شكك الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العقيد أديب العليوي, في نجاح أي هجوم محتمل على معقل تنظيم الدولة "داعش" في مدينة الرقة, حال اعتمد على قوات سوريا الديمقراطية, التي يدعمها التحالف الدولي, وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري. وأضاف العليوي في تصريحات ل"الجزيرة", أنه لا يمكن أن يكتب لمعركة الرقة النجاح, إلا في حال كان هناك عملا ضد تنظيم الدولة بوزن عملية "درع الفرات" العسكرية, التي تقودها تركيا حاليا في ريف حلب الشمالي ضد التنظيم, وبالتحالف مع الجيش السوري الحر. وتابع " أي عملية عسكرية لا تشبه درع الفرات ستكون خاسرة, لأن قوات سوريا الديمقراطية، ليست لها حاضنة شعبية في الرقة, بسبب ممارسات وحدات حماية الشعب الكردية, في التهجير العرقي للعرب والتركمان السنة في ريفي الرقة والحسكة، وهذا ما سيشكل دعما لصالح تنظيم الدولة, الذي سيجد أن هناك من سيقاتل إلى جانبه من أهالي تلك المنطقة ليس دفاعا عن التنظيم، لكنه دفاع عن وجودهم وتجاوز سيناريو اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم". وأشار العليوي إلى أمر آخر ليس في صالح التحالف الدولي, وهو أن معركة الموصل في شمال العراق تم الحشد لها بعشرات الآلاف من المقاتلين، أما معركة الرقة في شمال سوريا, فلا تتوفر هذه الأعداد لخوضها. وكان الخبير العسكري والإستراتيجي العراقي العقيد حاتم كريم الفلاحي, قال أيضا إن المعركة في الرقة ستكون أصعب كثيرا من الموصل, وذلك في تعليقه على إعلان واشنطن ولندن وباريس عن هجوم قريب على معقل تنظيم الدولة في الرقة بسوريا, بالتزامن مع معركة الموصل. وأضاف الفلاحي في تصريحات ل"الجزيرة", أن الولايات بدأت التخطيط لهجوم آخر في الرقة السورية، حيث يتوقع أن يلجأ إليها عناصر تنظيم الدولة بعد معركة الموصل، لكنه أكد أن المعركة في الرقة ستكون الأشرس، لأنها تتصل بخمس محافظات سورية, ومساحتها أكبر، كما أن لتنظيم الدولة إمكانيات أكبر يمكنه استخدامها هناك. وتوقع الفلاحي أن يلجأ تنظيم الدولة لحرب عصابات في معركة الرقة لإفشال الهجوم عليها, عبر التحصن في المناطق الجبلية المحيطة بها. وخلص الخبير العسكري العراقي إلى التأكيد أنه لا يوجد جيش يمكن أن يكون حليف قوي للولايات المتحدة في استعادة الرقة. وكانت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، ذكرت في 26 أكتوبر أن باريس تولي أهمية كبرى لمدينة الرقة, التي منها أعطيت التعليمات للإرهابيين لتنفيذ هجمات في فرنسا, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة أن عدد الفرنسيين الذين التحقوا بتنظيم الدولة في الرقة يقدر بثلاثمائة شخص حسب تقديرات الحكومة الفرنسية, وإن باريس تخشى عودة هؤلاء وتنفيذهم هجمات في أوروبا. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن القضاء على تنظيم الدولة يبقى أمرا بعيد المنال، لوجود أزمة طائفية في العراقوسوريا قادرة على دعم هذا التنظيم بالإمدادات البشرية والمادية، وقدرة التنظيم أيضا على تشتيت انتباه التحالف الدولي بشن هجمات في مناطق متعددة، كما حصل مؤخرا في كركوك شمالي العراق والرطبة غربي العراق, ردا على معركة الموصل. يذكر أن محافظة الرقة التي تقع في شمال سوريا, تبلغ مساحتها نحو عشرين ألف كيلو متر مربع، وهي مساحة كبيرة ترتبط بحدود إدارية مع خمس محافظات سورية هي (حلب، حماة، حمص، دير الزور، الحسكة). وسيطر تنظيم الدولة على مدينة الرقة, الواقعة على ضفة نهر الفرات وتبعد نحو مائة كيلومتر عن الحدود التركية في يناير 2014 بعد معارك مع المعارضة السورية المسلحة، وفي أغسطس من العام ذاته استطاع السيطرة على كامل محافظة الرقة، وقبلها على الموصل بالعراق في يونيو من العام ذاته.