جددت الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير البترول المهندس طارق الملا للعاصمة العراقيةبغداد، ولقاؤه برئيس الوزراء حيدر العبادى التساؤلات حول أهداف الزيارة، وهل تأتى سعيًا لتأمين احتياجات مصر من البترول بعد توقف إمدادات شركة أرامكو، أم أنها تأتى في سياق توثيق صلات القاهرة بكل من العراقوإيران خصوم المملكة العربية السعودية. وجاء زيارة الملا المفاجئة لبغداد بالتزامن مع تطورين لافتين يحكمان العلاقات المصرية – السعودية، أولهما انتقاد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إياد مدني للرئيس عبد الفتاح السيسى وتردد أنباء عن قيام المملكة بطرد وفد مصري زاره لتحجيم التوتر بين البلدين. وقالت مصادر إن الطابع الفني لزيارة طارق الملا لبغداد ولقاءه برئيس الوزراء العبادى ونظيره العراقي جبار اللعيبى لا ينفى وجود تداعيات سياسية وجيوإستراتيجية للزيارة فى ظل رغبة القاهرة في تعويض تراجع علاقاتها مع دول الخليج وتردى معدلات المعونات الخليجية للقاهرة عبر بناء تحالفات جديدة في المنطقة قد تكون محطتها القادمة بغداد وطهران وهم قوتان نفطيتان لا يمكن تجاهلهما ردًا على الخطوة السعودية بوقف إمداد القاهرة بالنفط. وتنسجم هذه الخطوة الراغبة في تدشين تحالفات جديدة مع ما يطلق عليه المحور الشيعي "إيران - العراقسوريا - الحوثى" مع سلسلة من المواقف المصرية الغربية بدءًا من إطراء السيسى على بشار الأسد ولقاء وزير الخارجية سامح شكرى بنظيره الإيرانى محمد جواد ظريف وتأييد مندوب مصر بمجلس الأمن لمشروع القرار الروسى حيال سوريا وتردد أنباء عن تقديم القاهرة صفقة أسلحة للحوثيين بشكل يؤكد أنها -أى القاهرة- اتخذت قرارا إستراتيجيا بالابتعاد عن دول الخليج والرهان على تحالفات جديد. ويعتبر الكثيرون أن زيارة الملا لبغداد تمثل رسالة غضب مصرية على عدد من المواقف الخليجية المتمثلة فى وقف تقديم المعونات ومعها الإمدادات النفطية وبل توجيه وسائل إعلامها ومقربين من الملك سلمان انتقادات لاذعة للسيسى وصلت لتندر مدير عام منظمة المؤتمر الإسلامى عليه "ثلاجة السيسى" فضلاً عما تردد من طرد الملك سلمان لوفد مصرى زار المملكة لإعادة علاقات القاهرةوالرياض لمسارها الصحيح. وستعمق زيارة الملا للعراق ومجمل المواقف المصرية من دول الخليج الجراح مع دول الخليج كما يؤكد السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق بل إنها قدمت إشارة على عزم القاهرة على المضي قدمًا في تحالفاتها مع المحور الشيعى بعد تراجع علاقاتها مع دول الخليج إثر تخبط السياسة المصرية فيما يتعلق بعلاقاتها الإقليمية. وأقر الأشعل أن زيارة وزير البترول لبغداد وعزمه توقيع اتفاقيات نفطية مع بغداد قد جاءت ردًا على خطوة أرامكو حتى لا تجبر الاحتياجات النفطية مصر على اتخاذ خطوات تضر بتوجهها نحو المحور الروسى – الشيعى، مؤكدًا أن بغداد ستلبى مطالب القاهرة بشروط شديد التيسير لحاجة هذه القوى لدور مصر. واعتبر الأشعل أن العلاقات المصرية الخليجية عمومًا والسعودية تمر بأزمة وتحتاج لوقفة لوضع أسس جديدة لهذه العلاقات حتى لا يكون لتقارب مصر من المحور الشيعى تداعيات مدمرة على المنطقة ودولها ويفتح الباب لأدوار شديد السلبية على مجمل أوضاع المنطقة.
وشاركه القول مجدى حمدان القيادى الأسبق فى جبهة إنقاذ مصر الذي يعتبر أن زيارة وزير البترول المصرى لبغداد والصعوبات التى واجهت وفدًا مصريًا رفيع المستوى إلى الرياض تؤكد أن العلاقات المصرية السعودية وصلت لطريق مسدود.
وأشار حمدان إلى أن المسئولين السعوديين أبلغوا نظراءهم المصريين بأن القاهرة تتخذ سياسات تقود علاقاتها مع الرياض لطريق مسدود فضلاً عن استياء سعودى من المماطلة المصرية فى تسليم تيران وصنافير والتقارب مع المحور الإيرانى ما يؤكد أن العلاقات المصرية السعودية وصلت مرحلة اللا عودة.