حذر المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر من مغبة تناول البعض لفطريات منتشرة في حدائق ألمانيا، وذلك لأن بعضها سام ومميت. ويتكرر التسمم نتيجة الخلط الحاصل في تناول أنواع من الفطريات تبدو غير ضارة للوهلة الأولى، حيث تم إبلاغ المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر عن وفاة أحد اللاجئين الذين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى في سبتمبر الماضي، وذلك بعد أن قام بجمع وتناول فطر من نوع "كنولنبليتر". الفطر المسمى "كنولنبليتر" الأخضر يعتبر من أكثر الفطور سميّة في ألمانيا، فبالنسبة للبالغين فإن تناول حوالي 50 جرامًا من الفطر الطازج يمكن أن يكون قاتلا، وبالنسبة للأطفال فإن نصف هذه الكمية يمكن أن يؤدي إلى الوفاة. وحوالي 5% من حالات التسمم نتيجة تناول الفطور يرجع فيه السبب لتناول الأصناف المسماة "كنولنبليتر" الأخضر. في هذا النوع من الفطور هناك خطورة عالية للخلط بينها وبين فطور أخرى تشبهها قابلة للأكل: على سبيل المثال الفطر المسمى مشروم "تويبلنجن". في 80% من حالات التسمم نتيجة تناول الفطور تُعتبر الفطور المسماة "كنولنبليتر" الأخضر مسؤولة عن ذلك. إجراءات أولية إذا تولد لدى المرء شعورٌ بعدم الارتياح بعد تناول وجبة من الفطر، فينبغي دائمًا مراجعة الطبيب أو مركز مختص بالإرشاد حول السموم، ليتم إرشادكم إلى الخطوات التالية التي ينبغي اتباعها. وينبغي التحذير من أية خطوات علاجية دون تعليمات طبيب، حتى الإجراءات التي تبدو بسيطة مثل اتخاذ خطوات تؤدي إلى التقيؤ يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة في حال دخل القيء إلى الرئة، كما أن شرب الحليب يمكن أن يزيد من فرص امتصاص المواد الضارة المترتبة على تناول الفطر. وفي عام 2015، تم إبلاغ المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر ب27 حالة تسمم نتيجة تناول الفطر، توفي اثنان منها على إثر ذلك، حيث "يوجد في ألمانيا أنواع سامة جدًّا من الفطور، تشبه في مظهرها كثيرًا فطورًا أخرى قابلة للأكل تنمو في مناطق أخرى من العالم، يمكن أن تشكل خطرًا على اللاجئين". وهناك فطر مرغوب فيه في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهو الفطر القابل للأكل المسمى "آيار - فولستلنغ"، وهذا الفطر يشبه فطرًا ينمو في ألمانيا يدعى "كنولنبليتر". وهذا التشابه يؤدي إلى الخلط بينهما، إلا أن المخاطر الصحية تبقى أيضًا قائمة حتى بالنسبة لجامعي الفطور الخبيرين الذين ينشطون في البيئة النباتية ذات العلاقة. فنتيجة التشابه الكبير بين الفطور المحلية فإنه يمكن أن يؤدي الفحص السطحي لها من قبل جامعي الفطور إلى الخلط بسهولة بين هذه الأنواع. وفي هذا السياق يعتبر كبار السن والأطفال الفئة الأكثر تعرضًا لمخاطر التسمم لدى تناولهم حتى كميات قليلة منها.