جهات كثيرة يزعجها هذا الرجل ، فبرغم إصرار الإخوان المسلمين على تخذيله وإضعاف فرص نجاحه إلا أن المؤشرات تدل على أنه من أكثر المرشحين للرئاسة شعبية وقبولاً لدى الرأى العام . وإن لم يُبتدع حديثاً مصطلح المرشح التوافقى الذى تلوثت سمعته قبل أن يُذاع اسمه ، لكان أبو الفتوح أقربهم إلى التوافق الشعبى لكونه يحظى بنسب متكافئة من القبول من كافة التوجهات والانتماءات . الضربة التى تلقاها أبو الفتوح بكعب رشاش أحد الملثمين المجهولين فى طريق عودته من المنوفية إلى القاهرة المراد منها أن يفيق الشعب المصرى من أوهامه قبل أن تستهدف غيبوبة أبو الفتوح . لاشك أنه المرشح صاحب القبول الجماهيرى الواسع وأن فرصه فى النجاح بالمنصب أكبر من غيره ، وأن هناك جهات تمتلك المال والإمكانيات الواسعة ستستفيد من إزاحته من السباق ، يأتى على رأس تلك الجهات إسرائيل التى يطير النوم من عينيها ولا يهدأ لها بال ولن يهدأ قبل أن تطمئن إلى أن الرئاسة المصرية قد ذهبت إلى من تطمئن إليهم وتستطيع التعامل والتفاهم معهم ، وبالتأكيد لن يكون الإخوانى السابق والوطنى العصامى والمناضل الشجاع الذى وقف أمام الرئيس السادات عندما كان طالباً فى الجامعة ، مطالباً إياه بالتخلص من زمرة المنافقين الذين يحيطون به . والمرشح المحتمل القوى الذى تتمناه إسرائيل يهمه بالفعل إزاحة أبو الفتوح وربما أبو إسماعيل أيضاً نظراً لضعف شعبيته ، وهو يمتلك القدرة اللوجستية على إزاحتهما . هذه جهة تبدو الأقوى فى نظرى – أعنى إسرائيل ومرشحها للرئاسة - ، هناك أيضاً مبارك ومرشحه ، وهذه جزئية توجع القلب ، فمن يصدق أن رئيساً مخلوعاً فى إثر ثورة شعبية يحظى بهذه العناية والرعاية الطبية الفائقة وينال هذا القدر العالى من الحماية المدعومة بالمخابرات ورجال الأمن ووسائل الاتصال الحديثة وقوات الاستطلاع والطائرات الحربية ، بينما لا يكلف وزير الداخلية خاطره ويدعم أحد أهم مرشحى الرئاسة بعنصر أمن واحد أو حتى مخبر بعصا يرافقه فى جولاته لحمايته ، وتتركه القوات المسلحة هكذا يتنقل بين المحافظات فى ظل هذا المناخ الأمنى المنفلت بصحبة سائقه فقط . ليست الشيخة ماجدة وفريد الديب وآسفين يا ريس والمحامون الكويتيون وبعض أمراء الخليج هم من يشعروننا بأن مبارك لا يزال رئيساً معترفاً به لدى بعض القطاعات ، إنما لمسنا ذلك بقوة من الدفع بالفريق أحمد شفيق لماراثون الرئاسة ، والذى ذكرنى بالكابتن محمود الخطيب فى ماتش اعتزاله عندما دفع بخالد بيبو لخلافته فى الملاعب ، ومبارك هنا بالطبع يهمه فوز مرشحه وبالتأكيد يمثل حضور أبو الفتوح عقبة كؤود فى طريق هذا الهدف للكابتن مبارك ، فكان اللجوء للعنف واللعب الخشن والضرب بدون كرة بعيداً عن أعين الحكم والمراقبين . إنها والله نكتة سمجة تبكينى ولا تضحكنى ، فهل لا يلاحظ الحكم ولا المراقبون شيئاً مما يحدث ؟ وهل لا يستطيعون بالفعل السيطرة والتحكم فى أحداث المباراة ؟ المخابرات ، قوات الأمن ، فرق الاستطلاع ، قوات مكافحة الإرهاب ، الأمن الوطنى – أمن الدولة سابقاً ، الذى استطاع اعتقال عشرات الآلاف من الإسلاميين بطول مصر وعرضها من الصعيد ومدن القناة والإسكندرية وسيناء والوجه البحرى خلال أيام قلائل وأودعهم لسنوات طوال بالمعتقلات بمقتضى قانون الطوارئ للاشتباه فى كونهم قد يشكلون خطراً على أمن الدولة واستقرارها ، هل يعجز عن اتخاذ نفس الإجراءات الحاسمة السريعة مع البلطجية وعصابات الترويع والخطف والملثمين قطاع الطرق ؟ الحادث جاء بعد تحذير أيمن نور من كوارث قادمة لإفشال انتخابات الرئاسة ، وهذا بالطبع منطقى جداً فنحن أمام مرشحين شرسين جداً وعنيدين جداً ... لا أتحدث عن الجنرال عمر سليمان والفريق أحمد شفيق – حفظهما الله - ، إنما عن إسرائيل ومبارك .