طالبت حركة "6 إبريل" بتدريس مواد ذات صبغة سياسية على طلاب المدارس، في الوقت الذي شدد فيه الدكتور جمال العربي وزير التربية والتعليم على منع الطلاب من التدخل فى الحياة السياسية، الأمر الذي أثار حالة من الجدل في أوساط التربويين والسياسيين. وقال أحمد ماهر، منسق حركة " 6 إبريل"، "إن قرار وزير التربية والتعليم الذى يمنع الطلاب من التدخل فى الحياة السياسية بعد الثورة قرار غير منطقى خاصة أنه لا يمكن فصل الطلبة عن السياسة، فطلاب مصر قبل ثورة 52 كان لهم انتماءات سياسية وكان لهم دور واضح وفعال فى محاربة الإنجليز، كما كان لهم دور فى جميع الأمور السياسية ففى أى دولة متقدمة يشارك طلاب المدارس فى الحياة السياسية". واعتبر ماهر أن هناك تعمدًا من وزارة التربية والتعليم لتشويه الثورة المصرية، وتشويه صورة 6 إبريل ووضع أسئلة امتحانات تتهم الحركة بالعمالة . من جهته أكد الدكتور محمود متولى، عميد كلية التربية السابق بجامعتى بورسعيد وقناة السويس "أن العملية التعليمية فى البداية والنهاية من أجل بناء الشخصية ولكن بناء الشخصية لا يأتى بالتلقين فقط ولكن بالممارسة والمعايشة أيضًا". ورأى أنه" لا يوجد سبب لإضافة مواد سياسية على الطلاب فى المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية خاصة أن هذه مرحلة مراهقة ولكن يمكن تقوية التوعية السياسية من خلال مواد الدراسات والتاريخ ويمكن التوسع فى تلك المواد بإضافة مفاهيم جديدة مثل معنى الحزب وما فائدته وكيف يعمل وهكذا أما تعليم السياسة يفضل أن يكون فى مرحلة الجامعة ." وأضاف" : ليس كل ما تراه حركة 6 إبريل أمرًا مفروضًا قد لا يكون من الناحية العلمية والنفسية أمر صحيح لذلك يجب أن يحسم الأمر المتخصصون فى هذا المجال وليست دعوات الحركات . وقال الدكتور حسنى السيد، الخبير بالمركز القومى للبحوث، فقال: "نحن لا يمكن أن نضيف مواد سياسية ولكن يمكننا زيادة التوعية بين الطلبة وزيادة الأنشطة المتنوعة ولكن لا يمكن إضافة مادة سياسية فى التعليم" . واعتبر أن ما قاله الوزير من عدم تدخل الطلبة فى الحياة السياسية هو غير قانونى، وقال إنه لابد أن يتناقش الطلاب فى جميع الأمور السياسية لاسيما ونحن فى عصر المعلومات. وأكد وجوب إعادة الطلاب إذا تم فصلهم لتدخلهم فى السياسة، واعتبر المدارس والجامعات مكان للتعبير عن الرأى وإقامة الندوات للتوعية والتثقيف . فى السياق قال محمد عبد الظاهر الطيب، الخبير التعليمى، إنه يمكن أن يكون هناك توعية سياسية فى المدارس، ولكن ليس من الضرورى أن تكون على شكل مادة مستقلة . واقترح زيادة التوعية السياسية من خلال مادة التاريخ والجغرافية، قائلاً: " نحن ندعم التربية السياسية والأخلاقية للأطفال ، ولا مانع أن يضاف فى التاريخ جزء خاص بالتربية السياسية فيها، ويتم مناقشة الطلبة وتفعيل مفاهيم معينه عن السياسة عن تكافؤ الفرص" . واعتبر الطيب تصريح الوزير بعدم تدخل الطلاب فى الحياة السياسة مجرد رأى شخصى يمكن الاختلاف معه فيه. واستدرك: "لكن من المفترض أن نقوم بتربية أبنائنا تربية سياسية، فنحن نربى جيلاً من المفترض أن يهتم بالسياسة، وأن يعى مفاهيم كالحرية و الكفاءة الاجتماعية" . في حين أكد الدكتور محمد السعدني، أستاذ العلوم السياسية، أن السياسة ليست علمًا منفصلاً أو مرتبطًا بالصحفيين والساسة فقط، وأشار إلى أن الدول الديمقراطية يرتبط فيها الطفل بالسياسة منذ الصغر فليس هناك سن محدد صالح للسياسة وأوضح أن هناك كونجرس للأطفال وبرلمان للأطفال، مشددًا على أهمية الوعى السياسى للأطفال منذ الصغر ولكنه أشار إلى أن علماء التربية هم من يحسمون قرار إضافة مادة سياسية من غيره