جبر: مأساة دولة.. إسكندر: الإهمال والفساد العامل المشترك.. عازر: حكومة لا تمتلك أدنى حد من الرؤية.. دراج: نظام لم يعرف أولوياته "اختلف المكان والزمان لكن يظل الألم واحدًا"، منذ عشر سنوات استيقظت مصر على فاجعة مدوية ألا وهي غرق عبارة السلام 98 في سواحل البحر الأحر والتي راح ضحيتها أكثر من 1000 شهيد، كانوا عائدين من المملكة العربية السعودية من أجل الراحة من سنوات الغربة والبحث عن لقمة العيش، واليوم تتكرر المأساة ذاتها بمنطقة الجزيرة الخضراء على ساحل رشيد بمحافظة البحيرة؛ لكن الضحايا هذه المرة كانوا ذاهبين للبحث عن لقمة العيش عن طريق "الهجرة غير الشرعية" بعدما ضاقت بهم الحياة في بلادهم. اعتبرت نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية بوزارة الخارجية المصرية، أن ما حدث في رشيد من غرق مركب للهجرة غير الشرعية والتي راح ضحيتها أكثر من 100 غريق مأساة، موضحة أن ذلك ضحية جشع سماسرة الهجرة غير الشرعية "تجارة موت"، مشيرة إلى أن مصر ليست الوحيدة في جانب الهجرة غير الشرعية ولكنها تعتبر من الدول المصدرة. وقالت جبر في تصريحها ل"المصريون" إن الدولة يجب عليها أن تهتم بهذا الملف الذي يعد من الملفات الهامة؛ لأن المواطن المصري أصبح عرضة للكثير من الأزمات والتي من شأنها أن تدفعه لأن يضحي بحياته. في نفس السياق، طالب أمين إسكندر، الكاتب والمحلل السياسي والقيادي بحزب الكرامة، بالكشف عن المتسبب في إحباط محاولة الهجرة غير الشرعية "مركب رشيد" التي كانت تقل ما يزيد على 500 مواطن في إطار الهجرة غير الشرعية للبحث عن لقمة العيش. وأضاف إسكندر في تصريحه ل"المصريون" أن هناك جهة سيادية من الممكن أن تكون وراء الحادث بعد محاولتها إحباط تلك المركب لمكافحة الهجرة غير الشرعية. وتعجب القيادي بحزب الكرامة من بعض تصريحات جهات سيادية بعدما أعلنت أنها تمكنت من إحباط تلك الهجرة "غير الشرعية"، مطالبًا بوضع تفسيرات لتلك التصريحات الغريبة. وأشار إلى أن ما حدث في رشيد يكشف عما وصل إليه حال المواطن المصري في ظل سلطة فاشلة جعلت للأمل طريقًا مسدودًا- بحسب قوله. وبسؤاله عن العامل المشترك بين حادث غرق عبارة السلام98 وبين ما يحدث في ظل السلطة القائمة بيَّن أن الفساد والإهمال هما العاملان المشتركان فيما حدث قبل ذلك والآن. وقالت مارجريت عازر، عضو مجلس النواب، إن الهجرة غير الشرعية التي زادت في مصر في الفترة الأخيرة؛ نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية داخل البلاد. وأضافت عازر في تصريحها ل"المصريون" أنه لابد من وجود تشريع من أجل محاربة سماسرة الهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى أن هناك إهمالاً من جانب الحكومة في هذا الشأن. ورأت أن الحكومة الحالية ليس لديها رؤية ولا تمتلك أدنى حد من الحلول للكثير من الأزمات قائلة: "حكومة معندهاش رؤية وحلول خارج الصندوق". وبسؤالها عما حدث من قبل في عبارة السلام 98 واليوم في رشيد، أوضحت أن الرابط المشترك بين الحادثين هو الإهمال وغياب الرؤية من جانب الأنظمة السياسية. وفي سياق متصل، حمَّل الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، النظام السياسي في مصر كل الأزمات التي تحدث للمواطنين، وذلك بسبب سياسته الخاطئة- بحسب قوله. وأوضح دراج في تصريحه ل"المصريون" أن النظام السياسي في مصر وما سبقه في إشارة إلى عهد مبارك لديهما قناعات بأنهما يتبنيان سياسات تنطلق من عدم مسئوليتهما عما يحدث لمواطنيهما. ونوه بأن ما حدث في رشيد لم يكن منفصلاً عن أي حدث سابق، مشيرًا إلى أن حسني مبارك حينما غرقت عبارة السلام98 كان جالسًا في الإستاد يشاهد مباراة نهائي الأمم الأفريقية، واليوم عندما غرقت مركب رشيد كان السيسي يزور الولاياتالمتحدة للمرة الثالثة وكان دولته خالية من المشاكل ومواطنيه ينعمون برغد العيش. وتابع: "ستظل الدولة المصرية هكذا طالما يحكمها ما لا يعرفون عن مواطنيهم سوى كونهم عبيدًا لدى أسيادهم". وكانت وزارة الصحة والسكان قد أعلنت، اليوم، عن ارتفاع حالات الوفاة في حادث غرق مركب هجرة غير شرعية بساحل مدينة رشيد أمام برج رشيد بمحافظة البحيرة إلى 133 حالة، وإصابة 6.