أظن من حق سوريا البلد الإسلامى العربى أن نعرج على أحوالها وما يعتريها بعد أن عرجنا على مصر كثيرا فى قضاياها العديدة والمديدة والتى لن تنتهى . وحمص على وجه الخصوص تعانى الآن من كارثتين مزدوجتين الأولى: كارثة القصف المتمثل فى التفجيرات التى تشهدها سماؤها من قبل القوات النظامية الأسدية، بمشاركة الشبيحة قاتلى الشعب ومصاصى دماءه، كان نتيجتها وأنا أكتب هذه السطور الثالثة من الهزيع الأخير من ليل الخميس الماضى مقتل سبعين شخصًا فى يوم واحد فقط.. والثانية:كارثة الجوع التى أصبحت لامحالة قادمة وأصبح أهالى حمص خاصة ودرعا وحماة عامة يتمثلون بمقولة: ( من لم يمت بالسيف مات بغيره// تعددت الأسباب والموت واحد).. وغيره هنا هو الجوع بسبب الحصار القاتل وعدم السماح لهم بمرور الأغذية والأدوية والمستلزمات الحياتية بعد أن أصبح انقطاع الكهرباء ديدن المدن السورية عامة وحمص خاصة، وأصبحت الدماء السائلة والجثث المتبعثرة فى الميادين والطرقات والبيوت منظرا مألوفا لدى الجميع. المشكلة السورية وقفت عند العرب فى مواقف غلب عليها الاستحياء ولم تتحرك الدول العربية بخطوات فعلية اللهم كلاما وتصريحات دغدغت مشاعرنا ثم خمدت نار الغيرة فى نفوسنا وأظنها ماتت لدى الكثير .. وربما رجع موتها بسبب ما تثيره بعض الفضائيات من تهوين المشكلة السورية وإرجاع الكارثة للشعب السورى وليس رئيسه الظالم وشبيحته المعتدين، واتهام جهات إسلامية وإسرائيلة وأمريكية ومعهم تركية أيضًا فضلا عن إيرانية فى التحالف على النظام السورى وتنفيذ المخطط الخليط هذا فى تدمير المنطقة. وكوننا نلوك هذا الكلام على عواهنه ونصدقه وننحاز له ونساهم فى نشره وتثبته فى عقول الناس : فسيجعل للنظام الأسدى الحق فى أن يدافع عن ملكه وعرشه على حساب إهلاك وإبادة شعبه،على مرأى و مسمع العالم كله الذى لم يتحرك حتى بعد مقتل صحفيين غربيين إلا بتصريحات استنكار واستهجان فقط لم تأخذ موقفًا عمليًا مثل ماحدث فى ليبيا مثلا وغزوات حلف الناتو وتأييده للشعب الليبى فى إزاحة النظام السابق . ** منوعات: ◄إسرائيل تنهى 95 كيلو مترا من الجدار الفاصل مع مصر = ولو انتهت منه كله وبنت جدارا آخر غيره لما تحرك أحد فمصر مشغولة لشوشتها" فيما ابتليت به. ◄ البلطجية يطلقون أعيرة نارية بميدان التحرير تثير ذعر المعتصمين = اللهم اكف مصر شر البلطجية واكف سوريا شر الشبيحة واكفنا شر كل شرير. ◄آخر 18 يوما فى حكم مبارك''، كتاب للتوثيق أم للدفاع؟ =اسألوا عبد اللطيف المناوى فهو مؤلف الكتاب وكان طرفا فى الأيام الأخيرة وحتى لو قال لكم للتوثيق وليس للدفاع عنه أو عن غيره ف"المعنى فى بطن الشاعر" قصدى فى بطن المناوى. ** آخر كبسولة: ◄ مراتى شاطرة جدا فى استخدام سلاح المقاطعة ضد أى بلد تعمل حاجة متعجبهاش ولم يكن عندى أى مشكلة فى ذلك فنحن على سبيل المثال لا نأكل الجبنة الدانمركية ولا نستخدم مساحيق الغسيل الأمريكية ولا الملابس الفرنسية ولا التوابل الهندية ولا السيارات الألمانية ولا اللحوم البرازيلية ولا السكاكين الروسية ولا الأحذية الإيطالية..لكن المشكلة أن مراتى اليومين دول مش راضية عن الصين إللى بتأيد النظام السورى..طب يرضيكم يعنى أنزل الشارع بلبوص..وكمان حافى؟ = هذه لقطة ساخرة لزميلى الصحفى هشام مبارك فى صفحته فيس بوك .. ضحكت لها وأعقب عليها بقولى :( نصيحتى ياهشوم أنك تشترى ملابس وأحذية صينية وتكتب عليها "صنع فى مصر" وبهذا تخلص من المطب ياصديقى). دمتم بحب [email protected]