التحريات أشارت إلى أن المسجون أقدم على الانتحار وقام بشنق نفسه داخل السجن، وهو ما ورد فى التقرير المبدئي للجثة، التي تبين بها آثار خنق، وخلوها من آثار التعذيب كما ادعى أهل القتيل، وتم إيداعها بمشرحة المستشفى وتحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات. انتحار مسجون شنقًا داخل قسم شرطة الغردقة انتحر مسجون احتياطيًا متورط في قضية الاتجار بالمواد المخدرة، الثلاثاء، داخل محبسه بقسم شرطة الغردقة ؛ لمروره بأزمة نفسية. تلقى اللواء عادل التونسي، مدير أمن البحر الأحمر، إخطارًا من اللواء علي عامر، مدير المباحث الجنائية، يفيد انتحار مسجون في قضية مخدرات داخل محبسه مستخدمًا "بطانية" في حجز قسم ثانٍ الغردقة. وأشارت التحريات إلى أن المتهم كان يمر بحالة نفسية سيئة، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وجار العرض على النيابة للتحقيق. انتحار مسجون داخل مديرية أمن الإسماعيلية أعلن مصدر أمنى عن قيام أحد المتهمين بإلقاء نفسه من الدور الرابع بمديرية أمن الإسماعيلية، وذلك أثناء عرضه للاستجواب فى قضية خطف رجل الأعمال السعودى "حسين آل سند". وأكد المصدر الأمنى أن المتهم "عيد. س. ع"، المتهم فى قضية خطف رجل أعمال سعودى، طلب الذهاب إلى دورة المياه الخاصة بإدارة البحث الجنائى بالدور الرابع. وأضاف المصدر أن المتهم قام بإلقاء نفسه من الدور الرابع ليلقى مصرعه فى الحال، مؤكدًا أن المتهم تم القبض عليه منذ عدة أسابيع تنفيذًا لقرار النيابة العامة بضبطه وإحضاره بتهمة اشتراكه في عملية خطف رجل الأعمال السعودي. عبد السلام: سبب الانتحار قد يرجع إلى سوء المعاملة ومن جانبه، قال عمرو عبدالسلام الناشط الحقوقي, ونائب منظمة الحق للحقوق والحريات، إن إقبال بعض المسجونين في أقسام الشرطة على الانتحار بسبب تعاطي معتدي الإجرام لبعض العقاقير المخدرة والتي تتحول إلى حالة من الإدمان يصاحبها حالة هلوسة وهياج وتغييب للوعي. وتابع أن المسجون إذا حرم من جرعة المخدرات التي اعتاد على تعاطيها أو كان زيادة الجرعات من تلك العقاقير المخدرة أصبح فاقداً للوعي لا يشعر بنفسه موضحاً أن هناك بعض العقاقير المخدرة قد تكون سبباً في إصابة بعض المدمنين بالاكتئاب الحاد مما يجعله يتخلص من حياته وتدفعه للانتحار. وأوضح عبدالسلام أن من أسباب الانتحار قد يرجع إلى سوء المعاملة داخل أقسام الشرطة وعدم المعاملة الآدمية وغلق الحجز على المتهمين لعدة شهور طويلة خلال فترة احتجازهم وحرمانهم من التريض لعدم توافر ذلك في حجوزات أقسام الشرطة. وطالب نائب منظمة الحق للحقوق والحريات، الداخلية بعدم احتجاز المحبوسين احتياطيا داخل أقسام الشرطة لفترات طويلة وترحيلهم للسجون المركزية، لأن لوائح السجون تمنح المسجون التريض يوميا وممارسة بعض الأنشطة المقررة باللوائح كالتريض والاشتراك فى الأعمال الحرفية والاتصال إلى حد ما بالعالم الخارجي وزيارة أهله له، بالإضافة إلى أن السجون المركزية يجب أن يكون عليها رقابة أكثر شدة من أقسام الشرطة في عدم تداول المواد المخدرة بين المسجونين.