عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله(ص) يقول : كلكم راع وكلكم مسئولٌ عن رعيته الامام راعِ ومسئول عن رعيته والرجل راع و هومسئول عن رعيته والمرأه راعيه في بيت زوجها و مسئوله عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت انه قال والرجل راع في مال ابيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته (صحيح البخاري- صحيح مسلم- سنن الترمذي- سنن ابي داود- مسند احمد) لا يخفي علي أحد أن الفقر سبب رئيسي ودافع قوي لارتكاب العديد من الجرائم ، وكلما ارتفعت نسبة الفقر زادت الجريمة وتجزرت لتصير خطرا" ماحقا" يهدد النسيج الاجتماعي بالتمزق يقول عالم الاجتماع الأمريكي روبرت واتسون( أنه حيث تكون البنية الاقتصادية ضعيفة تكون معدلات الجريمة مرتفعة ) ويتمثل الضعف الاقتصادي في اهمال المشاريع الاقتصادية الحيوية ونمو البطالة والافتقار الي الخدمات العامة والدعم المالي والشئ الملاحظ تنامي معدلات الجريمة المرتبطة بتدني مستويات المعيشة والمؤكد انها ستزداد بارتفاع نسبة الفقر والبطالة ،وعندما يزداد الفقر نجد أن الجريمة ترتبط بالعنف خصوصا" في المجتمعات التي توجد بها فروقات طبقية ، ومن الناحية العلمية والواقعية يوجد ارتباط قوي بين الفقر والجريمة ويعتبر الفقر أكبر خطر يمكن أن يؤدي الي ظواهر سالبة في أي مجتمع ، وواقع الفقر والحرمان يمثل حاضنة أساسية وبيئة خصبة لنمو معدلات الجريمة وأكد الفلاسفة وعلماء الاجتماع ان الفقر يلعب دورا" محوريا" في دفع الفرد لممارسة الجريمة ولقد قالها من القدماء سقراط (ان الفقر أبو الثورة وأبو الجريمة ). وقال كلارك (ان جرائم الفقراء وجرائم الناس المسلوبة القوة غالبا" ماتكون بسبب السخط والكره تجاه الأغنياء، وقد يحملون حملا" لممارسة الجريمة من أجل توفير لقمة العيش وهذا يعني أن ظروف الفقر اللاانسانية هي التي تخلق من بين الفقراء من يتجه الي الجريمة كثير من الجرائم تبين أن هناك اناس غير قادرين علي اطعام ابنائهم فلجاؤا الي السرقة لاطعام الأفواه الجائعة ، ونستذكر قول أبو ذر الغفاري رضي الله عنه (عجبت لمن لايجد قوت أبنائه ولايخرج شاهرا" سيفه في الناس )، وقول علي بن ابي طالب ( لو كان الفقر رجلا" لقتلته" ) وهما قولان يجسدان بشاعة الفقر وخطورته علي الفرد والمجتمع .. تتعدد أسباب الجريمة في المجتمع والفقر هو أساسها الأول دون تحديد طبيعة المجتمع ان كان متقدما" أو متخلفا" فكلاهما يعيشان في مستنقع الجريمة ان ارتفاع الأسعار غير المبرر هو سبب تضاعف الجرائم وخاصة السرقة وهذا يستدعي من الحكومات موقفا" حاسما" لايقتصر علي دور المراقب وتحديد أسعار السلع ووضع حد للمحتكرين الذين اصبحوا أثرياء من عَرَق المواطن ولقد أثبتت التجربة ان نظرية السوق الحرة لم تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية بل أدت الي زيادة ثروات الأغنياء وزيادة فقر الفقراء ولابد من وقفة ضد هذا النهج الاقتصادي الذي يتحكم فيه الأثرياء ظاهرة الجوع بدأت تظهر في طرقاتنا وليست السرقة هي المؤشر الوحيد بل ان عدد الذين ينبشون القمامة "بحثا" عن طعام في ازدياد وهذا يعني قرع جرس الانذار لاعادة النظر في النهج الاقتصادي كله لحماية المجتمع من انفجار قادم عنوانه تحقيق العدالة الاجتماعية .. ويجب أن يتذكر كل من يحكم في أرض الله بِمُرادِ الله تعالي ومشيته أنه عندما يصبح الجسد أرخص من أعواد الثقاب أوزجاجة بنزين فأعرف عندها أن القهر والظلم قد فاق الحد وأصبح الموت "حرقا" أصعب من تحمله .. -"خطر فيضان الفقر مازال ماثلا" ، ومازالت شعوبنا تموت بالفيضان والعطش والجوع والقتل .. ان الرصاصة التي ندفع فيها ثمن الكسرة والدواء لاتقتل الأعداء بل تقتلنا ا ذا ارتفعت أصواتنا "جهارا"، تقتلنا وتقتل الأطفال